عبدالجواد ابراهيم قبل أيام قليلة من بدايات شهر مارس الماضي كانت أقصى أحلام سمير إمبابي- مدير مكتب شركة مصر للطيران في السعودية في ذلك الوقت- أن يعود إلى القاهرة ويتقلد منصب كبير داخل القطاع التجاري بالشركة، ويا حبذا لو كان هو رئيس القطاع التجاري. ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن وأعلنت حركة تنقلات في مارس الماضي، وتم اختيار إمبابي ليتولى منصب مستشار رئيس شركة الخطوط بمصر للطيران وهو منصب شرفي يعنى التقاعد المبكر، وأنه أصبح باللغة العامية "مركون على الرف". وكعادة المتضررين دائمًا انضم إمبابي إلى الحركات المناهضة لقيادات قطاع الطيران المدني المتمثلة في النقابات المستقلة والتي كان لها دور كبير في طرح اسم سمير إمبابي على الدكتور الجنزوري من ضمن عدة أسماء مدنية مرشحة لقيادة الطيران المدني عندما تم إعلان عن تغييرات وزارية مرتقبة في حكومة الجنزوري اثر خلافها الشهير مع البرلمان، لم تشمل التغييرات وزير الطيران المدني. ثم اختفي إمبابي مرة واحدة طوال كل هذه الأشهر الماضية إلى أن فوجئ جميع من يعملون في الطيران المدني بإعلان اسم "سمير إمبابي" وزيرًا للطيران في حكومة الدكتور هشام قنديل. ومنذ هذه اللحظة ولم تتوقف الشائعات والاجتهادات لمعرفة أسباب اختيار إمبابي من بين كل الأسماء التي كانت مرشحة وقابلت قنديل، فالكثير كان يردد أن السبب الحقيقي في الاختيار هو العلاقة الجيدة التي تربط هشام قنديل- رئيس الوزراء- بإمبابي نتيجة عمل إمبابي في السعودية ولقائهما أثناء زيارات قنديل المتكررة للسعودية. الغريب أن الجميع داخل حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان وقطاع الطيران أكدوا أن اسم إمبابي لم يكن مطروحًا أثناء اختيار الدكتور هشام قنديل، وأن الأسماء التي كانت مطروحة بقوة هم الطيار علاء عاشور (رئيس سلطة الطيران) والطيار سامح الحفني( رئيس أكاديمية الطيران)والطيار مالك بيومي (رئيس نقابة الطيارين) وجميعهم التقوا بقنديل. وتم الاستقرار على علاء عاشور وزيرًا للطيران إلى أن حدث اعتراض من جانب بعض الروابط التي هددت بالتصعيد إذا جاء عاشور وهو ما جعل هشام قنديل يتراجع عن اختياره قبل الإعلان عن التشكيل النهائي للحكومة بساعات متوجهًا إلى الرئيس محمد مرسي لطلب المساعدة في اختيار من يتولى حقيبة الطيران، فقام مرسى بترشيح سمير إمبابي لقنديل، وعلى الفور اتصل قنديل بإمبابي الذي كان متواجدًا في الأراضي السعودية لأداء مناسك العمرة، وتم الحديث معه حول رؤيته عن تطوير قطاع الطيران وكانت مكالمة ليست بالطويلة. ثم فوجئ إمبابي بعد ذلك عقب حواره مع قنديل بمدير مكتب رئيس الوزراء يتصل به بعد فترة ليبارك له على الوزارة طالبًا منه العودة إلى القاهرة لحلف اليمين. ووفقًا لمصادر خاصة فإن كلمة السر في ترشيح مرسي لإمبابي، كانت في استقبال إمبابي للرئيس محمد مرسي في زيارته الأخيرة للسعودية ودوره في تنظيم لقاء الرئيس بالمصريين في السعودية. خاصة أن حديثًا دار بين مرسي وإمبابي حول تطوير قطاع الطيران المدني المصري والمشكلات التي يعاني منها القطاع وصدام العاملين المدنيين بالقطاع مع الوزراء العسكريين الذين تولوا تلك الحقيبة مؤخرًا. وقد نال (حديث إمبابي) إعجاب مرسي والذي كان له دور كبير في اختيار إمبابي وزيرًا للطيران، وكانت السعودية كلمة السر في اختيار وزير الطيران مثلما كانت أديس أبابا كلمة السر في اختيار قنديل لرئاسة الحكومة.