«القاهرة» تبذل جهودًا كبيرة لإتمام المصالحة الفلسطينية الولاياتالمتحدة فقدت مصداقيتها ولم تعد طرفًا فى عملية السلام أكد السفير الفلسطينى، دياب اللوح، أن إقامة دولة فلسطينية خارج التراب الفلسطينى أمر مرفوض، مضيفًا فى حواره ل«الصباح»، أن سيناء ملك للمصريين وحدهم، علاوة على أن القيادة الفلسطينية تساند «القاهرة» فى حربها على الإرهاب، فأى نجاح أو انتصار مصرى هو انتصار فلسطينى، بالإضافة إلى أن الولاياتالمتحدة لم تعد طرفًا فى عملية السلام بعدما فقدت مصداقيتها.. وإلى نص الحوار: * فى البداية.. ما هى آخر نتائج التحقيقات فى محاولة اغتيال رئيس الوزراء الفلسطينى ؟ - رغم أن هناك تحقيقًا يجرى فى غزة، لكن الحكومة الفلسطينية لم تتسلم أى تقارير حول نتائج التحقيقات، وأعتقد أن الأشقاء فى مصر يُتابعون ذلك بشكل دقيق، ونتطلع أن تتسلم الحكومة قطاع غزة فى أقرب وقت للإبقاء على وحدة الصف الفلسطينى. * ما تعليقك حول ما يثار عن إقامة دولة فلسطينية خارج حدودها؟ - نؤكد دعمنا الكامل لمصر، ونعتبر أن نجاحها وانتصارها هو نجاح وانتصار لفلسطين، ونعتبر أنفسنا شركاء فى القضاء على الإرهاب فى سيناء، ولن نقبل بإقامة دولة فلسطينية خارج التراب الفلسطينى، ونرفض أى محاولات لإقامة دولة فلسطينية على أرض سيناء، ونشدد على أن سيناء لمصر، وفلسطين للفلسطينيين، ولا توجد دولة فلسطينية دون غزة ودون الحدود المتعارف عليها. * هل انتهى عصر الاستفراد الأمريكى بمصير قضية السلام ؟ - نحن الآن نتحرك سياسيًا ودبلوماسيًا على المستوى الدولى، ونتشاور مع مصر والأردن وبعض الدول لإيجاد آلية متعددة الأطراف قد تشارك فيها أمريكا، لكنها لم تعد راعيًا حصريًا بعدما فقدت مصداقيتها، ونحن الآن نبحث عن رعاية دولية، لكن هذه التشاورات لم تكتمل بعد، ونؤكد أن فلسطين ترحب بكل من يرغب أن يكون ضمن هذه الآلية لإطلاق مفاوضات سياسية جادة، تستند للمواثيق والقرارات الدولية وإقامة دولة فلسطينية، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين. * هل ترى أن الولاياتالمتحدة تريد منع إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدسالشرقية؟ - كل ما تقوم به الولاياتالمتحدة وإسرائيل هو محاولات لإجهاض حل الدولتين، علمًا بأن عملية حل الدولتين يشكل المحور الرئيسى لأى مفاوضات بين الجانب الفلسطينى والإسرائيلى، وكذلك إقامة دولة فلسطينية ذات حدود متصلة وعاصمتها القدسالشرقية، لكن الإجراء الذى قامت به «واشنطن» بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل هدفه إخراج القدس من طاولة المفاوضات ومن عملية التسوية، فأمريكا لا تريد أن يكون هناك حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، كما نشدد على أنه بدون القدس لن تكون هناك تسوية سياسية للصراع العربى الإسرائيلى، والولاياتالمتحدة تُجهض أى تحركات تتوافق مع الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية بحل الدولتين. * لماذا استخدمت إسرائيل «العنف» فى ذكرى جمعة الأرض ؟ - التصعيد الإسرائيلى الغاشم كان غير مسبوق، خاصة أن جيش الاحتلال واجه الفلسطينيين المدنيين المتظاهرين بقوة عسكرية غير مبررة، وكانت الحشود العسكرية الإسرائيلية الموجودة على الخط الفاصل كبيرة، وكأنها ستواجه جيوشًا مسلحة بأحدث الأسلحة، وواجهت المتظاهرين السلميين بالرصاص الحى، ما أدى إلى استشهاد هذا العدد من أبناء فلسطين. * كيف ترى موقف الجامعة العربية بشأن تأييد طلب فتح تحقيق فى جرائم الاحتلال؟ - منذ أن تابعت مجالس أعمال الجامعة العربية، والتى كانت مخرجاتها ذات أهمية بالنسبة للفلسطينيين، وما صدر الأسبوع الماضى خلال اجتماع المندوبين من تأكيد الدعم الكامل لحقوق الشعب الفلسطينى، وتحميل إسرائيل المسئولية الكاملة بشأن المجزرة الدموية التى ارتكبتها على الخطوط الفاصلة بقطاع غزة فى ذكرى جمعة الأرض، يؤكد أن الموقف العربى داعم بشكل كامل للقضية الفلسطينية، كما أن المجلس استنكر إخفاق مجلس الأمن فى عدم إصدار بيان إثر اعتراض أمريكا على مخرجات الاجتماع الذى عقد بشأن فلسطين على المستوى الدولى، كما أن الجامعة طالبت فلسطين بفتح تحقيق فى المجزرة التى ارتكبتها قوات الاحتلال، ما يعد موقفًا جيدًا بالنسبة للقضية الفلسطينية، خاصة فى ظل تأكيد الاجتماع على ضرورة تشكيل لجنة تحقيق دولية بشكل عاجل، كما أيدت طلب فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية بإرسال وفد لتقصى الحقائق للأراضى المحتلة، كما طالبنا بضرورة عمل لجنة تحقيق وتمكينها من العمل وألا يكون مصيرها مثل ما حدث مع لجان سابقة منعتها إسرائيل. * ما هى آخر نتائج عملية «المصالحة الوطنية»؟ - المصالحة الوطنية الفلسطينية مستمرة بجهود مصرية ملموسة، وهناك حرص مصرى لإتمامها والخروج من حالة الانقسام، ولا يخفى على أحد أن هناك بعض العراقيل التى تعترض العملية، إلا أن الجانب المصرى المعنى بذلك يواصل عمله وجهوده لتفادى هذه العراقيل، وتبذل الجهات المعنية كل جهودها لإتمام الأمر فى أقرب وقت ممكن. * هل تسعى إسرائيل لوقف المصالحة وتسليم قطاع غزة للسطلة الفلسطينية؟ - إسرائيل لها مصلحة مباشرة فى استمرار حالة الانقسام الفلسطينى الفلسطينى، ونحن نسعى ونبذل كل الجهد من أجل الوحدة الجغرافية الفلسطينية، تحت راية حكومة واحدة، وشرعية واحدة، ممثلة فى الرئيس أبو مازن، وهذا الأمر مهم لنا على المستوى السياسى والوطنى والقومى والدولى، ويعكس انطباعًا جيدًا أمام العالم ليعطى صورة بأن هناك جهة واحدة ودولة قوية يمكن التعامل والتفاوض معها، وإسرائيل تسعى لعدم الوصول إلى هذه الحالة وتضع بعض العراقيل لإفشال الأمر، لكن تبقى المسئولية الكاملة على الفلسطينيين المطالبين بتحقيق المصالحة مهما كانت حجم التحديات. هل ترى تباينًا فى المواقف العربية فى الفترة الأخيرة؟ - كل دولة عربية لها ظروفها المختلفة عن الأخرى، لكن هذا لم يمس مكانة القضية الفلسطينية باعتبارها قضية مركزية للأمة العربية الداعمة لإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين، والأمر يشكل أهمية كبيرة للفلسطينيين، كما أن الموقف العربى من قرار ترامب بنقل السفارة كان مهمًا جدًا، وربما هناك بعض الاختلافات فى الإجراءات، لكنا نقدر ظروف كل دولة. * ما هى البدائل حال تعنت الولاياتالمتحدة وإسرائيل؟ - الأمر لا يعنى نهاية المطاف، خاصة أن تعنت إسرائيل والولاياتالمتحدة لن يمنعنا من إيجاد مخرج لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى، وإيجاد حل عادل وشامل، فنحن لسنا دعاة حرب بل شركاء فى الحرب على الإرهاب، ونحن أصحاب قضية عادلة، وأريد التأكيد على أننا لسنا فى حالة عداء مع الولاياتالمتحدة، فالشعب الأمريكى شعب صديق، لكن الإدارة هى من وضعت نفسها فى حالة عداء، ومطلوب من الرئيس الأمريكى تصويب خطأه التاريخى بإعلانه القدس عاصمة لإسرائيل. * ما هى أبرز هذه العراقيل؟ - لا نستطيع الكشف عن تفاصيل؛ لأنها ليست من اختصاصى كسفير، هناك أطقم مفاوضات، ونتحدث عن ضرورة تمكين حكومة الوفاق الوطنى، ومن يتابع العراقيل هم الإخوة فى مصر. * كيف ترى تغير الموقف الدولى تجاه القضية الفلسطينية؟ - الدبلوماسية الفلسطينية نجحت بشكل كبير فى تغيير المواقف الدولية تجاه فلسطين، ونحن نريد أن نعيش بسلام مثل باقى دول العالم، وهدفنا هو كشف أكاذيب إسرائيل.