طبيب يعرض على مريضة الذهاب للمنزل والكشف بدون مقابل مادى النساء ترفضن تحرير محاضر خوفًا من الفضائح.. وآداب المهنة: لا نتهاون فى أى شكوى تحمل 99 فى المائة من المصريات هم السير فى شوارع المحروسة نظرًا لتعرضهن للتحرش، ولكن ما لا يخطر على بال الكثيرات أن التحرش الجنسى متواجد بكثرة داخل عيادات الأطباء لا سيما متخصصى أمراض النساء والتوليد. «الصباح» ترصد فى هذا التحقيق معاناة ناجيات من تحرش وانتهاك أطباء النساء والتوليد. لم تكن تدرك «س. م» أن نظراته فى المرة الأولى التى كادت تخترق جسدها هى نظرات افتراس لذئب وجد فريسته ملقاة أمامه على سرير المرض، ظنت أنها نظرات اندهاش من خطورة مرض ما أصابها أو أن حالتها خطيرة فبادرته «خير يا دكتور فيه حاجة خطيرة» رد مبتسمًا «لا يا مدام كل حاجة تمام التمام وزى الفل» الطبيب أخبرها أن الأمر يحتاج إلى تحاليل نظرًا لأنها كانت تعانى من التهابات فى الرحم والأم فى البطن. انصرفت وهى تفكر فى نظراته لكنها لم تعط للأمر أهمية إلا فى المرة التالية حينما عادت إلى العيادة بالتحاليل وطمأنها أن التحاليل تؤكد أن الأمر بسيط ردت مبتسمة الحمد لله، فرد قائلًا: «الحمد لله يا قمر الناس الحلوة اللى زيك لازم نحافظ على صحتهم اتفضلى على السرير عشان أطمن وما إن تمددت على السرير شعرت بأنه يتحسس جسدها بطريقة غريبة، فهمت مسرعة واقفة ونظرت له بنظرة غضب قائلة له «لو ما احترمتش نفسك هوديك فى ستين داهية». تؤكد أن تلك العيادة تقع فى مركز سنورس بمحافظة الفيوم، وأنها اكتشفت فيما بعد أن العديد من النساء تعرضن للتحرش فى تلك العيادة وهى تابعة للدكتور « س، ع».
تأمل الجسد لم تتخيل يومًا « أ، ال» أن كلماته الرقيقة التى يحاول أن يلقيها على مسامعها كلما ذهبت للكشف عنه أن تصل إلى درجة الاستمتاع بجسدها أثناء الولادة. وتقول: بالعادة كان اهتمامه زائدًا خلال عملية الحمل إلا أنها كانت تتجاهل الأمر دائمًا باعتباره طبيبها الخاص بمدينة السادس من أكتوبر، وهو الدكتور «ع، أ، س» الذى تتابع معه باستمرار، وكانت المفاجأة هى التى رأتها والدتها بعد ولادتها «قيصرى» وهى ما زالت فى غيبوبة البنج، وأثناء دخول والدتها الغرفة وجدت الدكتور بمفرده يجلس أمام السرير الممدة عليه ابنتها وهى عارية تمامًا من ثيابها ويشعل سيجارة ويتفحص جسد ابنتها بإمعان. أكدت أنها لم تكن تعرف ما حدث معها وما رأته والدتها إلا أنها بعدما فاقت من البنج، وبينما كانت والدتها ذاهبة لتأتى بشىء من خارج الغرفة قال لها «جبتى ولد زى القمر زيك يا قمر»، وخرج من الغرفة بعد ابتسامة شعرت بأنها ليست ابتسامة طبيب ولم تفهم معناها إلا عندما حكت لها والدتها الأمر. الأمر ذاته بمنطقة الهرم حيث تروى «سعاد، ف»: بالعادة كنت أسمع عن التحرش الذى يتم فى عيادات النساء خاصة أن الطبيب يمكن أن يكشف أجزاء حساسة فى جسد المرأة ما يعرضها دائمًا للإحراج ويجعلها متحفظة ومرتبكة جدًا، وعادة ما كنت أفضل الذهاب إلى الطبيبات نظرًا لما سمعته من صديقاتى إلا أنه ذات مرة كانت الطبيبة فى سفر خارج القاهرة واضطررت للذهاب إلى طبيب فى منطقة «ترسا» بالهرم لطبيب يسمى «ك، ى» وأثناء دخولى العيادة خرجت الممرضة وتركتنا وهو ما أثار الريبة فى قلبى. تتابع: بدأ بأسئلة تبدو خارج سياق التشخيص نسبيًا، وبعد عدة اسئلة أخبرنى لابد أن ازوره باستمرار وأنه لن يأخذ ثمن الكشف، وأنه على استعداد أن يذهب إلى المنزل للكشف الخاص فاعترضت وهممت بالمغادرة بعدما شعرت بنظرات تكاد تخترق جسده وقررت عدم الذهاب إليه نهائيًا. الحالات جميعها أكدت أنهن لم يحررن محاضر خوفًا من الفضيحة، وكذلك لعدم وجود دلائل قاطعة أو شهود على الواقعة وأنهن يفضلن عدم الذهاب إلى العيادة مرة أخرى حال تعرضهن للتحرش. آداب المهنة من ناحيته يقول الدكتور طارق كامل رئيس لجنة آداب المهنة بنقابة الأطباء: نادرًا ما تصلنا شكاوى بخصوص تحرش الأطباء نظرًا لعدم القدرة على إثباتها، وأن الحالة الوحيدة التى جاءت، واشتكت طبيب باطنة تحرش بها ثبت أنها ذهبت إليه مرة أخرى بعد عملية التحرش وهو ما أضعف موقفها خاصة أنه لم يكن هناك شهود عيان، مؤكدًا أن اللجنة لا تتهاون فى أى شكوى، لكنها تحقق بشكل يضمن ظهور الحقيقة وتقوم بمواجهة الطبيب بالمريضة التى اشتكته. جانب آخر فى عيادات النساء يتعلق بمعاناة الفتيات اللاتى يذهبن إلى العيادة قبل الزواج حيث تحمل الكثير من المعاناة ونظرة الجالسين والمجتمع لها على أنها ارتبكت خطيئة. فى إحدى عيادات طبيب النساء التوليد بشبرا الخيمة، دخلت الآنسة «سارة» 22 عامًا طالبة فى السنة النهائية من كلية التجارة مع والدتها، فمنذ عدة أيام، وهى تعانى من ألم فى جانبها الأيسر، ونزيف مستمر أضعف جسدها النحيل. تقول سارة إن تجربة الذهاب لعيادة طبيب نساء مؤلم، خصوصا لو كنتِ تسكنين فى منطقة شعبية، فقد أثار زيارتها لعيادة الطبيب بنفس الشارع التى تسكن فيه حالة ريبة من جيرانها أيضا، فحالة من الوصم لاحقتها دون سبب.