ذاع صيت العملات الإلكترونية المشفرة فى السنوات الأخيرة، وخصوصا «البيتكوين» منذ نشأتها عام 2008، وبدأ تداولها والتجارة فيها على مدى واسع، إلا أن سعر العملة تراجع فى الفترة الماضية، بسبب القرصنة والسرقة وفرض القيود عليها ومنعها فى بعض الدول، خاصة أن العملات الإلكترونية غير خاضعة لسيطرة البنوك والدول، كما أنها عملة مشفرة لا مركزية يتم التعامل بها من خلال الإنترنت، ولا يُعرف صاحب العملات المستخدم لها. ومع انتشار هذه العملات، بدأت عملات جديدة أخرى فى الظهور، حتى وصل عددها لأكثر من 1500 عملة إلكترونية، وتبلغ القيمة السوقية الإجمالية لها فى الوقت الحالى 364.4 مليار دولار. «الإيثريوم» تعد أكثر العملات منافسة لعملة البيتكوين، حيث بدأ استخدامها منذ عام 2015، وابتكرها عام 2013 فيتاليك بوترين مبرمج روسى كندى يبلغ من العمر 24 عامًا، وتعرف باسم الإثير ether، ويبلغ حجم استخدام هذه العملة فى السوق أكثر من 45 دولارًا، وتعتمد على تقنية حديثة تدعى الكتل، وهى أن يكون لك دفتر حساب إلكترونى مشفر وغير قابل للتلاعب به، وتقوم على إبرام عقود ذكية بين الطرفين العقد سواء كان استثمارًا عقاريًا أو نقل أموال، وتختلف الإيثريوم عن البيتكوين فى أن الأولى بها 92 وحدة، بينما الأخيرة بها 21 وحدة فقط. أما الريبل، فتعد أشهر العملات التى يتم تداولها فى عالم العملات الإلكترونية حيث اعتبرتها بلومبيرغ من ثانى أكثر العملات ارتفاعًا وتداولًا فى 2017، مما جعلها منافسًا شديدًا للبيتكوين، ومؤسسها هو رجل الأعمال كريس لارسن الأمريكى، حيث بدأت هذه العملة منذ عام 2013، ومعروفة باختصارXRP، ومن خلال رؤية الشركة على موقعها الرسمى، فهى تحث الناس على الانضمام إلى الشبكة العالمية المتنامية «ريبل»، حيث يمكن للمؤسسات المالية معالجة مدفوعات عملائها فى أى مكان فى العالم على الفور، وبشكل موثوق وفعال من حيث التكلفة، ويمكن للمصارف ومقدمى الدفع استخدام الأصول الرقمية (أكس آر بى) لزيادة خفض تكاليفها والوصول إلى أسواق جديدة. وللشركة مكاتب فى سان فرانسيسكو ونيويورك ولندن وسيدنى والهند وسنغافورة ولوكسمبورج، ولديها أكثر من 100 عميل فى جميع أنحاء العالم، وتهدف الشركة لإنشاء 100 مليار من عملة الريبل بحسب موقعها الرسمى. بينما تعتبر عملة «كاردانو ADA»، من العملات المستخدمة بكثرة فى الدول النامية بحسب موقعها الرسمى، وبدأ استخدامها فى أواخر 2017، وتحتل المركز السابع فى سوق العملات المشفرة، ويتم استخدامها الآن بحجم 18 مليار جنيه، ومؤسسها تشارلز هوسكينسون، وتحفظ عملة الكاردانو فى محفظة، وهى ديدالوس Daedalus المحفظة الرسمية، كما أنه يمكن شراؤها من منصات بينانس وبيتريكس، ويتوقع المترجمون انتشارها فى الفترة المقبلة. أما عملة سيا كوين، فأسسها الشاب ديفيد فوريك منذ عام 2015، وتعد من العملات القوية فى ظل المنافسة الشديدة والعملات الجديدة التى تظهر باستمرار، و«سيا» هى منصة تخزين سحابية لا مركزية، وتستخدم أيضًا البلوك شين، وهذه الشركة تتيح لك تخزين كميات كبيرة وكم هائل من المعلومات والبيانات، لأى شركة وبسعر أرخص من طرق التخزين الرقمية الأخرى مثل جوجل دريف ودروب بوكس، وبعد تخزين هذه الملفات يتم تقسيمها إلى ملفات صغيرة جدًا، لكى يتم الحفاظ على أمان هذه البيانات. كما أسس بول سنو عملة «فاكتوم»، وبدأت منذ 25 يناير 2014، وبات لها استخدامات كثيرة على أرض الواقع، عكس العملات الإلكترونية الأخرى، وتستخدم تقنيات حديثة، ولذلك يتوقع أن يستخدمها الحكومات أيضًا لحفظ معلوماتها، خاصة ان بها سيولة مالية كبيرة وحجم تعاملات ضخم حيث تتعدى السيولة 8.7 مليون دولار، وتتخطى حجم معاملاتها اليومية حجم معاملات البيتكوين. العملة الأخيرة هى «hush»، وتعد القيمة السوقية لهذه العملة 4 ملايين دولار، وتعتمد على عدم كشف هوية أى من المتعاملين بها أو أى معلومات عنه، ويتوقع المبرمجون أن هذه العملة ستلقى رواجًا كبيرًا فى الفترة المقبلة، لأنها تعتمد على الخصوصية الشديدة لمستخدمها، وهذا سيجلب العديد من المستعملين لها.