ما بين الحين والآخر تظهر قضية جديدة من قضايا النصب على المواطنين، وقائع متكررة ومتشابهة إلى حد التطابق، نصاب محترف يستخدم ذكاءه لاصطياد أموال الراغبين فى الثراء السريع بحجة توظيفها فى تجارة تجلب مكاسب كبيرة وسريعة، فى البداية يعطى ضحاياه أموالًا تسحر أعينهم وتجعلهم يمدونه بالمزيد وتوقع آخرين فى شباكه، وما أن يجمع الأموال الطائلة حتى يبدأ فى التهرب من السداد، ويتوجه الضحايا إلى الجهات الأمنية أملًا فى الحصول على حقوقهم، ورغم تكرار القصة فى كل مرة إلا أنه لا أحد يتعلم ويسقط المواطنون فى الفخ كل مرة. أوهمت الضحايا بحاجتها لتجهيز ابنتها ليحصلوا على قروض سيدة شبراباص لم تترك حتى عائلتها وخمس حالات طلاق بسبب العجز عن سداد الأقساط واقعة النصب الجديدة والتى حدثت هذه المرة فى محافظة المنوفية، مختلفة هذه المرة وبطلتها سيدة وليس رجلًا كالمعتاد، يلقبونها بالمرأة الحديدية لجرأتها وقدرتها على إسقاط المئات من الضحايا فى شباكها، وبدأت بعائلتها والدتها ووالدها وشقيقتها، حيث كانت تشتكى لعائلتها وجيرانها عدم قدرتها على تجهيز ابنتها، وتطالبهم بالحصول على قروض من البنوك لمساعدتها. إنها أ. أ. ع أو المرأة الحديدية من قرية شبراباص مركز شبين الكوم عاصمة محافظة المنوفية بدأت توهم ضحاياها من البسطاء الجيران والمعارف أنها تحتاج إلى قروض حتى تزوج ابنتها وتحضر لها الأجهزة الكهربائية، وحصلت على مجموعة من القروض بأسمائهن حتى وصل عدد ضحاياها 60 ضحية، وبمجرد حصولها على هذه القروض من عدة بنوك بالمنوفية، وبعد أن تقوم بأخذ ضحاياها على شكل مجموعات خماسية، وكل مجموعة بها خمس سيدات لكل سيدة خمسة آلاف جنيه، والعديد من هؤلاء السيدات يشتركن فى أكثر من مجموعة ويذهبن معها إلى البنك ويقمن بالبصمة على الأوراق وتقديم صورة البطاقة، وبعد أن حصلت على الأموال التى وصلت إلى 300 ألف جنيه اختفت تمامًا وتحولت حياة الضحايا إلى كابوس بشع قد ينتهى بأصحابه إلى أن يكونوا خلف القضبان. عقب اختفاء المرأة الحديدية وجد الضحايا الشرطة تتردد على منازلهم حتى يقوموا بتسديد أقساط البنوك، وقع عليهم الخبر كالصاعقة لقد تسلموا القروض وعليهم أن يسددوا الأقساط، ومنذ ذلك الوقت والأهالى يعيشون فى حالة ذعر عندما يأتى أول الشهر ويحل موعد القسط المطلوب سداده للبنك. انتقلت محررة «الصباح» إلى قرية شبراباص، كانت البداية من منزل المتهمة آمال، واللقاء مع شقيقها عمر إبراهيم ووالدتها ووالدها وشقيقتها، وقالت الام «أنا معرفش أن بنتى هتعمل كده هى أخدتنا أنا وأبوها لكى نضمنها، وأخذنا معانا زوجة ابنى الكبير، وحصلنا على 36 ألف جنيه، ولم نكتشف الجريمة إلا بعد أن جاءت الشرطة وطالبتنا بسداد أقساط البنك». وأضاف شقيقها عمر «أنا أعمل عامل باليومية ولم أتمكن من دفع القرض، وأهالى القرية يهاجمون منزلنا كل يوم وليس لنا ذنب، وأطالب الحكومة بالبحث عن شقيقتى ومحاسبتها»، وقال «السيدات اللى أختى نصبت عليهم بيربوا فى أيتام وصعبانين علينا ولكن ماذا نفعل». تجولنا بين أهالى القرية لنرصد حالة الهلع بين المواطنين الذين نصبت عليهم أ.أ.ع، وأصبحت حياتهم مهددة، ومن بينهم من خمس تعرضوا للطلاق من أزواجهن بسبب ما حدث، أم شادية.أ الأم لخمسة أولاد وتعمل بمحل تنظيف دواجن، فلم تستطع دفع الأقساط وتبلغ مديونيتها 30 ألف جنيه، وغيرهن كثيرات. فى الإسكندرية وتحديدًا فى العامرية كانت واقعة أخرى، سمعته الطيبة ساعدته فى الحصول على ثقة الأهالى حتى وقع تحت تأثير الشيطان من أجل الحصول على المال، محمد سعيد شاب فى العقد الثالث من عمره مقيم بقرية مصطفى إسماعيل بحى العامرية، عرفه الأهالى عن طريق الجمعيات التى يشترك فيها مع الأهالى كحال جميع البسطاء ويقبضونها بالدور،حتى فر هاربًا بأموال 3جمعيات بإجمالى 500 ألف جنيه. ويقول رشاد عامر أحد الضحايا أن الجمعيات التى يشترك فيها الأهالى ليست بغريبة عليهم، والهدف الحصول على مبلغ كبير ينتفع به صاحب الجمعية مع تتابع الأدوار، مؤكدًاعلى أنه لم يتوقع سرقة أموال الجمعيات من قبل المشرف عليها.