«راح يتعالج رجع جثة هامدة ».. بدأت تفاصيل الواقعة حينما روى لنا أهالى قرية أشمون بمحافظة المنوفية، تفاصيل مصرع رجل خمسينى غرق فى النيل بعد سقوطه من إحدى المعديات؛ بسبب الحمولة الزائدة، قائلين: «المعدية كانت محملة درجات بخارية وأهالى أكثر من اللازم ما تسبب فى تكدس الركاب وسقط مواطن فى النيل .» واستغاث عدد كبير من أهالى محافظة المنوفية، خاصة قرى كفر ميت العبس ومركز كفر شكر وأشمون والسادات، من معديات نهر النيل وأيضًا الترع، مؤكدين أن الرحلة لا تستغرق سوى بضع دقائق ولكنها كفيلة أن تزهق أرواح المئات معها. هناك 25 معدية بالمحافظة، منها 11 تابعة لشرطة مسطحات شبين الكوم والباقى يتبع منوف، وأتضح أن هناك معديات تعمل بالمخالفة فى منوف تتمثل فى عدم حصول أصحابها على رخصة قيادة لهذه الوحدات، وكذلك 4 معديات تعمل على نقل الأفراد والسيارات. قال عماد الغلبان، أحد الأهالى: إن معديات المحافظة يطلق عليها معديات الموت نظرًا للضرر الذى يلحق بالأهالى جراء خطورتها، مضيفًا أن أشهر هذه المعديات هى «أبو نشابة مركز السادات، وطهواى مركز أشمون، والإخماس مركز السادات، ومنشية السادات، مركز الشهداء »، وهى معديات ملك أشخاص وليست ملكًا لجهات معلومة. وأشار «الغلبان »، إلى أن هذه المعديات تقوم بزيادة الحمولة دون رقيب، مطالبًا بالمتابعة اليومية للتأكد من الحمولات الزائدة وسلامة المعديات واستيفائها لشروط المسطحات المائية والملاحة. وأوضح أشرف العمدة، أحد سكان المنوفية، أن الخدمات الصحية والتعليمية والخدمية متدنية جدًا فى المحافظة، لكن الخطر الأكبر معديات النهر المتواجدة فى المحافظة دون مسئولية محددة من قبل جهة معينة .» وأكد «العمدة »، عدم توافر الأدوات الخاصة بالحماية فى حالة حدوث غرق أو سقوط سيارة بالمياه أو حريق كما حدث من قبل، لافتًا إلى أن معظم المعديات غير صالحة من ناحية الأمن والمتانة. وأكد كمال نجيب، من الأهالى، أنه منذ عام2013 وحتى الآن لقى 16 شخصًا مصرعه بسبب المعديات. من جانبه، قال اللواء سعيد طعيمة، عضو لجنة النقل بمجلس النواب، إن هيئة النقل النهرى عديمة الجدوى، ولا تقوم بدورها طبقًا للقانون، مطالبًا بتسهيل إجراءات تراخيص المعديات، مضيفًا أن المواطنين يواجهون صعوبات كثيرة أثناء إجراءات التراخيص، مشيرًا إلى أنه يجب أن تسيطر الدولة على جميع مجريات الأمور طبقًا للقانون. وناشد المواطنون محافظ المنوفية الجديد اللواء سعيد عباس، بضرورة التدخل فى الأزمة خاصة وأنهم لاحظوا نشاطه الهمام منذ توليه منصبه قبل أيام قليلة. لم تكن المعديات هى الأزمة الوحيدة بالمنوفية، بل هناك أزمة أخرى وهى نقص مياه الرى خاصة داخل قرى مركز أشمون، حيث يعانى الفلاحون من جفاف مياه الترع كترعة «راضى » والتى يبلغ طولها 60 كيلو مترًا، وكذلك القنوات المتفرعة منها وذلك بسبب انسداد الممرات التى تسير منها المياه لرى الأراضى جراء التلوث والمخلفات التى تملئ الترعة، فى ظل تجاهل وزارة الرى تطهيرها. قال ناصر سلامة، أحد الأهالى: إن ترعة راضى تعانى الإهمال الشديد حيث جفت مياهها منذ أكثر من 5 أشهر، ما تسبب فى تأخر الزراعة لحين وجود مياه، مضيفًا أنها تمد سكان 15قرية بالمياه فضلً عن أنها المصدر الوحيد لرى آلاف الأفدنة، لكن مع تجاهل المسئولين تطهيرها أصبحت مقلبًا للقمامة والحيوانات النافقة ومخلفات الصرف، ما منع وصول المياه إلى بعض القرى.