ما زالت مفاوضات الرفقاء في جنوب السودان مستمرة، بعد سنوات من الصراع والحرب العسكرية. وحصلت "الصباح" على أهم ملامح تشكيل مؤسسة الرئاسة في جنوب السودان بناءً على اتفاق تقاسم السلطة الموقع بالخرطوم، أخيرا، ومن أبرز القادمين لهذه المؤسسة، التي روعي فيها تمثيل الأقاليم الثلاثة، ريك مشار وكاستيلو قرنق. ونص اتفاق شؤون الحكم وقسمة السلطة على ستة مناصب رئاسية سيكون نصيب حكومة جوبا منها ثلاثة مناصب تتمثل في رئيس الجمهورية "سلفا كير ميارديت" ونائبيه "تعبان دينق من أعالي النيل وجيمس واني إيقا من الإستوائية". وبحسب مصادر عليمة فإن ثلاثة نواب للرئيس سيكونون من المعارضة "كاستيلو قرنق عن إقليم بحر الغزال وريك مشار عن إقليم أعالي النيل ونائب آخر في الإستوائية سيكون من نصيب المرأة. ووفقا لهذه المحاصصة فإن إقليم أعالي النيل سيكون من نصيبه منصب النائب الأول للرئيس "ريك مشار" من جانب المعارضة ونائب رئيس من جانب الحكومة "تعبان دينق". ويتم تمثيل إقليم الإستوائية بنائب رئيس من جانب الحكومة "واني إيقا" ومن المعارضة "تشترط امرأة من مجموعة المعتقلين السابقين". على أن يمثل إقليم بحر الغزال في رئاسة الجمهورية من الحكومة الرئيس سلفا كير ومن المعارضة كاستيلو قرنق عن الحركة الوطنية. وأفادت المصادر أنه تم إعتماد شكل التوزيع والمحاصصة بالإقاليم كخطوة ربما تحدد شكل الحكومة المرتقبة، وفي حال رفض الأطراف بناءً على الأقاليم الثلاثة سيكون السيناريو الآخر أن يتم تمثيل أعالي النيل بأربعة نواب للرئيس "النائب الأول ريك مشار ونائب الرئيس الحالي تعبان دينق ونائبين آخرين". وعدت المصادر التقسيم الأخير "مجحفا" في حق بقية أقاليم جنوب السودان، ما يرجح قبول قسمة المناصب في مؤسسة الرئاسة مناصفة بين مجموعات أعالي النيل وبحر الغزال والإستوائية. وطبقا لاتفاق قسمة السلطة فإن الحقائب الوزارية 35 وزارة، تحوز الحكومة منها 20 وزارة وبقيتها تقسم بين الحركة الشعبية بقيادة مشار وتحالف المعارضة ومجموعة المعتقلين السابقين والأحزاب السياسية بالداخل، مع الاحتفاظ بوزراء الدولة. وبشأن السلطة التشريعية على المستوى القومي حددت الاتفاقية 550 مقعد في البرلمان "الحكومة 332 مقعدا، فصيل مشار 128 مقعدا، تحالف المعارض (SSOA) 50 مقعد، مجموعة المعتقلين السابقين 10 مقاعد والأحزاب السياسية في الداخل (OPP) 30 مقعد". واستضافت الخرطوم منذ أواخر يونيو الماضي مفاوضات بين فرقاء دولة الجنوب أسفرت عن توقيعهم على اتفاق الترتيبات الأمنية وقسمة السلطة واتفاقا نهائيا للسلام بالأحرف الأولى في 30 أغسطس الماضي. وينتظر توقيع الفرقاء الجنوبيين على اتفاق السلام بشكله النهائي عقب قمة زعماء دول "إيقاد" بأديس أبابا.