لا تزال فكرة السيطرة على الخطاب الدينى بكل مستوياته، هى الهدف الذى يسعى إليه التيار السلفى، فرغم تحريمه لمشاهدة التليفزيون، إلا أنه استعد بخريطة للسيطرة على شاشات الفضائيات لنشر خطابه الدينى خلال رمضان، كما وضع خطة محكمة للسيطرة على المساجد والدروس الدينية والخطب على مدار اليوم. «الصباح» رصدت بورصة ظهور كبار شيوخ السلفية على الشاشات الخاصة بهم، كونهم غير مرحب بهم فى القنوات الأخرى، حيث تم تحديد المقابل الذى سيتقاضاه الشيوخ وفقًا لثقل كل منهم. الشيخ أبى إسحاق الحوينى، يستعد لتقديم برنامج يومى على قناة الندى قبل الإفطار، ومدته نصف ساعة، حيث لن يتقاضى عنه أجرًا مباشرًا كونه مالكًا للقناة، بينما يشرف نجله حاتم الحوينى على المعاملات المالية للقناة التى تبدأ فى استقبال التبرعات مع بداية شهر رمضان. وكشف مصدر سلفى، حصول «الحوينى» على دعم قطرى للقناة، خاصة أنه من المقربين للسلطات القطرية، وذلك لتنشيط قناته خلال شهر رمضان، وبث العديد من البرامج الدينية. أما الشيخ محمد حسين يعقوب، فينتظر أن يظهر على شاشة قناة الندى، من خلال خواطر أسبوعية مقابل 50 ألف جنيه، حيث تربطه بالشيخ «الحوينى» علاقات قوية، إلا أن المفاوضات بينهما ما زالت مستمرة حتى الآن، ولم تحسم بعد لارتباطات «يعقوب» خلال رمضان. وعلى شاشة قناة الرحمة، يطل الشيخ محمد حسان كالعادة كونه مالك القناة، عبر برنامج يعرض 3 أيام بالأسبوع، بينما يشارك فى الظهور الشيخ عائض القرنى، والذى يتقاضى ما بين 50 إلى 60 ألف جنيه شهريًا، والشيخ حازم شومان الذى يحصل على 25 ألف جنيه، مقابل ظهوره على الرحمة فى رمضان، ويسعى لرفع أجره بالقناة كونه الأقل، هذا بخلاف الشيخ محمد حسين يعقوب الذى اعتاد الظهور على قناة الرحمة أيضًا، حيث يتقاضى 50 ألف جنيه شهرى مقابل برنامجه اليومى فى رمضان. فيما يستعد قادة مدرسة الإسكندرية السلفية، والذين لا يهوون الفضائيات، إلى الظهور عبر مواقع التواصل الاجتماعى واليوتيوب، حيث يستكمل الشيخ ياسر برهامى حلقاته الدينية التى بدأ فى بثها رمضان الماضى عبر موقع «أنا السلفى» الناطق باسم الدعوة السلفية، وعبر صفحته الشخصية على موقع فيس بوك. الأمر نفسه يستعد له الشيخ محمد إسماعيل المقدم، بجانب عمل برنامج دينى حول آداب المسلم فى رمضان، والذى يبث عبر موقع يوتيوب، أما أحمد حطيبة فيستمر فى ظهوره عبر صفحته الشخصية على موقع فيس بوك، ويقدم خواطر حول أهمية الاستغفار والأخطاء الشائعة التى يقع الشباب فيها خلال رمضان. ويمثل التمويل الأزمة الرئيسية لشيوخ التيار السلفى، كونهم لا يقومون بتمويل قنواتهم ويعتمدون على التبرعات، وخلال شهر رمضان تطلق القنوات السلفية دعواتها على مواقع التواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا لحث المسلمين على التبرع للإنفاق على القنوات تجنبًا لغلقها، وهو مافعلته قناة الندى التى يمتلكها «الحوينى» العام الماضى الجارى. مصدر يعمل بإحدى تلك القنوات، أكد أن التبرعات التى تأتى للقناة لا توجه للإنفاق على البرامج كما يتم الترويج، وإنما غالبيتها يوجه لرواتب الشيوخ، حتى أن بعض العاملين بالإعداد بتلك القنوات من الشباب السلفى ولا يتقاضون أجرًا مقابل أعمالهم. وأشار إلى أن القنوات السلفية بها نقص كبير فى الإنفاق، لعدم وجود رعاة لها، فيما يقوم الشيوخ بإطلاق حملات التبرع قبل شهر رمضان تحديدًا اعتمادًا على الروحانيات التى يتحلى بها الشهر الكريم، ويتم ادخار مبلغ من التبرعات التى تصل إلى القناة للإنفاق عليها باقى العام. وكشف عن وجود «بيزنس» آخر يدار من خلال تلك القنوات، حيث يقوم أحد القادة السلفيين، والذى يعمل بجريدة تابعة للدعوة السلفية، باستخدام القنوات للترويج لإخراج الجان وعمل جلسات لهذا الغرض، وهو من أبرز الوجوه المنتظر ظهورها على الشاشات السلفية خلال رمضان الجارى، وسيتقاضى أجرًا يصل إلى 30 ألف جنيه شهريًا، مقابل تقديم 3 حلقات فى الأسبوع.