ظّلت الإسكندرية لعقود طويلة المتنفس الوحيد للمصريين من جميع المحافظات فى فصل الصيف، لكن تغير الوضع الآن وأصبحت للأغنياء فقط مع ظهور «موضة » بيع الشواطئ وتأجيرها، حتى أصبحت عروس البحر الأبيض المتوسط تخلو من الشواطئ المجانية، فقد حلت محلها الشواطئ المميزة والسياحية، إضافة إلى الشواطئ التابعة للفنادق. أمينة عبدالحميد، 55 عامًا، قالت: «كانت الشواطئ المجانية تتمتع بالرقى والنظافة ولا يوجد فرق بين غنى وفقير، بل كنا نتميز بأخلاقنا وعدم الإهمال، حتى عمال الشواطئ كانوا لا يفرضون علينا شيئا، لكن الآن أصبحت تذكرة دخول الشاطئ مرتفعة ومن يقدمون الخدمات على الشاطئ يستغلون المصطافين وأبناء البلد، وأصبحت الشواطئ المجانية لا وجود لها .» وأكد على أحمد، صاحب ال 42 عامًا أن تذكرة دخول شواطئ المحافظة 7جنيهات، لكن يوجد مسؤلون ببعض الشواطئ يفرضون زيادة مقابل حجز الشماشى والمكان الذى نريد الجلوس به، ومن يدفع أكثر يكون فى مقدمة الشاطئ، مضيفًا: «لدى 3 أبناء ولا أستطيع دخول الشواطئ السياحية، والتى وصل سعر تذكرة الدخول بها إلى 25 جنيهًا، فأختار شاطئ سعره مناسب، وهذه الشواطئ إما أن تكون أمواجها مرتفعة لا تصلح للأطفال أو تكون مزدحمة ولا تعرف للنظافة طريقًا فهى مليئة بالمخلفات .» وأوضح عصام نبيل، الذى يعمل سائقًا، أن أبناء الإسكندرية أصبحوا لا يخرجون إلى شاطئ البحر إلا قليلً، فالشواطئ أصبحت مزدحمة وغير مؤهلة من المندرة وحتى العجمى، فإما أن تضطر لدخول الشواطئ العامة أو تتجه إلى الشواطئ السياحية والتى أيضًا خدمتها غير جيدة بجانب الاستغلال فى تأجير كل شىء كالحمامات وأماكن تغير الملابس حتى مياه الشرب، أو تكتفى بالنظر إلى شواطئ الأثرياء من الخارج والتى لا تستطيع دخولها أو ترى شيئا منها، فقد أصبحت محاصرة مغطاة بالحواجز للحفاظ على الأثرياء. «شواطئ الخدمة لمن يطلبها تتراوح ما بين7و 10 جنيهات ».. هكذا قال «أمير نصار «يعمل بأحد الشواطئ بسيدى بشر، وأكد أن التذكرة تشمل شمسية وكرسيًا وترابيزة، قد يكون سعر التذكرة غير مرتفع ولكن يوجد الكثير لا يستطيع أن يدفعها. وعن الشواطئ المجانية، أفاد «أمير » أنها لم تعد موجودة، فيوجد شاطئ واحد فقط من سيدى بشر حتى المندرة، ولا يوجد به أى خدمة فهو متروك خاويًا إلى أن يتم تأجيره، بالإضافة إلى جزء من شاطئ جليم. وأضاف أن معدل الإقبال أصبح فى انخفاض عدا يومى الخميس والجمعة، وذلك لوجود رحلات اليوم الواحد، فالمصطافون يتركزون بمنطقة ميامى للتواجد بالقرب من شارع خالد بن الوليد، إضافة إلى العصافرة والمندرة فأكثرهما شواطئ سياحية تناسب المصطافين.