لا يزال «تنظيم الحمدين» يحاول التمدد فى دول العالم، تارة عبر تمويل الإرهاب، وتارة عبر تمويل الجماعات المعارضة لأنظمة الحكم فى بلدان بعينها، غير عابئ بما ينتظر الشعب القطرى من مغبات تلك التصرفات الصبيانية الطائشة، ولعل ما حدث مؤخرًا، من تغول إمارة الإرهاب فى العديد من الدول الأفريقية، ووضع القلاقل ونصب العراقيل أمام أبناء الوطن الواحد، بل وضع النظام القطرى أعينه داخل مواضع شديدة الخطورة والحساسية فى بلدان القارة. تلك التحركات خرجت بعيدًا عن إطار التكهنات إلى إطار الوجود على الأرض، وهو ما ظهر جليًا فى الخلاف الأخير بين الصومالوالإمارات حين اتهمت الأخيرة السلطات الأمنية الصومالية باحتجاز طائرة مدنية خاصة مسجلة فى الإمارات فى الثامن من أبريل الحالى فى مطار مقديشو الدولى، والذى رعاه عدد من الأسماء أظهرت اعتماد الدوحة عليهم لترجيح كفة المسار السياسى إلى جهة جماعة الإخوان الإرهابية، هذه الأسماء دائمة التنقل والسفر بين مقديشو والدوحة والتى ما تصادف دائمًا حدوث اهتزازات خلافية داخل أركان الحكومة الصومالية، ثم العودة محملين بالأموال والتوجيهات القطرية، وترددت تلك الأنباء كثيرًا داخل مقديشو وخارجها. ومن أهم تلك الأسماء فهد ياسين، الشخص المعروف فى الصومال الذى خرج من قبيلة صغيرة، وهى «أو حسن كلوين» الواقعة على حدود الصومال مع الحبشة، الصحفى الصغير التابع لقناة الجزيرة أصبح ناشطًا فى السياسة الصومالية بعد انتخابات الرئاسة الأخيرة هناك، وسرعان ما استقال من القناة ثم أصبح حافظ ملفات الحكومة الصومالية وأسرارها، وهو قابع داخل فيلا بالصومال، وازداد سفره واجتماعاته مع مسئولين قطريين بدون أى إعلان من الحكومة، وجرت الأحاديث حول حصوله على أموال طائلة من قطر وتحويلها إلى أحد المسئولين فى السلك الدبلوماسى الصومالى كثمن لإسقاط رئيس الوزراء. فهد ياسين ليس الوحيد فى القائمة وينضم له المتشدد الصومالى محمد سعيد أتم، والذى خرج من العاصمة الصومالية مقديشو إلى قطر عام 2016، وفى تحرك وصفه البعض بالمسرحية المكشوفة، والتى ادعى خلالها انسلاخه عن حركة الشباب الإرهابية التى قاد أحد فصائلها فى شرق الصومال وتحديدًا فى ولاية بونتلاند، وفور وصوله إلى الدوحة والتى استضافته كلاجئ سياسى، عانت الولاية الشرقية فى الصومال ويلات الهجمات الإرهابية، وهو ما دفع حكومة ولاية بونتالند للتأكيد بأنه لا يزال يمارس نشاطات مشينة هدفها ضرب الأمن فى الأقاليم الصومالية من خلال وجوده فى قطر. ولم تكتف الدوحة بهذا الحد، لكنها ذهبت إلى ما هو أبعد، فكشفت صحيفة «سونا تايمز» الصومالية عن خطط ثلاثية جمعت بين تركياوقطر وإيران لتأسيس فرع جديد لجماعة الإخوان هناك هدفه الأول السيطرة العسكرية والسياسية على منطقة القرن الأفريقى بأسرها قبل الصومال، وكان هذا أثناء اجتماع شمل ضباط مخابرات قطريين وإيرانيين وممثلين عن حزب الله، بالإضافة إلى فهد ياسين. وتوالت التقارير الصحفية ليكشف موقع «جاروى أونلاين» لصومالى أن قطر بدأت فى تجنيد مقاتلين من دولة الصومال لزيادة عدد المقاتلين فى الجيش القطرى تحسبًا لما قد تسفر عنه التوترات فى منطقة الخليج بعد حملة المقاطعة العربية للدوحة بسبب دعمها للإرهاب، مشيرًا فى تحقيقه الذى أجراه داخل الصومال عن وجود ضباط برتبة كبيرة فى مبنى القصر الرئاسى الصومالى المعروف باسم «فيلا الصومال»، موضحًا أنه «فهد ياسين»، وحضر للصومال لتسهيل عملية التجنيد فى مناطق شبه مستقلة بالصومال، حيث زار مراسل الموقع مكتب الجوازات ليلتقى بشباب مصطفين بجوازات سفر صومالية ويستعدون للسفر إلى قطر، وقال أحدهم: «نحن هنا لنحصل على جوازات سفر صومالية، وسننتظر 20 يومًا لنحصل على تأشيرة من قطر، حيث سنقضى فترة تدريب عسكرى قبل أن نصبح جنودًا». وأضاف الموقع: «دفعت قطر 6 آلاف دولار للجندى بعد إتمام فترة التدريبات العسكرية»، مؤكدًا وجود 10 أشخاص على الأقل فى العاصمة الصوماليةمقديشيو، يقال إنهم موظفين فى وزارات صومالية أُرسلوا إلى قطر ليكونوا أول دفعة من الطلاب العسكريين. فيما ألقى موقع «AMI Newswire» الضوء على التدخلات القطرية فى الصومال، التى تخوض حربًا ضروسا مع جماعة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة، فاستغلت قطر تلك الفترة لتنقل الرجال والأموال إلى الصومال، مرجحين أن تكون بعض الأموال ذهبت إلى حركة الشباب نفسها أو إلى الجمعيات الخيرية التابعة لها، وتابع الموقع الحديث لينتقل إلى استعراض قطر لنفوذها بمقاطعة مشروع الإمارات لإنشاء ميناء بربرة المراد له أن ليكون مركزًا إقليميًا لنقل المواد الخام من إفريقيا الداخلية إلى العالم الأوسع، مع خفض تكاليف استيراد أجهزة الكمبيوتر والمعدات الزراعية وغيرها من الأجهزة اللازمة لتحديث اقتصادات شرق إفريقيا.