مدارس المنح الأمريكية ممنوعة من الهدم رغم تصدعها بمبانٍ متصدعة آيلة للسقوط، وفصول غارقة فى مياه الصرف الصحى، تستقبل مدارس المحافظات العام الدراسى الجديد لترحب بالتلاميذ فى مناخ مناهض لجميع اتفاقيات حقوق الطفل سواء كانت المصرية أو الدولية. ففى مركز الواسطى شمال غرب محافظة بنى سويف، يشتكى أهالى قرية «أنفسط» التى تبعد 13 كيلو مترًا عن المركز، من تأخر تسليم المدرسة الابتدائية من أعمال ترميم، الأمر الذى دفع أولياء الأمور تقديم أوراق انتساب أبنائهم إلى مدرسة بقرية مجاورة. يقول محمد عبدالحليم، تعانى مدرسة أنفسط الابتدائية من تآكل تام فى الأعمدة والأسقف، ما اضطر أولياء الأمور لإرسال الشكاوى بضرورة تجديد هذا المبنى الذى يضم 30 فصلًا، بعد تآكل المبنى وتساقط بعض الأسقف، ورغم بدء أعمال الترميم من أول شهر أبريل حتى الآن لم تكتمل أعمال الصيانة، فحولنا ملفات أطفالنا إلى مدرسة بقرية مجاورة، ذلك لعدم استكمال أعمال الترميم. وتضيف سهام جمعة: أخاف من إرسال أبنائى إلى المدرسة بهذه القرية التى تقع على بعد 5 كيلو مترات من الحيز العمرانى مرورًا بالزراعات، بعد تفشى ظاهرة الخطف، وتجارة الأعضاء البشرية، وأفضل عدم تعليمهم «التعليم ما يساويش أرواح أولادى». وفى مدرسة قرية العاشرة للتعليم الأساسى بمركز أبو المطامير جنوب محافظة البحيرة، على الرغم من صدور قرار بإزالة المبنى المخصص للمرحلة الابتدائية وتشيده بعدها مباشرة إلا أن المسئولين من هيئة الأبنية التعليمية رفضوا بناءه مرة أخرى بعد الهدم، مبررين ذلك بقلة مساحة المدرسة؛ ما دفع الأهالى إلى تحرير عدد من المحاضر بنقطة شرطة العاشرة ضد المسئولين.
المنح الأمريكية وفى قرية ميدوم، يعانى طلاب مدرسة ميدوم الإعدادية المشتركة، من الالتحاق بمبنى ضمن المبانى التى شيدت بمنح أمريكية الأمر الذى يصعب على الأبنية التعليمية من هدم المبنى وإعادة أنشائه، المبنى الذى يضم قرابة 25 فصلًا، آيل للسقوط، منذ 14 عامًا، وفى كل عام تحاول الوزارة ترميم ما تلف، ويبقى أولياء الأمور فى حيرة من أمرهم، كيف يرسلون أبناءهم للموت. تكدس أعداد الطلبة فى الفصول ضمن المشكلات التى تواجه هؤلاء الطلاب ما يدفعهم إلى اللجوء إلى فكرة الفصول الطائرة التى يتعدى عددها ال 5 فصول، يتنقلون فيها إلى الفصول الفارغة فى بعض حصص أنشطة الألعاب وغيرها أو تلقى الدروس فى فناء المدرسة. يقول سيد عبدالرحمن: نعانى منذ زمن من تآكل جدران مبنى المدرسة، وخوفًا على أبنائنا تقدمنا ببعض الشكاوى، التى كان مردودها دائمًا لا يمكن هدم المبنى المشيد بمنحة أمريكية.
حوادث الطلبة صعوبة الوصول إلى المدارس هى أهم أسباب تسرب الأطفال من التعليم بحسب الدراسات المصرية والعالمية، وهذا هو حال الأطفال الذين يأتون من نجع عرب ميدوم الذى يبعد 10 كيلو مترات عن مدرسة ميدوم الابتدائية، لتكن وسائل مواصلاتهم هى التروسيكلات، والحمير ليقطعوا تلك المسافة بطرق غير ممهدة ذهابًا وعودة. يقول زايد سليم، (أحد سكان النجع) نعانى من طول المسافة بين مدارس ميدوم والنجع، فالنجع الذى يقع على أطراف القرية يحده الظهير الصحراوى من الغرب والزراعات من الشرق، لا توجد به مدارس على الإطلاق، يجد أبناؤنا خاصة طلاب الابتدائية صعوبة فى الوصول إذ لا يأمن أولياء الأمور على إرسالهم بأنفسهم، خشية الطريق السريع، فقد يعانى النجع من فقد للأبناء سنويًا فى حوادث الطريق سيرًا أثناء ذهابهم أو عودتهم من المدارس، أيضًا عدم تمهيد الطرق يزيد من المشقة، فقد نلجأ لحملهم على ظهور الحمير، وأيضًا التروسيكلات.
انعدام الآدمية غرق الأدوار الأرضية فى مياه الصرف الصحى أو انقطاع مياه الشرب، من أهم المشاكل التى تواجه العام الدراسى الجديد فى بعض المحافظات، فضلًا عن مشاكل فى دورات المياه، فعلى سبيل المثال تعانى مدرسة الدواجن التابعة للإدارة التعليمية بمدينة النوبارية شمال محافظة البحيرة من مشكلات فى أبنية المدرسة فدورة المياه لا تصلح للاستخدام الآدمى، وكذلك فصول المدرسة بالكامل تحتاج إلى ترميم وإعادة إصلاح؛ نظرًا لتصدع جدرانها بالإضافة إلى انقطاع الكهرباء عن الفصول لأعطال فنية خاصة باللوحات الكهربائية والتى لم يتم تصليحها منذ العام الماضى. وتقول سعاد صابر إحدى أولياء الأمور بالبحيرة: إن هذه المدرسة عانت من الإهمال على مدار سنوات عديدة ولم يهتم بها أحد، ففى مثل هذه الأيام من كل عام تتزايد شكاوى الأهالى من سوء حالة المدرسة تارة، وبُعد مواقعها عن المنازل تارة أخرى، إضافة إلى حالة التكدس الطلابى بالفصول، وتابعت: مدرسة الدواجن هى المدرسة الوحيدة بالقرية، وتضم أكثر من 1700 تلميذ من أبناء القرية ولا ينسى أهالى القرية حادث سقوط بوابة المدرسة على عدد من الطلاب منذ عامين، الأمر الذى يدفع الأهالى للمطالبة بإعادة ترميم المدرسة وإعادة بناء أسوارها مرة أخرى. كذلك مدرسة عمرو بن العاص، التابعة مركز إيتاى البارود بمحافظة البحيرة، تشكل خطرًا على حياة الطلاب تحتم نقلهم منذ العام الماضى لمدرسة أخرى لحين الانتهاء من أعمال الصيانة وإحلال المبنى القديم وتعلية المبنى الجديد حتى لا يتعرض الطلاب لأى مخاطر. ويقول حسين حسن، أحد أولياء الأمور: إن شوارع المدرسة تعانى من انتشار أكوام القمامة حول أسوارها وغرق محيط المدرسة فى مياه الصرف الصحى التى تخرج من تحت الأرض بجانب مياه الأمطار فى فصل الشتاء ما يعرقل حركة السير أمام التلاميذ ويمنعهم من الذهاب إلى المدرسة. وفى قرية المحامدة التابعة لإدارة مركز دمنهور التعليمية لا توجد مياه شرب بمدرسة القرية إلى جانب تأخير هيئة الأبنية التعليمية فى أعمال الصيانة بالمدرسة إضافة إلى انعدام بعض الفصول من الأساس المدرسى، الأمر الذى يتسبب فى جلوس بعض الطلاب على الأرض، إضافة إلى عدم وجود غرفة للمعلمين.
إهمال زريع يقول خالد أبو العينين، أحد أولياء الأمور ومن قرية اصطبارى التابعة لشبين الكوم بمحافظة المنوفية إن مدرسة الشهيد أحمد عبدالحميد عيطة الابتدائية لا يحيطها سور منذ حوالى سنتين ونصف ولم يتحرك أى مسئول رغم تقدمنا بعدة شكاوى وها نحن على بداية عام دراسى جديد ولم يتم النظر بعين الاعتبار لسور المدرسة، فالأهالى يخشون على أبنائهم من الذهاب إلى المدرسة؛ خوفًا من خروج أبنائهم الطلبة من المدرسة إلى الطريق العام الذى يبعد عن المدرسة 50 مترًا، كما أن عدم بناء السور يسبب عبئًا على أولياء الأمور بجانب قلقهم على أبنائهم حيث إنهم مضطرون للذهاب مع أبنائهم إلى المدرسة والوقوف دروع بشرية هم والسادة المدرسون لمنع الطلبة من الخروج إلى الطريق العام، والعودة مرة أخرى فى نهاية اليوم الدراسى لاصطحاب أبنائهم إلى المنازل ويتكرر الحال يوميًا، وناشدنا السادة المسئولين مرات ومرات عديدة، ولا حياة لمن تنادى غير ردهم بأنه يحتاج دعمًا ماليًا لإدراجه بالخطة. أما مدارس بركة السبع فهى خارج الخدمة؛ حيث يفيد سعيد كامل رضوان من قرية الحمادية التابعة لمركز بركة السبع أن المدرسة الإعدادية بالقرية والتى أقيمت منذ الثمانينيات أصبحت متهالكة للغاية وللمرة العاشرة قامت هيئة الأبنية العام الماضى بترميمها ولكن دون جدوى فالشروخ والتصدعات ظهرت واضحة منذ نهاية العام الماضى. من جانبه يؤكد عيد (أحد أولياء الأمور) أن المدرسة الابتدائية فى قرية طنبشا قديمة جدًا ولا تصلح للعملية التعليمية، والفصول مبنية بالطوب اللبن والصاج المجلفن وسقفها من الألواح الخشبية القديمة، وأن الطلبة يخافون من التواجد بها، وكذلك الحال فى مدرسة السلام الإعدادية بالقرية قد صدر لها قرار إزالة منذ سنوات ولم ينفذ حتى الآن، وفى انتظار كارثة محققة بسبب تجاهل المسئولين عن هذه المدارس.