ما زال هناك الكثير من الأسرار التى لم يُكشف عنها فى الأنظمة السابقة التى قامت عليها الثورات العربية، ومن بينها نظام مبارك، ونظلم القذافى فى ليبيا. صفقات عديدة كانت تتم فى الكواليس وأسرار نسمع عنها لأول مرة من خلال حوارين أجرينا الأول مع محمد رجب، آخر أمين للحزب الوطنى فى عهد مبارك، والثانى مع السفير محمد القشاط، الذى يعد بمثابة الصندوق الأسود لنظام القذافى لما لديه من معلومات يفصح عنها لأول مرة على صفحات «الصباح»..
السفير محمد القشاط خازن أسرار الرئيس الليبى الأسبق ل«الصباح»:معمر القذافى منح رواتب
الجماعة فى ليبيا تواصلت مع إسرائيل لتصفية العقيد.. وهذه تفاصيل آخر مكالمة قبل اغتياله الإخوان فى مصر أرسلوا عناصر لليبيا لقتل المتظاهرين وإلصاق التهم بأبومعمر لا أحد يعلم مكان جثمان القذافى.. ومعلومات ترددت حول حرقه فى فرن الحديد والصلب
أكد السفير محمد سعيد القشاط، الرجل الأول فى نظام القذافى والصديق المقرب للعقيد الراحل، أن الكثير من القيادات العربية تآمرت على ليبيا، مضيفًا فى حواره ل«الصباح» أن الهدف من ثورات الربيع العربى فى 2011 كان البدء بليبيا قبل تونس للتخلص من القذافى بسبب المشروعات التى كان يقوم بها، وحرمانه قطر من الاستثمار النفطى فى ليبيا، خاصة وأنها أول من تعاونت مع الجانب الأوروبى لإسقاطه بعد فشل مساعيها لقلب نظام الحكم فى السعودية، وإلى نص الحوار.. * فى البداية.. ما الذى دار بينك وبين المشير خليفة حفتر قبل إطلاق عملية «الكرامة» عام 2014 ؟ - قبل إطلاق العملية، تواصلنا لعدة أيام وناقشنا تدهور الأوضاع فى ليبيا، وبعد ذلك قررنا ألا نقف فى موقف المتفرج، فاتفقنا على لقاء وجاء لى فى الجزائر قبل إطلاق عملية الكرامة بثلاثة أيام دون علم الجانب الجزائرى بهدف الاجتماع، وجلسنا واتفقنا على عدة بنود منها تجميع قيادات الجيش والشرطة ورجال القضاء والموظفين والمهاجرين، وأرى أنه لا سبيل من الخروج فى الأزمة سوى بتوحيد الجيش الليبى. * كيف ترى حديث الإعلام عن القذافى بعد رحيله ؟ - كل ما قيل عن «القذافى» بعد رحيله محض افتراء وموجه ومدعوم من دول بعينها. * كيف ترى وصول جماعة الإخوان إلى السلطة فى ليبيا ؟ - من آتى بالإخوان إلى ليبيا هو «الناتو» الذى تدخل بناء على قرار الجامعة العربية برعاية الأمين العام عمر موسى وقتها، كما أن المندوب الليبى فى الأممالمتحدة حصل على 5 ملايين يورو من قطر لمطالبته بالتدخل فى ليبيا. أما فيما يتعلق بالوقت الراهن فالجماعة ستدافع دفاعًا مستميتًا عن وجودها نظرًا لأنها لن تستطيع الوصول إلى الحكم فى أى دولة عربية فى الفترة الراهنة. * لماذا أراد الناتو قتل «القذافى»؟ - عملية ثأر «الناتو» من القذافى تعود لما قبل 2011، خاصة أن الحلف بدأ منذ العام 2006 فى رعاية الأطراف الإخوانية وعناصر القاعدة فى ليبيا وتدريبهم فى بعض الدول، وضمن الوقائع التى أشعلت غضب الغرب ضد القذافى مساعيه لتوحيد أفريقيا لتصبح الولاياتالمتحدة الأفريقية كما أنه أنشأ قمر صناعى للاتصالات، وهو ما أغضب الجانب الأوروبى لحرمانهم من نحو 400 مليون يورو عوائد الاتصالات من الدول الإفريقية. * كيف كانت العلاقة بين السعودية وليبيا فى فترة الثورة؟ - العلاقة بين ليبيا والسعودية لم تكن طيبة، خاصة أن القذافى كان متأثرًا بطبيعة العلاقات الدولية مع جمال عبدالناصر، فمن كانت تجمعه علاقات طيبة بعبدالناصر كان ينعكس ذلك على ليبيا والعكس أيضًا، وعلاقة السعودية مع مصر كانت متأثرة بفترة عبدالناصر، وهو ما ظل حاضرًا فى العلاقة بين البلدين، وهى علاقة كانت غير طيبة خلال العقود الماضية، كما أن السعودية كانت قد اتهمت بعض الشباب الليبى بأنهم يسعون لقتل الملك عبدالله، وفى ذلك الوقت حققت فى الأمر واتضح أن السعوديين جمعوا المعارضة الليبية وأقاموا لهم مؤتمرًا، وأحد المعارضين ذهب لأخذ مبلغ مالى تركه له أحد السعوديين فى غرفة بأحد الفنادق فتم القبض عليه، وأشاعت قناة «الجزيرة» بأن القذافى يخطط لقتل الملك عبدالله وهو أمر غير صحيح. * كيف كنت تلتقى القذافى خلال الثورة؟ - كنت ألقاه كل يومين أو ثلاثة للحديث عن كيفية مواجهة الاحتجاجات والأعمال المسلحة، وكان آخر اتصال بيننا فى الثامن عشر من أكتوبر 2011 وسألنى عن إحدى القرى الواقعة فى الجبل الغربى بعد أن تصدت لقوات الناتو نحو 6 أشهر قبل أن تسقط، وكان يتواصل مع أكثر من شخص للتأكد من كل الجبهات، وقد رصدنا وجود بعض العناصر من الخارج فى الاحتجاجات تقتل المتظاهرين لإشعال الموقف، ومن بين تلك العناصر أفراد ينتمون للإخوان من مصر قتلوا المتظاهرين لإلصاق التهم بالقذافى، وذلك لمطالبة المجتمع الدولى بالتدخل. * لماذا تَكنّ قطر العداء للدولة الليبية والمنطقة ؟ - قطر لديها أطماع فى ليبيا متعلقة بالنفط وبعض الشركات فى ليبيا، وهناك العديد من المواقف السابقة منها أنها كانت تريد أن تحصل على مقابل ال400 مليون دولار التى دفعتها للإفراج عن المتهمين بنشر الإيدز فى ليبيا، وطلبت الدوحة بعد ذلك، شراء أصول وإقامة مشاريع فى ليبيا، كما أن بعض شركات البترول الفرنسية التى حصلت على اتفاق للعمل فى ليبيا ألغى القذافى عقودها بسبب حصول قطر على نسبة من العقود من الباطن، كما ألغى اتفاق التنقيب عن الغاز، وهو ما أغضب إمارة الإرهاب واتخذت على عاتقها مهمة تكسير عظام القذافى. * ما الذى دار بينك وبين الرئيس التونسى بن على فى جدة؟ - فى نهاية 2010 كنت فى طرابلس وحين بدأت الأحداث فى تونس وتوجه «بن على» إلى جدة طلب منى القذافى لقاءه والاطمئنان عليه ومناقشة بعض النقاط معه وطمأنته بوقوف العقيد القذافى إلى جانبه، ورد بن على وقتها «أننى لم أهرب ولكن عندما تطورت الأحداث رأت زوجتى أن تذهب للعمرة وأصرت أن أذهب معها خاصة أنها لا تستطيع الذهاب بمفردها لأداء العمرة وقد أعطيته مبلغ 250 ألف يورو فى السعودية فى ذلك الوقت». ماذا تم بين القذافى وقيادات قطر بشأن السعودية؟ بعض الممثلين من قطر جلسوا مع القذافى وطلبوا منه التخطيط لقلب نظام الحكم فى السعودية واستغلوا عدم وجود علاقات طيبة مع السعودية إلا أن عدم تنفيذ مطلبهم جعلهم ينقلبون على القذافى. * ما السبب وراء سيطرة الأهالى والمجموعات المقاتلة على الأسلحة بسرعة فى 2011؟ - سيطرة الجماعة المقاتلة وعناصر الإخوان والمحتجين على مخازن الأسلحة جاءت إثر توجيهات القذافى بعدم الرد بضرب النار وهو ما أدى إلى السيطرة السريعة على مخازن الأسلحة. * ما تفسيرك لحرص القذافى على التواصل مع المعارضين من الدول العربية؟ - العقيد القذافى كان يمنح الرواتب الشهرية للعديد من المعارضين المطرودين من بلدانهم حتى لا يقعوا فريسة فى يد المخابرات الأجنبية، وكان من بينهم قيادات هامة فى الوقت الراهن وعلى رأسهم راشد الغنوشى رئيس حركة النهضة، كما أنه لم يمنع رواتب معارضيه ومنهم خليفة حفتر وبعض الضباط الذين سجنوا حصلوا على كامل رواتبهم بعد خروجهم من السجن. * من الذى خان القذافى وأرشد عن سير موكبه؟ - فى الفترة الأخيرة كانت كل الاتصالات مقطوعة، ولم يكن مكانه معروفًا وأثناء خروجه من طرابلس متجهًا إلى سرت بعد أن يئس من الجنوب، وكان بطريقه إلى جارف وخرج عند الفجر برفقة ابنه المعتصم الذى تأخر، وكان الرتل يضم 180سيارة توزعت على 3 مجموعات، وكان القذافى يركب سيارة تويوتا لونها أخضر، وكان برفقة السائق فقط واتجه كل موكب على حدة لإفساح المجال لموكب القذافى، وبعد خروجهم تفاجئوا بمروحيات الأباتشى تقصفهم بالغاز، حيث حددوا مكان القذافى عن طريق مكالمة تليفونية تمت من هاتفه، واستشهد أغلب مرافقى القذافى وبعدها نزل العساكر من الأباتشى وألقوا القبض على الأحياء والقذافى ومن ثم سلموه لأهالى مصراتة. * وأين يوجد جثمان القذافى الآن؟ - لا أحد يعلم مكان جثمان القذافى خاصة أنه بحسب من ألقى عليهم القبض معه ظل لمدة أسبوع فى ثلاجة الموتى يتشفون فيه، ومن ثم تم تغسيله وخرج به أهالى مصراتة دون أن يسلم لأهله أو يعرف مكان دفنه، فهناك البعض يقول إنه تم حرقه فى فرن الحديد والصلب والبعض يقول إنه ألقى فى البحر والبعض يقول إن قطر أخذت جثمانه، إلا أنه فى النهاية لا مكان معلوم لجثمانه حتى الآن. * وكيف تفسر المواقف التركية تجاه ليبيا ؟ - فى البداية يجب التنويه إلى أن ليبيا هى من ساعدت أردوغان للوصول إلى الحكم، وقد دفع القذافى الكثير من الأموال لوصوله إلى الحكم لتوسمه الخير فيه، إلا أننا اكتشفنا علاقاته بقيادات الإخوان ومجموعات إرهابية. * وكيف كانت علاقة القذافى بزين العابدين ومبارك أثناء الاحتجاجات؟ - علاقته بزين العابدين كانت جيدة وكان حريصًا على التواصل معه بشكل كبير، وكذلك علاقته بمبارك وكان حريصًا على مشروع المثلث الذهبى، الذى كان قد اقترب من التنفيذ برأسمال ليبى وعمالة مصرية، إلا أنه لم يكتب له النجاح نظرًا لما حدث وكان حزينًا على الأمر. * وماذا عن ترشح نجل القذافى سيف الإسلام ؟ - من حقه الترشح بناء على قانون العفو العام الذى أقره البرلمان الليبى الذى يصبح بموجبه مثله مثل أى مواطن بالنسبة لعمليات الترشح للرئاسة، إلا أنه لا يزال سجينًا حتى الآن فى سجون الزنتان. * من يسيطر على المؤسسات النفطية الليبية حاليًا؟ - أوروبا هى من تسيطر على النفط، ولدى وثيقة تقول إن المجلس المؤقت تبرع ب 35 فى المائة من النفط الليبى لفرنسا لمعاونتهم على قتل القذافى كما أن الامتيازات الحالية تحصل عليها الشركات الأوروبية. * ماذا عن ممتلكات القذافى فى الخارج؟ - لا توجد أى ممتلكات للقذافى فى الخارج أو حسابات بنكية ولم يثبت وجود حسابات بنكية أو استثمارات أو غير ذلك. * ما حقيقة تواصل قيادات إخوانية ليبية مع إسرائيل؟ - هناك أسلحة إسرائيلية دخلت ليبيا، بالإضافة إلى أن بعض الأطراف الإخوانية الليبية ذهبت إلى إسرائيل وطلبت منها معاونتهم لقتل القذافى، وتم ضبط العديد من الأسلحة الإسرائيلية فى ليبيا.
آخر أمين عام ل«المنحل» فى حوار ل«الصباح»:محمد رجب: 300 نائب فى البرلمان من أبناء الحزب الوطنى
أبلغت صفوت الشريف بتزوير الانتخابات فقال: اسأل صاحبك عز «مبارك » أخبرنى شخصياً بعدم وجود فكرة التوريث لنجله«جمال » «جمال مبارك » كان سيخسر الانتخابات لو ترشح أمام الرئيس يحتفظ فى ذاكرته بأسرار رحلة صعود وهبوط نجوم السياسة، ممن تتلمذوا داخل مدرسة الحزب الوطنى المنحل، ورغم ذلك رفض الإفصاح عن تلك المعلومات حتى لا يسىء أحد استعمالها.. تعرف على «مبارك» عن قرب وتبادل معه وجهات النظر فى بعض الملفات بسبب موقعه داخل الحزب الحاكم، كأمين عام للجنة الشباب على مستوى الجمهورية، ثم رئيس الأغلبية داخل مجلس الشورى حتى أصبح أمينًا عامًا للحزب. فضل الصمت خلال السنوات الماضية، حتى تمت دعوته لحضور واحدة من فعاليات دعم ترشح الرئيس عبدالفتاح السيسى لفترة رئاسية ثانية، واستغل الفرصة ليوجه رسالة لكل قيادات الحزب الوطنى المنحل وأعضائه على مستوى الجمهورية لدعم وتأييد الرئيس لفترة جديدة. هو د. محمد رجب، آخر أمناء الحزب الوطنى المنحل، الذى قرر فتح خزانة أسراره فى حوار لم تنقصه الصراحة مع «الصباح»، وإلى نص الحوار.. * بداية.. كيف التحقت بالحزب الوطنى؟ - بدأت العمل السياسى فى سن مبكرة، حيث كنت أحد المؤسسين لمنظمة الشباب، ثم خضت معركة الانتخابات بالاتحاد الاشتراكى، وتوليت منصب أمين عام الشباب بالاتحاد الاشتراكى، حتى انتقلت إلى الحزب الوطنى وبالتحديد فى عام 1978. * وما تقييمك للحياة السياسية بعد انهيار الحزب الوطنى؟ - هناك خمسة أو ستة أحزاب لديها حركة فى الشارع، وهؤلاء لهم ممثلون داخل مجلس النواب، أما باقى الأحزاب فهى غير موجودة أو معروفة، إلا أن هناك معلومات ترددت مؤخرًا تشير إلى تحول ائتلاف دعم مصر لحزب سياسى بعد الانتخابات الرئاسية، وذلك حتى يكون ظهيرًا سياسيًا للرئيس، ورأيى الشخصى أن هذا وحده لا يكفى، فنحن نحتاج إلى تنظيم المعارضين مثلما يتم تنظيم المؤيدين، وهذا ما فعلناه من قبل. * فى رأيك.. هل يمكن إحياء الحزب الوطنى؟ - التمويل هو أساس كل شىء، ومع غيابه من المستبعد إحياء الحزب من جديد، فلن يعود إلا بحكم محكمة، لكن لماذا يعود الحزب إذا كان أعضاؤه موجودين بالفعل فى الحياة السياسية، فداخل مجلس النواب الحالى هناك ما لا يقل عن 300 نائب كانوا أعضاء بالحزب الوطنى، والمواطن لا يستطيع تمييزهم، ولكن بحكم موقعى كزعيم للأغلبية بمجلس الشورى أستطيع أن أميز أعضاء الوطنى داخل مجلس النواب الحالى، بينما اندمج آخرون فى كيانات سياسية أخرى، لذلك لا ينقصنا سوى اللافتة، خاصة أن الحزب موجود على الأرض، ولعب أعضاؤه دورًا بارزًا فى ثورة 30 يونيو، ولكن لا يوجد برنامج للحزب يتم العمل عليه الآن، ورغم ذلك هناك أصوات كثيرة تطالب بعودة الحزب، وحتى ننجح نحتاج إلى تمويل، لأن غياب التمويل لن يساعد أى حزب على النجاح، فحالة الفراغ الحزبى الموجودة فى مصر الآن سببها وجود 104 رخص حزبية وليس 104 أحزاب. * وماذا لو ترشح جمال مبارك للانتخابات الرئاسية.. هل كنتم ستؤيدونه؟ - لن يعود جمال مبارك للسياسة مرة أخرى، وليس فى تطلعاته أن يعيد تأسيس الحزب الوطنى من جديد فى شكل حزب سياسى آخر، كما فعلها الوفد وعاد فى ثوب «الوفد الجديد»، فهو مرهق للغاية بسبب سنوات السجن التى قضاها بعيدًا عن أسرته، وأقولها بشكل نهائى وقاطع: إذا ترشح «جمال» أمام «السيسى» فى الانتخابات الرئاسية فلن يفوز بأى حال من الأحوال، وسوف يكتسح «السيسى»، لأن طبيعة المواطن المصرى تميل للشخص الموجود فى السلطة. * هل تفكر قيادات الوطنى فى خوض انتخابات المحليات؟ - على المستوى الشخصى لا أفكر فى الأمر، ومن يرغب فى الترشح فالساحة مفتوحة أمام الجميع، كما فعلوا من قبل فى انتخابات مجلس النواب ونجح منهم 300 نائب على الأقل، وهذا لا يعيبهم، وأقولها مرة أخرى، الحزب الوطنى موجود كبشر، وزراء ورؤساء وزارات ورجال أعمال وسياسيين ونواب. * ما هو تقييمك لمجلس النواب الحالى؟ - أرفض تقييمه وأنا لست موجودًا داخله، ولكن على كل حال أى برلمان تغيب فيه المعارضة يفقد أهم جزأ من أهميته، وهو ما يجعل الحكومة أقوى من المجلس، كما كان الحال أيام الحزب الوطنى، حيث كانت الصورة ليست كما يصورها البعض، فالحكومة كانت أقوى من البرلمان. * حدثنا عن علاقتك بالرئيس الأسبق حسنى مبارك؟ - كانت علاقة طيبة، وهناك عدد من المواقف الطريفة التى حدثت بيننا، منها حديث جانبى على خلفية أحد المؤتمرات الخاصة بالحزب الوطنى، وسألته عن توريث الحكم لجمال مبارك، فابتسم وقال لى: «هو أنا ممكن أخلى ابنى يشوف المرار اللى شوفته، أنا عايزه يعيش زى باقى الشباب»، ما يثبت أنه لم يكن هناك نية لتوريث الحكم، ولم نتحدث عن الأمر داخل الحزب، وربما كانت هذه هى رغبة المقربين من جمال مبارك، والذين حاولوا إقناعه بالأمر. * ومن هم المقربون الذين رغبوا فى توريث الحكم ل«جمال»؟ - على رأسهم أحمد عز، بحكم علاقة الصداقة التى ربطته بنجل الرئيس، حيث عمل على ذلك فكان يقدمه فى المؤتمرات بأنه قائد ثورة التصحيح، بالإضافة إلى بعض القيادات الأخرى، فلا أزال أتذكر أحد السياسيين، وهو جالس معنا فى مؤتمر، وكان «جمال» يتحدث على المنصة فاقترب منى هذا الشخص، وسألنى: «لماذا لا يكون جمال هو الرئيس القادم بكل ما يمتلك من قدرات؟». * وماذا عن علاقتك ب«عز»؟ - أعرفه قبل دخول الحزب، حيث كان من أبناء دائرتى منشية ناصر والجمالية، وهو رجل اقتصاد ذكى للغاية، وعندما رأيت مهزلة التزوير فى انتخابات 2010، ذهبت إلى صفوت الشريف، وأخبرته بأن هذه الانتخابات تنذر بكارثة، فقال لى: «اسال صاحبك عز»، ووقتها دخل علينا الأخير فسألته عن نتيجة الانتخابات، وكيف اختفت المعارضة؟ فقال: «هنزور الانتخابات للمعارضة عشان ينجحوا»، فقلت له: «وإية المشكلة لو اضطرينا نزور للمعارضة حتى يحدث توازن داخل المجلس، أحنا كدا هنكلم نفسنا». * هل الحكومة أقوى من الحزب الوطنى؟ - الحكومة تمتلك القرار والموارد وهو نفس الحال مع البرلمان الحالى، ومشاريع القوانين الخاصة بالحكومة ذات أولوية، وللأسف لا تزال الحكومة أقوى من البرلمان حتى الآن. * ما هو تقييمك لأداء رئيس مجلس النواب؟ - أنا لا أقيم أحدًا لأنى لست عضوًا بالمجلس، ويقيمه من هم داخل المجلس، وعلى كل حال هو فقيه دستورى يمتلك من الأدوات ما يساعده على أداء دوره، وكنت أعرفه قبل سنوات طويلة.