ترقب لقرار ترامب فى 12 مايو الجارى.. واتهامات لإيران بالكذب على العالم دولة الملالى تنقل مشاريعها النووية إلى أماكن مجهولة خوفًا من استهدافها انتقادات كثيرة يواجهها نظام «الملالى» فى طهران، فبعد انتقاد منظمة «هيومان رايتس ووتش» لقرار حظر إيران لتطبيق «تلجرام» للرسائل النصية، جاء الدور على المملكة المغربية، حيث قطعت علاقاتها مع الدولة الفارسية، الأمر الذى لاقى تأييد من الجامعة العربية. هذه الخطوات لم تكن بمستوى الأحاديث المتداولة عن الاتفاق النووى الذى تسعى الولاياتالمتحدة لتغيير بنوده بمساندة فرنسية، وتعارضه روسيا والصين ويطالبان بالإبقاء عليه، لكن الأخطر جاء فى اعتبار رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، أن الاتفاق النووى الإيرانى سيئ ومبنى على أكاذيب إيرانية، قائلًا خلال لقائه بنظيره اليابانى، شينزو آبى، الأربعاء الماضى، إن إيران احتفظت بجميع مخططاتها النووية، فمن لا يريد السلاح النووى لا يعد مخططات ولا يحتفظ بها. وبينما يترقب العالم القرار الذى سيعلنه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى 12 مايو الجارى، زعم رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، أن اختراقًا استخباراتيًا أدى إلى حصول إسرائيل على «أرشيف برنامج طهران السرى للتسلح النووى»، متهمًا إيران بالكذب على المجتمع الدولى خلال توقيع الاتفاق النووى. الأمر لم يتوقف عند ذلك، فوفقًا لما كشفته وكالات أجنبية عن تصريح مسئولين عسكريين أمريكيين، بأن إسرائيل تستعد لحرب ضد إيران، مضيفون لشبكة «إن بى سى» الإخبارية الأمريكية، أن إسرائيل تسعى للحصول على دعم أمريكى لهذا العمل العسكرى. ولفتت إلى أن غارة جوية إسرائيلية على مدينة حماة السورية، الأسبوع الماضى، أسفرت عن مقتل 24 جنديًا إيرانيًا، واستهدفت أسلحة تم تسليمها مؤخرًا من إيران، وهى أحدث علامة على أن إسرائيل وإيران تقتربان من حرب مفتوحة، كاشفة نقل إيران لشحنات عسكرية هجومية إلى سوريا، خلال الأسبوعين الأخيرين. وكانت غارات عنيفة استهدفت قواعد ومنشآت عسكرية سورية، مساء الأحد الماضى، فى ريف حمص وحماة، استهدفت أبرزها مقر اللواء 47 فى ريف حماة الجنوبى، الذى تتمركز فيه قوات إيرانية، وأسفر القصف عن مقتل نحو 40 شخصًا، وإصابة 60، معظمهم إيرانيون، وفق إحصاءات سورية، واعترفت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية «إسنا» بسقوط 18 عسكريًا إيرانيًا، على الأقل فى تلك الغارات، ورفضت إسرائيل تأكيد أو نفى مسئوليتها عن الضربة. وللوقوف على تحليل أكثر شمولًا من الأرض، تواصلت «الصباح» مع الناشط والكاتب الإيرانى قاسم المذحجى، رئيس وكالة تستر الأحوازية الإيرانية، والمختص فى شئون الأقليات حيث قال: «يميل الكثير من المحللين السياسيين فى العالم العربى إلى نظرية أن لا عداء بين الكيانين الإسرائيلى والإيرانى، انطلاقًا من المصلحة المشتركة التى تجمع بين هذين الكيانين فى الشرق الأوسط وعدائهم التاريخى للأمة العربية، لكن فى حقيقة الأمر هناك خطوط حمراء رسمت نهاية الحرب العالمية الثانية لا تستطيع أى دولة اختراقها، وهذا ما قامت به إيران منذ بداية الثورة الخمينية المشؤومة فى إيران عام 1979». واستطرد: ولو رجعنا إلى النظام السابق (محمد رضا شاه)، لوجدنا أن إيران كانت تتمتع بعلاقات جيدة مع الكيان الصهيونى، لكن فى نهاية المطاف الدول المؤيدة لإسرائيل عملت على إسقاط نظام الشاه والمجيئ بالخمينى على الطائرة الفرنسية، ومن أهم الأسباب التى جعلت تلك الدول وخاصة أمريكا وإسرائيل للتخلى عن «شُرطى» المنطقة تخطيه تلك الخطوط». وأضاف: ما أريد أن أقوله إن نظام الملالى فى بداية نشأته كان يتمتع بعلاقات سرية مع واشنطن وتل أبيب، وخير دليل على ذلك التعاون العسكرى إبان الحرب الإيرانية العراقية والفضيحة السياسية التى عرفت بوقتها بصفقة «إيران كونرا» أو «إيران غيت» حيث باعت إدارة الرئيس رونالد ريجان خلال فترة ولايته الثانية لإيران أسلحة بوساطة إسرائيلية، على الرغم من قرار حظر بيع الأسلحة إلى «طهران» وتصنيف الإدارة الأمريكية لها ب«عدوة أمريكا» و«راعية للإرهاب»، وزود الأمريكان والإسرائيليون فى تلك الصفقة طهران بأسلحة متطورة، تشمل قطع غيار طائرات «فانتوم» وحوالى ثلاثة آلاف صاروخ من طراز «تاو» مضاد للدروع وصواريخ «هوك» أرض جو مضادة للطائرات، مقابل إطلاق سراح مواطنين أمريكيين كانوا محتجزين فى لبنان». وتابع: «لكن بعد نهاية الحرب التى امتدت ل 8 أعوام بدأت طهران فى تطوير دفاعاتها العسكرية الصاروخية، وتفعيل مشروعها النووى الذى توقف فى عهد محمد رضا شاه بهلوى من قبل الأمريكان، فضلًا عن طموحاتها التوسعية فى المنطقة وتصديرها للإرهاب وزعزعة أمن واستقرار الدول المجاورة وتهديد مصالح الأمريكان، إذ إن نظرية لا عداء بين الكيانين قد لا تكون. وأوضح أن حرب التصريحات والشعارات بين القادة الإيرانيين وعلى رأسهم المرشد الأعلى وإسرائيل تحولت إلى كلمات الحرب، وترجم الإسرائيليون تصريحاتهم فى الآونة الأخيرة عبر استهداف مطار «التيفور» فى ريف حمص بسوريا وقتل 14 عسكريًا من بينهم ضباط إيرانيون تابعون لفيلق القدس، فيما شنت هجومًا واسعًا على 12 هدفًا من بينها ثلاث بطاريات للدفاع الجوى وأربعة أهداف إيرانية؛ هى جزء من التجهيزات العسكرية الإيرانية فى سوريا فى فبراير الماضى، ردًا على إسقاط مقاتلة من طراز إف - 16 إسرائيلية، بعد شن ضربات على أهداف للنظام السورى وإيران. واستكمل: كثير من القادة السياسيين والعسكريين الإيرانيين يهددون باستخدام القوة العسكرية ضد المصالح الأمريكية فى المنطقة باعتبارها مصالح إسرائيلية، لاسيما بعد التصريحات العدائية للقادة العسكريين والسياسيين الإيرانيين تجاه إسرائيل، خاصة التهديد بمحو الوجود الإسرائيلى من على خارطة المنطقة، إذا ما تم تهديد المصالح الإيرانية فى المنطقة والعواصم العربية الأربع التى تحتلها. وأوضح أن إسرائيل والولاياتالمتحدة، ترى فى النظام الإيرانى تهديدًا صارخًا لأمنها القومى، بعد تخطيها لتلك الخطوط الحمراء، وبحسب التسريبات الأخيرة يبدو أن النظام الإيرانى بدأ بالتحرك لنقل أجزاء من مشروع «نطنز» النووى الواقع فى محافظة أصفهان إلى مكان سرى، تحسبًا لأى ضربة عسكرية توجهها إسرائيل بالتعاون مع حلفائها فى المنطقة، أما الملفات السرية التى كشف عنها رئيس الوزراء الإسرائيلى والتى تؤكد وجود مشروع سرى يجرى فى إيران لتطوير سلاح نووى، تليه موافقة الكنيست على مقترح قانون يعطى رئيس الوزراء الحق فى إعلان الحرب بعد التشاور مع وزير الدفاع فقط دون الحاجة لقرار من الحكومة تأتى فى إطار التجهيز لشن حرب واسعة على إيران فى المنطقة، وقد يتطور الأمر إلى اجتياح إيران عبر البوابة الشرقية بعد أن يتم الاتفاق مع قادة الدول الذين يسعى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الاتفاق معهم فى هذا الشأن. وأردف: داخليًا إيران تستعد لحشد أكبر عدد ممكن من المؤيدين لسياساتها الخارجية من الأحزاب الإصلاحية، لكنها سوف تواجه مشكلة داخلية فى الأقاليم غير الفارسية المنتفضة منذ أشهر على تردى الحالة المعيشية والفقر والبطالة وارتفاع الأسعار، فضلًا عن التهميش السياسى والثقافى الذى تتعرض له تلك الأقاليم. فالجبهة الداخلية شبه متفككة والشعوب غير الفارسية داخل إيران تفضل إسرائيل على نظام الملالى الذى همش وطمس هويتهم طيلة العقود الثلاثة الماضية.