«حياتنا ساعات بنرسمها وبنجملها بالألوان، فى لون نختاره يكتمها، ولون يدى لحياتنا آمال» هذه كلمات أغنية نقابل ناس للمطرب لؤى، والتى غناها لبث الأمل والتفاؤل فى القلوب، الكلمات اتخذتها ندى علام شعارًا فى حياتها، والتى رغم إعاقتها استطاعت استغلال موهبتها لتصبح فنانة من نوع خاص ترسم وتلون حياتها مثل لوحات الزيت التى ترسمها. ندى محمود علام، ابنة محافظة المنوفية، صاحبة ال 19عامًا، طالبة فى الفرقة الثالثة بكلية آداب قسم علم الاجتماع، والتى منذ نعومة أظفارها، تتمتع بموهبة فنية فريدة، ورسمت الكثير من اللوحات بقدمها، حيث إنها ولدت من دون ذراعين. ندى قصة فتاة يتجسد فيها الإصرار والتحدى والإقبال على الحياة رغم كل المعوقات، لم تيأس قط، واستخدمت قدميها فى الكتابة والرسم، واستطاعت عمل لوحات غاية فى الجمال. قالت ندى إنها ولدت بإعاقة فى الأطراف وأصرت على أن تتعلم، ورفضت دخول مدارس المعاقين، وصممت على الدراسة فى مدارس عادية كغيرها من الأصحاء، ومارست هواية الرسم منذ الصغر، وفازت بالمراكز الأولى بعدة مسابقات للرسم على مستوى محافظة المنوفية، وتم تكريمها على يد وكيل وزارة التربية والتعليم السابق بالمحافظة على لوحاتها الرائعة، مؤكدة أنها تعتمد على نفسها فى كل شىء وأن الفضل يرجع إلى والديها فهما المحفزان والمشجعان لها دائمًا. وأضافت أن والدها يعمل بأعمال حرة ووالدتها ربة منزل، وأشقاؤها الثلاثة فى مراحل تعليمية مختلفة، موضحة أنها تعمل وتكافح دائمًا حتى تحقق ذاتها وتصل إلى أحلامها، كما تسعى للتخرج فى الجامعة، لكى تعمل وتساعد والدها وتحمل عنه المسئولية، مشيرة إلى أن كل لوحة رسمتها محفورة بذاكرتها، فالرسم يساعدها فى التغلب على مصاعب الحياة. «الإعاقة فى العقل وليست فى الجسد» كلمات قالتها ندى لتؤكد أن الإعاقة لم تكن عقبة فى حياتها، واستطاعت ممارسة الهواية التى تحبها والدراسة فى الكلية التى تريدها، وأن إعاقة الجسد ليست عقبة، وأن الإعاقة الحقيقة فى العقول» أمنية ندى الوحيدة أن يكون لها معرض للوحاتها الفنية حتى يراها الجمهور.