عاش الاطباء نهاية أسبوع دامية، بعد ان تعرضوا للاعتداء في 8 مستشفيات متفرقة بالجمهورية علي أيدي أهالي مرضاهم، و في أحيان كثيرة علي أيدي بلطجية؛ انتقلت اشتبكاتهم بالاسلحة النارية و السيوف لداخل المستشفيات، في مشهد من كثرة تكراره فقد كل ما يحمله من علامات تعحب، و بقت علامات الاستفهام حول مصير الاطقم الطبية التي تمارس عملها بينما أقدامها علي صفيح ساخن، ليس بمحافظة واحدة أو قطاع عمراني محدد، و لكن في كل مستشفي شمالا و جنوبا، وسط تجاهل أمني شديد الريبة. لا يوجد ميزان لقياس كيل الأطباء، الذي لكان طفح منذ أشهر عدة، في ظل ما يعيشونه من خطر محدق و يومي، وهو ما ينذر بكارثة حقيقية اذا ما انتفض الأطباء لاضراب عام، يزيد ازمات مصر، في ظل هامش المشروعية لاضراب لوح به ألاف الأطباء و جعلوه خيارا اخيرا حفاظا علي حياة مرضاهم، الا ان المؤكد أن استمرار عملهم في تلك الاجواء هو ضرب من المستحيل. فعقب أحداث الأيام الثلاث الأخيرة، ارتفعت أصوات الأطباء نحو، عقد جمعيات عمومية بنقاباتهم العامة و الفرعية، الامر الذي لو تم لحمل معه العديد من القرارات موجبة التنفيذ بقوة الجمعية العمومية وفقا للقانون، و التي لن تقل حدتها باي صورة من الصور عن التصعيد الغاضب في شكل اضراب شامل و اعتصامات مقتوحه و استقالات جماعية مسببة من مستشفيات وزارة الصحة . تبدأ وقائع الايام الثلاثة الاخيرة، باعتداء علي بمستشفى منشية البكرى العام بالقاهرة، حيث تلقى الخط الساخن بنقابة أطباء القاهرة اتصالا تليفونيا من أطباء المستشفى صباح الخميس بوقوع اعتداء على قسم الطواريء بالمستشفى مما اضطر معه الأطباء الى اغلاق القسم ، وفقا للدكتور إيهاب طاهر، أمين صندوق النقابة، الذي قال " أحد المصابين فى مشاجرة بين مجموعتين من البلطجية حضر الى المستشفى مصابا بعدة اصابات و قد تم تقديم الرعاية الطبية المناسبة للمصاب ، و فجأة امتلأت المستشفى بمجموعة كبيرة من البلطجية الذين حضروا للاجهاز على ذلك المصاب و مجموعة أخرى حضرت للدفاع عنه و قد اشتبك الطرفان بالأسلحة البيضاء و السيوف كما استخدموا طفايات الحريق الخاصة بالمستشفى فى الصراع الدائر بينهم، و أختفى أمين الشرطة من المستشفى فور حضور البلطجية ولم تحضر الشرطة الا بعد انتهاء الاشتباكات" . وفي سياق متصل، أغلقت مستشفي الدمرداش مساء ذات اليوم، جميع الاستقبالات بها، بعد تعرض استقبال المستشفي لهجوم من أهالي أحد المرضي، و رفض أفراد الشرطة بالمستشفي التدخل بعد تحطم زجاج الاستقبال من قبل أهالي المريض، و بحسب بيان ل " أطباء بلا حقوق"، فقد أسفر الهجوم علي الدمرداش عن إصابة طبيبين واحد بطعنة خنجر و الأخر بكسر في ساقه . و بتوقيت متزامن، تعرض إستقبال مستشفى بني سويف العام، للاجتياح بمعركة نارية بين إسرتين على خلفية أحداث قرية أبو سليم ، نتج عنها تحطيم الإستقبال بالكامل و سقوط 3 قتلى و9 مصابين من الطرفين، و فقا للدكتور أحمد حسين، عضو مجلس نقابة الاطباء العامة المستقيل. و تعرض مستشفي الشيخ زايد التخصصى، للاعتداء، بحسب الدكتور مصطفى سيف،عضو أطباء بلا حقوق و طبيب بالمستشفى، حيث حضر أحد المصابين للمستشفى بصحبته 50 شخصا، قاموا بتهديد الأطباء و التسبب في حالة من الهلع بعد التعدى عليهم لفظيا، حيث أكدوا أنهم لن يسمحوا بخروج أى طبيب من المستشفى إلا بعد استكمال علاج ذلك المصاب. و في نفس اليوم، تعرض الاطباء بمستشفي محاقظة كفر الشيخ العام، للاعتداء من قبل اهالى مريض، وعندما جاءت الشرطة، قام الظابط بالتعامل باسلوب غير لائق مع مدير المسشتفى و حاول جمع الأطباء فى صندوق سيارة الشرطة، بينما أجلس المعتدي بمقعده فى الكبينه، بحسب الدكتور خالد سلامة، طبيب بالمستشفي. ومن كفر الشيخ الي صعيد مصر، و تحديدا محافظة المنيا، قال الدكتور احمد فاضل عضو مجلس نقابه المنيا، ان طبيبه تم تهديدها بالسلاح الناري، بالمحافظة حتي تخرج للكشف على حاله خارج مستشفى ابوقرقاص التي تعمل بها، و تم اقتيادها لخارج المستشفي تحت تهديد السلاح . واستهل الأطباء يوم الجمعة باعتداء دامي علي مسشتفي المنيرة العام فجرا، شهد تحطيم قسم الاستقبال والطوارئ و الاعتداء علي الدكتور محمود السعيد مدير قسم الاستقبال والطوارئ لدفاعه عن سحر عاشور رئيسة التمريض، والتى كان يتم الاعتداء عليها بالضرب من قبل البلطجية، وفقا للدكتور محمد شوقي مدير المستشفي . كما دخل الأطباء والعاملون بمستشفى دسوق العام، بنفس اليوم، فى إضراب مفتوح عن العمل، احتجاجاً على تعدى مواطن على طبيبة بالمستشفى أثناء عملها، بحسب صفحة أطباء بلا حقوق الرسمية . و شهدت محافظة الاسماعيلية، أمس السبت، بحسب الدكتور هشام الشناوي وكيل وزارة الصحة بالمحافظة، اعتداء علي طبيب بمستشفى جامعة قناة السويس من قبل أهل مريض مستخدمين آلة حادة، وهو ما أسفر عن إصابته بجرح تهتكي بفروة الرأس. ولعل مظاهر تمرد الأطباء بدأت، بعد طول انتظار بطوابير الاعتصامات و الوقفات الاحتجاجية، ففي مستشفي حميات منوف رفضوا مزيدا من العمل دون تامين و كأن شئ لم يحدث تحت شعار الامن مستتب، فحين حضرت مديرة مديرية الصحة بالمنوفية الدكتورة هناء سرور بصحبة وفد رفيع المستوي من قادة الصحة بالمحاقظة لتسليم جزء منمستشفي حميات منوف الي مستشفي منوف العام، وقف جميع الاطباء بالمستشفي عند باب المبنيالمراد تسليمه ومنعوهم من الدخول و تم تحويل 3 من الاطباء للشؤن القانونية وكان رد مدير انه في حالة حدوث اي ضرر لاي طبيب سيضرب جميع الاطباء بالمستشفي عن العمل وستغلق تمامافما كان من مدير الادارة الا ان سحب المذكرة، بحسب الدكتورة مني مينا، عضو مجلس نقابة الأطباء العامة . وفي الدقهلية، قال نقيب أطباءها جاد المولي عبد الحفظ، ان النقابة تعد لاجتماع عاجل لمجلسها للنظر في امر الاعتداء علي المستشفيات، مساء اليوم الأحد القادم 5 أغسطس، ويضم مجلس النقابة وممثلين عن كافة القطاعات المهتمة، بغرض الدعوة لجمعية عمومية طارئة يوم الجمعة القادم 10 أغسطس للبحث في موضوع أمن المستشفيات وسلامة الأطباء، بجانب تقديم بلاغ للنائب العام ضد كل من يتراخى في حماية المستشفيات والأطباء، من الأقسام التابع لها المستشفي الذي تم الاعتداء عليها. اما في الاسكندرية، فقد اجتمع الخميس نقابات الأطباء الفرعية في نادي أطباء الإسكندرية، بناء على الدعوة التي وجهتها لهم نقابة أطباء الإسكندرية لاستعراض أزمة الاعتداءات المتكررة على مستشفيات الجمهورية، وخرجوا بالتوصية بتعميم إغلاق كل مستشفى تتعرض للاعتداء حتى يتم توفير قوة أمنية وفي حالة انسحاب القوة الامنية كليا أو جزئيا من حق المستشفى الإغلاق مرة أخرى، كما يحال المسئول الذي يجبر الأطباء على العمل في ظروف غير آمنة الي التحقيق من قبل لجنة آداب المهنة، فضلا عن مطالبة النقابة العامة بعمل مؤتمر عام مع كل مسئولي الدولة المعنيين بحل الأزمة و المطالبة بتشريعات عاجلة وتغليظ جريمة الاعتداء على المستشفيات والطواقم الطبية من جنحة إلى جناية، بحسب الدكتور طاهر مختار مقرر لجنة الإعلام والنشر بنقابة أطباء الإسكندرية . كما أكدت الدكتورة مني مينا، عضو مجلس النقابة العامة، خطورة العودة لفتح الإستقبال دون تأمينه، مشددة علي ان قرارات النقابة العامة تؤيد غلق الإستقبال مادام غير مؤمن .