الحاويات الدبلوماسية وسيلة داعش لتهريب الآثار بعد انخفاض إيرادات النفط مافيا فى روما تسهل حركة البيع.. وميناء«ساليرنو » محطة مهمة لعمليات التهريب قناع مصرى مصنوع بالكامل من الذهب، وتابوت، و«قارب للموتى» مع 40 مجدافًا، وعملات وتماثيل صغيرة أخرى، هى أهم محتويات الحاوية التى تم ضبطها فى الثانى والعشرين من مايو الجارى، بإيدى شرطة الآثار والسياحة الإيطالية فى ميناء ساليرنو، القضية أحدثت ضجة كبرى أجبرت وزارتى الخارجية والسياحة على إصدار بيانات توضح ما حدث، الحادثة الحالية ليست الأولى، ففى العام 2016 اكتشفت شرطة الآثار والسياحة الإيطالية قطعًا أثرية ثمينة، كانت ضمن حاوية فى الميناء نفسه، حسبما نشرته جريدة ستايلو 24 الإيطالية، وبعدها فتح المدعى العام الإيطالى ملف التحقيق لإلقاء الضوء على العلاقات المزعومة بين المافيا الإيطالية وإرهابيين تابعين لتنظيم داعش يمتهنون تجارة الآثار، فانطلقت الأخبار من الوكالات الإخبارية الإيطالية جميعها لتؤكد أن الحاوية المهربة ترجع لداعش، وهو ما دفع ال«الصباح» لمحاولة الوقوف على ملابسات القصة الكاملة للحادثة الأخيرة.
تجارة الآثار وسيلة داعش بعد انخفاض إيرادات بيع النفط بداية قالت صحيفة أوتو باجين الإيطالية: إنه وبالنسبة لداعش، فإن تهريب الآثار من سورياوالعراق لم يكن لينخفض أبدًا، بل إنه سيزداد لتعويض انخفاض الإيرادات من بيع النفط. وفيه يتم التهريب وتسهيل عملية البيع من قبل وسطاء للمشترين الغربيين، وهو الاتجار المربح جدًا من الآثار.
ميناء ساليرنو ملتقى مهربى الآثار وداعش ماذا يفعل ميناء ساليرنو مع داعش ومع حركة الاكتشافات الأثرية غير الشرعية، ما الذى يمكن فعله لتمويل العمليات الإرهابية وإثراء قادة الإرهاب الذين يحرصون على جمع الأموال أكثر من الدين؟ هذا ما يحاول رجال الشرطة الإيطالية لحماية التراث الفنى لنابولى وروما ومكتب الجمارك فى ساليرنو اكتشافه، والذين حققوا فى الساعات القليلة الماضية اكتشافًا استثنائيًا حقًا. ففى نهاية المطاف يذكر أنهم اكتشفوا كنزًا مليئًا بالقطع الأثرية الثمينة، وتجرى حاليًا عملية صيانتها فى شركة CASERMA BORBONICA، التى ضمتها حاويات أنزلت من على متن سفينة قادمة من إفريقيا ووصلت إلى ميناء ساليرنو قبل بضعة أيام.
الجهاد وتجديد خزائن الإرهابيين الكاتب الإيطالى جيانكارلو تومسون قال: إن ضرب مسار التهريب فى هذا الوقت من قبل الشرطة الإيطالية من شأنه أن يؤدى مباشرة إلى غضب داعش وخاصة مهربين القطع الأثرية من المواقع المنهوبة فى إفريقيا والشرق الأوسط وبيعها لهواة جمع الأثريات فى مختلف أنحاء العالم (روسياوالولاياتالمتحدة). وستأتى القطع الأثرية من المواقع التى نجت من غضب من يسمون أنفسهم جنود الخلافة، والذين يعتمدون على أموال التهريب، ومع إيرادات هذا النشاط غير القانونى، فإن الإرهابيين من ناحية سيخوضون جهاد المزعوم، ومن جهة أخرى يستمرون فى تجديد مواردهم المالية الشخصية.
أكتوبر 2016 ومكتب المدعى العام ساليرنو هذه ليست المرة الأولى التى يحدث فيها هذا النوع من الحركة على ساحل ساليرنو، وينال على اهتمام المحققين ووسائل الإعلام، فقبل حوالى عامين، بعد تقرير صادر عن شركة لاستامبا، فتح المدعى العام فى ساليرنو ملف التحقيق فى استلام أشخاص مجهولين لأغراض إرهابية بوساطة جمعيات المافيا، استغرق التحقيق من المحققين الكثير من الوقت معتمدين على العديد من الأحداث التى تحدث عنها الصحفى «دومينيكو كيريكو»، الذى قال له إنه فى «فيترى سول مارى» والتى تعنى «لؤلؤة الساحل» والتى تبعد بضعة كيلومترات عن ميناء ساليرنو، محطة توقفت فيها التحف الأثرية التى نهبها داعش فى العراقوسوريا ولبنان ومصر. رحلة استلام أشخاص مجهولين لأغراض إرهابية برعاية المافيا الإيطالياوتركيا. حلقة أخرى فى تجارة الآثار كشفتها صحيفة ستايلو 24 الإيطالية، وهذه المرة تهدف إلى شراء الأسلحة لداعش، قائلة: إن المافيا الإيطالية لعبت دورًا معينًا أيضًا بتأثير جماعة Camorra، فى هذه الحالة فإن البضائع تخرج من تركيا: وهى الخطوة الأولى ممثلة فى ميناء جويا تاورو ثم يتم نقل القطع إلى فندق فى فيترى، والذى يستضيف الاجتماع بين البائعين والمشترين، بوساطة Camorra ودورها تقريب وجهات النظر وتسهيل التعامل. ليس من قبيل الصدفة أنه فى أكتوبر 2016 تبدأ التحقيقات فى الأعمال غير المشروعة المزعومة من فيترى سول مارى وبعد عامين تكتشف كنوزًا أثرية فى ميناء ساليرنو.
حركة «الكنوز الأثرية» التى يديرها داعش عبر نابولى تستمر التحقيقات بعد الاكتشافات الأثرية فى ميناء ساليرنو لتحديد مدبرى هذه الأعمال، ولتحديد خطوط المرور المزعومة، ولكن يجب علينا أيضًا أن نفهم لماذا يمثل ميناء ساليرنو واحدة من المحطات الإيطالية لهبوط القطع الأثرية التى لا تقدر بثمن، فحتى (أكتوبر 2016) وهو وقت صدور التقرير الذى كتبه دومينيكو كويريكو وطرحه على الصحافة، كانت التهريبات الأثرية تحط رحالها فى ميناء نابولى، ثم أن وثائق التسجيل أكثر صرامة من نظيرتها فى ميناء ساليرنو أو جويا تاورو، وهما الميناءان الوحيدان اللذان يستخدمان لاستلام شحنات إفريقيا والشرق الأوسط. كما أن صرامة وشدة الضوابط تلعب دورًا أساسيًا فى اختيار استخدام هذه المنافذ لوصول الحاويات المحملة بالآثار المهربة. وهو ما يسهل مساهمة مافيا Camorra فى حركة التهريب،.
دور مافيا «Ndrangheta» «ندرانجيتا» هى المافيا الوحيدة التى يمكن أن يكون لها مثل هذا النوع من المساهمة فى حركة التهريب (لكن الباحثين يفترضون أن دورها سيكون مجرد وساطة ونقل للاكتشافات على الأراضى الإيطالية) وبعد معرفة خط سير بيع الآثار المهربة، والتى تذهب عائداتها بعد ذلك إلى تمويل أنشطة داعش فمعظم القطع الأثرية من إفريقيا والشرق الأوسط سينتهى بها المطاف فى روسيا وسويسرا وألمانيا. بعد أن انخفضت بشكل كبير فى السنوات القليلة الماضية حركة مرور الآثار المهربة إلى الولاياتالمتحدة.
الحقائب الدبلوماسية وداعش صحيفة ساليرونوتيزيى الإيطالية قالت: غنيمة داعش والتى اكتشفت مخبأة بشكل جيد فى حاوية وصلت إلى ميناء ساليرنو من الإسكندرية فى مصر على حمولة دبلوماسية، تعتبر واحدة من الغنائم التى طالما اعتمدت عليها المنظمات الإرهابية لتمويل الإرهاب ضمن تجارة هى الأكثر ربحية فى كل من ليبيا والعراقوسوريا. وفى السياق نفسه وفى تصريحات خاصة ل«الصباح» قال المصرى عصام فتح الله المقيم بإيطاليا إنه بعد السؤال بالتفصيل وجد أن الصحف الإيطالية ذكرت أن الحاوية التى تم ضبطها تأخذ الطابع الدبلوماسى وتتبع لإحدى الدول الراعية للإرهاب، ولم يسمونها بشكل صريح، ولا صلة لدبلوماسيين مصريين بها، وأن المركب التى تحمل الحاوية لم تخرج رأسًا من ميناء الإسكندرية لكنها مرت منها، مضيفًا أنه فى الوقت الذى تعانى منه مصر من الإرهاب ومحاولاته لكسر مصر، فإن كل الدول تغير قوانينها حسب ما يترائى لها تبعًا لحالتها الأمنية، وفى الولاياتالمتحدة نفسها يتم تفتيش دبلوماسيين، تحسبًا لأى شىء، وهو ما يستوجب ونطالب به من تغيير للأعراق والقوانين الدبلوماسية المصرية على أن تسمح بتفتيش الدبلوماسيين حسب الحالة الأمنية للبلاد. «الصباح» انفردت بكشف التهريب عن طريق الحقائب الدبلوماسية. كانت «الصباح» فى عددها الصادر فى الثانى من أبريل الماضى قد انفردت فى حوارها مع المهندس حسام محرم المستشار السابق لوزير البيئة بكشف تهريب الآثار المصرية فى الحقائب الدبلوماسية، وفى تصريحات له تعقيبًا على اكتشاف آثار مصرية فى إيطاليا قال: إن ثروات الدول النامية بوجه عام مستهدفة من مافيات دولية منظمة، خاصة بعد خروج الاستعمار رسميًا من المستعمرات القديمة وتغييره لأساليب نهب ثرواتها بالاعتماد على عصابات إجرامية محلية باعتبار أن أهل مكة أدرى بشعابها. ومصر ليست استثناء من تلك الظاهرة. وخطورة تلك المافيات الدولية فى أنها مدربة بشكل رفيع المستوى تنظيميًا وتكنولوجيًا بشكل قريب من مهارات وقدرات أجهزة المخابرات الدولية لذلك فإن إمكانياتها تفوق إمكانيات البحث الجنائى التقليدى، خاصة أن بعض تلك المافيات تعمل بالتنسيق أو لحساب أجهزة مخابرات عالمية أو تحت نظرها وحمايتها باعتبار أن تلك الأجهزة تفضل بألا تقوم بالأعمال القذرة بنفسها مثل أعمال النهب والقتل والإرهاب وغيرها. وأضاف أنه وفى مجال البيئة فى مصر، هناك معلومات وتكهنات يتم تداولها همسًا أن هناك مافيا فساد بيئى وشبكة حماية لتلك المافيا التى تنهب بعض ثروات المحميات والتى تتمثل فى «الأحجار الكريمة والذهب والآثار والحفريات والثروات البحرية مثل المرجان والأصداف، إلى جانب بعض الخامات الأخرى مثل الرمال». ويتم تهريب تلك الثروات بوسائل مختلفة من بينها الحقائب والشحنات الدبلوماسية الأجنبية فى حدود المعلومات المتداولة، مما يعزز فرضية أنها عصابات دولية لها أذرع محلية متمثلة فى بعض ضعاف النفوس من أصحاب النفوذ الإدارى أو الاقتصادى أو الاجتماعى. فضلًا عن وجود وسائل تهريب أخرى. وأكد أن من أخطر عناصر تلك الظاهرة هى شبكة حماية تلك المافيا، والتى تقوم بدور حماية رموزها ومصالحها وأنشطتها، بجانب قيامها بمنع أو تعطيل أوعرقلة أى إجراءات إدارية أو قانونية أو أمنية يمكن أن تمس مصالح تلك المافيا، تطرقت إلى تجربتى الشخصية مع شبكة حماية المافيا البيئية فى إطار بلاغى المقدم إلى هيئة الرقابة الإدارية (شكوى رقم KIL4946071) بتاريخ 29 نوفمبر 2017، والمقدمة على الموقع الإلكترونى للهيئة. كما حررت محضرًا بقسم شرطة التجمع الأول بالقاهرة الجديدة برقم 1471 إدارى لسنة 2017 بتاريخ 5 مارس 2017 اتهمت فيه تنظيمًا سريًا مكونًا من مجهولين بممارسة جرائم متعددة فى حقى تدخل فى باب الحرب النفسية، ولم يتم التوصل لشىء نظرًا لضعف إمكانات البحث الجنائى التقليدى فى مواجهة أساليب العمل السرى التى يستخدمها ذلك التنظيم.