تحول مقدمي البرامج والإعلاميين في رمضان إلى شيوخ فضائيات يصدرون الفتاوي، ويحرمون، ويحللون، ويتحدثون في أمور دينية لا علاقة لها من قريب أو بعيد بموضوعات برامجهم. فقد أثار حديث الكاتب الصحفي، إبراهيم عيسى، في برنامجه "إبراهيم والناس"، حول الحجاب سخط وغضب الكثير من رجال الدين، فقال عيسى:"لا وجود لكلمة الحجاب في القرآن والسنة، وتعبير الحجاب لم يكن يعرفه الصحابة"، وأكد العلماء أن إبراهيم عيسى لا يفهم فى الدين وليس على درايه بأصول الفقه والسنة حتى يفتي بمثل هذه الأحاديث، وحديثه ذلك ملئ بالشذوذ الفكري. وقال عيسى في برنامجه: "الحجاب ليس قضية جوهرية في الإسلام، وأركان الإسلام خمسة ليس من بينها الحجاب، وأوامر الله لابد من تنفيذها ما دامت واضحة"، وأشار إلى أن ما قيل عليه الحجاب ليس المقصود منه "الطرحة"، وقال أيضاً إن الآية التي تتكلم عن الحجاب في القرآن المقصود منها دورة المياه، وهي المكان الذي يحتجب فيه الإنسان ليقضي حاجته. بينما خرج الإعلامي اللبناني، جورج قرداحي، في برنامجه "المليونير" ليبيح زواج المسيحي بمسلمة، وقال: "لا أجد أي عائق أمام زواج الشباب المسيحيين من الفتيات المسلمات والعكس، فالحب فوق كل الأديان". الشيخ سعيد عامر، مدير عام الدعوة، وأمين لجنة الفتوى بالازهر، أكد إن انفلات الفتاوى بالفضائيات أمراً غير مقبولاً، فدار الإفتاء هى مصدر الإنابة والإجابة الوحيد، وقال: " الإخبار بحكم الله تعالى عن الوقائع يكون بدليل شرعي، وعلى غير وجه الإلزام لأن الواجب على المفتى هو بيان الحكم الشرعي". أضاف: "لا يعقل أن يكون المذيعيين المذكورين على دراية كاملة بأحكام العلم والسنة كي يستطيعون أن يستنبطوا الأحكام الشرعية من الأدلة الموجودة في القرآن والسنة النبوية، فهما المصدرين الأساسيين للأحكام الشرعية والاجتهاد لاستنباط الاحكام منهم حق لكل من يستكمل شروط الاجتهاد المقررة فى الفقه والكتب وعلى أهل الاجتهاد أن يتخير من الأحكام والمذاهب الفقهية مايفى بالمشكلة التى يريد الإجابة عليها. وقال سعيد، إن غالبية من يظهرون على الفضائيات يفتون بغير دراسة للمذاهب الفقهية، ولذلك يجب على هؤلاء أن يأخذوا الفتوى من أهلها، وأماكن الفتوى المتخصصة (مجمع البحوث الإسلامية، ولجنة الفتوى، ودار الإفتاء، خاصة فى القضايا والاحداث اما بالنسبة للفتوى التى تكلم عنها ابراهيم عيسى ان الحجاب ليس فريضة فهذا امتداد على ثوابت الدين فالحجاب شرعى وفريضة، حيث قال تعالى:"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً". وأكد أمين لجنة الفتوى، على ضرورة العودة الحميدة لسؤال المتخصصين ممن توفرت فيهم شروط الافتاء ومن الجهات المختصة بالفتوى حتى لاتنتشر الفتنة بين الناس وااحداث بلبلة بين افراد المجتمع فقال عزوجل (اسئلوا اهل الذكر ان كنتم لاتعلمون وينبغى على الجهات الاعلامية الرقابة على البرامج التى تظهر فيها الفتاوى بدون متخصيص ذلك يؤدى الى انحراف وفتن، وشدد على ضرورة وجود رقابة من اتحاد الإذاعة والتليفزيون على البرامج التى تنشر أمور تخص الدين حتى نعيش فى جو مستقر، نحن أحوج ما نحتاج إليه الآن. وناشد المختصين بالأزهر الشريف، بمباشرة مهامهم فى ميدان الدين، لإن علماء الأزهر فى كل مكان هم حملة مشاعل النور، ولن يتخلوا عن مهمتهم فى التوعية، وعليهم أن تكون عيونهم يقظة لكل ما يجرى حولهم فالخير يدعون إليه ويشجعونه والفوضى يتعاونون على مقاومتها تنفيذاً لقوله تعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الآثم والعدوان".