يمر القطاع السياحى فى مصر بظروف عصيبة وصفها الخبراء بالاسوأ فى تاريخه..ووسط حالة عامة من التشاؤم..هناك من لا يزال يحارب من أجل الحفاظ على 200 مليار جنيه استثمارات سياحية داخل مصر..ومن هؤلاء الهامى الزيات رئيس الاتحاد العام للغرف السياحية ..الذى اكتسب خبرة دولية فى ادارة القطاع السياحى جعلته يحتل المرتبة الاولى بين خبراء صناعة السياحة فى المنطقة.. وعقب سلسلة من الاحداث السياسية والارهابية الصاخبة التى زلزلت عرش السياحة المصرية فى الاشهر القليلة الماضية كان لابد من اجراء هذا الحوار مع المسؤل الاول عن الاستثمار السياحى بكل صوره فى اهم قطاع اقتصادى بمصر.. كيف تابعت احداث رفح وماهى انعكاسات ما حدث على السياحة؟ - احداث رفح وما سبقها من احداث نايل سيتى وقطع طريق مرسى علم احدث فاجعة فى اوروبا وهو ما دعا ايطاليا وغيرها الى تحذير رعاياها من دخول مصر وترتب عليها الغاء بعض الحجوزات فى طابا وشرم الشيخ وهرع السائحون الى الطيارات عائدين لبلادهم خوفا مما يحدث على بعد بضعة كيلو مترات منهم . وما هى اهم تبعات ذلك حتى الان؟ - التبعات خطيرة..وعلى الجميع ان يعلم اننا نبيع "صورة" والسائح الان يرى صورة قاتمة ويمكنكم النظر على سبيل المثال لما يحدث فى الهرم من تواجد عشوائى للباعة الجائلين والبلطجة وغيرها ،ولنا عبرة فيما حدث للسائحين اليابانيين والحقيقة الان لا توجد حجوزات سياحية مؤكدة نهائيا بل هى حجوزات مؤقته من شركات لحين حضور السائح ورغبته فى السفر حتى يتم الحجز بشكل رسمى والحجز المسبق قبل التعاقد مع "زبون" لا يسمى حجزا. منير فخرى عبد النور..كيف تقيم الفترة التى قضاها فى الوزارة؟ - منير فخرى اجبر الشركات العالمية على ان تضع مصر على الخريطة السياحية وانجز مهمته بنجاح برغم الظروف السيئة التى مررنا بها وللعلم ان وزير السياحة مهما علا شأنه فهو ليس وزير داخلية ولا وزير دفاع ولا وزير كهرباء ولا وزير رى فهو فى النهاية منسق مهمته التسويق وعلى الدولة بكل وزاراتها ان تدعم عمله كيف تصف الوضع السياحى فى مصر الان ؟ - هناك بعض الفنادق اغلقت ابوابها بسبب "رفح" وعلمت ان ثلاث فنادق فى الغردقة اجمالى اشغالاتها 40 % اى لا تكفى ثمن فاتورة الكهرباء لفندق واحد ذلك بالاضافة الى ان الحجوزات تاتى متأخرة بسبب عدم استقرار الاوضاع فى مصر وكذا الازمة المالية فى العالم والسائح الذى يأتى الان يعتبر مغامرا فدائيا . وايضا شركات الطيران العارض خسرت الملايين واصبحت مهدده بالافلاس بسبب نقص نسبة الاشغال فيها. وما هى رسالتك اذن الى الدولة المصرية ؟ - اذا كانت الدولة لا تستطيع حمايتنا من البلطجة وغيرها ولا تستطيع توفير كهرباء وماء بشكلس مستمر للمنشأت السياحية فلماذا ندفع ضرائب؟اليس من الافضل توفيرها للتعاقد مع شركات حراسة خاصة وتوفير مولدات كهرباء؟ ما رأيك فى تعيين هشام زعزوع وزيرا للسياحة ؟ - زعزوع يفهم جيدا طبيعة العمل السياحى وهو ابن المهنة وهو متفرغ لوزارته و عضو فى منظمات السياحة الدولية ويمثل مصر بها وهو سكرتير عام منظمة السياحة العالمية كل ذلك يؤهله للنهوض بالقطاع اذا كانت الدولة لديها رغبة. ماذا تقصد برغبة الدولة ؟ - لن يستطيع اى وزير سياحة ان يحدث طفرة الا اذا كانت الدولة لديها الرغبة وتريد بحق عودة السياحة وتسهم بالامكانات فى ذلك والا فمن اين ستأتى ب 12 مليار جنيه هم دخل السياحة علما بانه تم تسريح اكثر ثلث العمالة ومنهم من اختار بنفسه الاستقالة بعد ان فقد الامل فى عودة السياحة والبنوك لا تقف بجانبنا ودى مهزلة بكل المقاييس ولم نحصل سوى على وعود من محافظ البنك المركزى بالتدخل لدى البنوك لتسهيل عملية سداد القروض. وهل الدولة لديها الرغبة ؟ - اشعر انه لاتوجد ارادة سياسية حقيقية فى حماية السياحة والسائح والا كانت قد ظهرت نتائج تلك الارادة على الوضع الحالى ،واذكر الجميع اننى حذرت مسبقا من الوضع الحالى فقد حددت اوجاع السياحة فى اربع نقاط هى الامن والطرق والمرور والصورة التى تبث خارجيا عنا ولكن الاهم من ذلك كله اعتراف الدولة بحرية السائح الكاملة. لماذا تم استبعاد الاتحاد العام للغرف السياحية من الجمعية التأسيسية للدستور ؟ - لا نعلم لماذا تم استبعادنا من الجمعية التأسيسية للدستور التى ضمت لاعب كرةولم تضم سياحى واحد وابدينا اعتراضنا لكن لم يهتم احد كما ان التصويت على اسماء المنتخبين فى الجمعية اغفل ذكر وظائفهم ما ساعد على نسيان القطاع السياحى اهم قطاعات الدولة الاقتصادية نهاية ..ماذا تقول للتيارات الاسلامية التى تعتبرونها خطرا على السياحة ؟ - اقول لهم ان السياحة الدينية والعلاجية والتعليمية والمؤتمرات وهى انواع السياحات التى ينادون بها هى سياحات هامشية لا تمثل نسبة 10 % من دخل السياحة العام والذى تحتل فيه سياحة الشواطئ الصدارة بنسبة 90 % كما ان ازمة المرور تمنع وضع برنامج سياحى جيد للسائح فجميع مدن مصر مزدحمة دائما ما يحث السائح على الهرب الى الشواطئ ،لذا فعلى التيارات الدينية ان تتفهم طبيعة السياحة واهمية سياحة الشواطئ وتبدأ فى التفكير فى تنمية سياحة مصر من اجل مصلحة الوطن ،وفى السياق فان الرئيس محمد مرسى رئيس اختاره الشعب لذا علينا احترامه وهو لا يمثل حزب بل يمثل مصر والسياحة من مصلحة مصر لذا اطالبه بتحسين وضع السياحة والاهتمام بدعمها ومقوماتها.