اجتماعات وزارية للجنة العليا بين الدولتين لبحث التعاون فى الصناعة والنقل والزراعة والصحة والتعليم والرياضة العام المقبل يشهد منتدى للاستثمار الزراعى لتشجيع الشراكات بين المستثمرين المصريين والسودانيين خط سكة حديد للربط بين مصر والسودان.. والبدء فى الربط الكهربائى بين البلدين لقاءات ومباحثات عديدة لمد جسور الثقة، وعودة العلاقات الشقيقة الممتدة عبر عشرات السنين، مع توجيهات رئاسية بتفعيل الاتفاقيات والبروتوكولات بين البلدين، لإعادة الوحدة بين مصر والسودان، الدولتان الشقيقتان ذات الشعب والثقافة والفكر الواحد. على مدار الفترة الماضية، وخاصة الأسبوعين الماضيين، كان هناك تركيز مصرى سودانى على إعادة العلاقات بين البلدين لطريقها الصحيح، عبر التعاون التجارى وزيادة المشروعات المشتركة والاستثمارات بين البلدين، بتوجيهات صريحة من الرئيس عبدالفتاح السيسى، وهو ما ظهر فى إرسال الرئيس طائرات عسكرية مصرية للسودان، لمواجهة الأمطار والسيول. وانتهت الاجتماعات الوزارية للجنة المشتركة العليا المصرية السودانية، إلى عدة نتائج على رأسها عقد اجتماعات مشتركة بين وزراء الخارجية والصحة والزراعة والنقل والصناعة؛ لبحث ملفات التعاون تمهيدًا للاجتماع الرئاسى فى الخرطوم أكتوبر المقبل. ملف الصحة من الملفات المهمة التى تتميز بها مصر، وتحاول نقلها إلى الدول الأفريقية منها دولة السودان الشقيقة، وهو ما ظهر خلال الاجتماع الوزارى المشترك بين وزيرى الصحة المصرى والسودانى، والذى انتهى إلى الاتفاق على التعاون مع وزارة الصحة فى مجال الدواء والسياحة العلاجية لتحقيق التكامل الدوائى. واتفق الوزيران على توحيد المعايير فى المجال الصحى بين البلدين، فى ظل مشاركة الأطباء المصريين فى القافلة الطبية بالسودان، لمواجهة المخاطر الصحية التى تواجهها السودان. وربما يعد ملف الزراعة من أكثر الملفات التى تربط مصر والسودان، حيث التعاون وإنشاء مزارع مشتركة فى السودان، والاستفادة من الخبرات المصرية فى مجال الزراعة والرى، وهو ما ظهر فى الاجتماعات المشتركة بين وزيرى الزراعة المصرى والسودانى فى الاجتماعات الثنائية. واتفق الجانبان خلال الاجتماع المشترك، على تفعيل مذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين فى مجالات الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية، وتعزيز التعاون فى مجالات البحوث الزراعية والحيوانية، فضلاً عن تذليل جميع العقبات التى تواجه الشركة السودانية المصرية للتكامل الزراعى، من خلال توفير مواقع جديدة للعمل يقترحها الجانب السودانى. وبحث اللقاء إقامة منتدى للاستثمار الزراعى خلال العام المقبل، لتشجيع الشراكة بين المستثمرين المصريين والسودانيين، مع إعداد دليل استثمارى بالمشروعات الزراعية المقترحة التى يتم عرضها على المستثمرين من الجانبين، والبدء فى اتخاذ كل الإجراءات اللازمة من أجل زيادة فرص التبادل التجارى للحاصلات الزراعية والمنتجات الحيوانية بين البلدين. ليس هذا فقط، بل اتفق الجانبان على دعم الجهود المشتركة بين البلدين فى مجال مكافحة التصحر، من خلال التعاون بين مركز بحوث الصحراء فى مصر، والمجلس القومى للتصحر بالسودان، وتبادل الخبرات فى مجالات إنتاج التقاوى، ومكافحة الآفات، والأمراض الحيوانية، فضلاً عن مجال التدريب للنهوض بمجال البحث العلمى الزراعى. وناقش وزيرا خارجية البلدين العديد من المشروعات القومية، على رأسها مشروع الربط الكهربائى بين الدولتين بقوة 300 ميجاوات، والذى دخل بالفعل فى مراحله التنفيذية، وكذلك مشروع الربط بين السكك الحديدية، وأوضاع المشروعات المشتركة بين الدولتين، كهيئة وادى النيل للملاحة النهرية، والشركة المصرية – السودانية للتكامل الزراعى، ومشروع اللحوم الاستراتيجى. كما ناقش الجانبان القضايا السياسية ذات الاهتمام المشترك، وحرص الجانب المصرى على الترحيب بجهود السودان، فى تحقيق السلام فى جنوب السودان، والتنسيق بينهما بشأن البحر الأحمر، كممر مائى غاية فى الأهمية، سواء فى اجتماعات الدول المشاطئة للبحر الأحمر أو فى أى محافل أخرى فى هذا الشأن. وأكد الدكتور أيمن حمزة، المتحدث باسم وزارة الكهرباء، أن الأعمال التنفيذية لخط الربط الكهربائى مع السودان بقدرة 300 ميجاوات كمرحلة أولى، تسير بشكل جيد، ومن المتوقع الانتهاء منها خلال الأشهر القليلة المقبلة، موضحًا أن الاجتماعات المشتركة بين الوزيرين ركزت على أهمية الربط الكهربائى الإقليمى فى تمكين مصر من لعب دور مهم فى تعزيز أمن الطاقة. كما سيطرت عشرات الملفات، على اجتماعات وزيرى التجارة المصرى والسودانى، على رأسها إعداد دراسات الجدوى الخاصة بإنشاء المنطقة الصناعية المصرية بالسودان، وتحديد نوعية المشروعات المقترح إقامتها بالمنطقة، خاصة أن السودان تعتبر نافذة كبرى على الأسواق الأفريقية، حيث تعد بوابة رئيسية لأسواق 9 دول أفريقية محيطة بها، لذلك أكد وزير الخارجية السودانى أن المنتجات المصرية لديها فرصة كبيرة فى السوق السودانى خاصة فى ظل التقارب بين البلدين جغرافيًا. وأشار الدكتور موسى كرامة، وزير الصناعة السودانى، إلى أهمية الإسراع فى إنشاء المنطقة الصناعية المصرية بالسودان، والتى تم تخصيص مساحة 2 مليون متر مربع أراضى لها، بهدف إقامة صناعات تلبى احتياجات السوق السودانى والتصدير لمختلف الأسواق الخارجية. أما ملف الرياضة، فهو الأكثر نشاطًا بين المجالات الأخرى، حيث عمل وزيرا الشباب والرياضة المصرى والسودانى على التعاون بصورة أكبر فى مجال الاستثمار الرياضى، وطرحا فكرة مشاركة القطاع الخاص فى الاستثمار الرياضى، والمساهمة فى افتتاح المدينة الرياضية بالسودان، من خلال إيفاد الخبرات المصرية للتدريب فى مجالى الإدارة والتشغيل، فضلًا عن تطوير مجالات التعليم الرياضى، وتبادل البعثات التعليمية والمنح الدراسية بين البلدين. واتفق الجانبان على تشجيع رجال الأعمال والمستثمرين فى المجالات الرياضية للاستثمار فى السودان، والتعامل بالمثل من السودان إلى مصر والتفاعل فى مجالات الصناعات الرياضية بين البلدين، واستضافة المعسكرات والفرق الرياضية السودانية بالمنشآت الشبابية والرياضية بمصر. وشملت المباحثات عدة ملفات أخرى، منها التعليم العالى والثقافة والملف العسكرى، والتوافق على اتخاذ نفس المواقف تجاه القضايا الإقليمية، فى انتظار انعقاد القمة الرئاسية بين الزعيمين السيسى والبشير فى أكتوبر المقبل.