«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ارتفاع «بيتكوين» إلى 7500 دولار بزيادة 700% منذ بداية العام قبل تراجعها إلى 6500 دولار


* 3.2 مليار دولار حجم الاكتتابات الجديدة خلال2017

بالرغم من تأكيد الخبراء من أنها مجرد فقاعة وتشديد الإجراءات ضدها فى بعض الدول كالصين وبريطانيا، فضلا عن تشكيك فى قيمتها الحالية من خبراء مثل محمد العريان، وتحذيرات مماثلة من مصرفيين كبار مثل رئيس بنك مورجان ستانلى، فإن حمى الاستثمار فى العملات الرقمية منتشرة بقوة فى معظم أنحاء العالم إذ تقدر التدفقات الواردة إليها منذ مطلع العام الجارى بنحو 3.2 مليار دولار.
ولكن الاهتمام بالقضية يتجاوز مسألة تقلبات أسعار ال»بيتكوين» -الأكثر شهرة- لتكنولوجيا ناشئة لآلية دفع جديدة، تمثل فى رأى المؤيدين لها ثورة فى عالم المال والأعمال ويقول مراقبون إن مستقبل المال سيكون رقميا.
الفقاعة وتقلبات الأسعار وصعوبة تقييمها.. أبرز المخاطر
تهيمن بيتكوين وتقلبات أسعارها صعودا وهبوطا على معظم الجدل حول مستقبل العملات الرقمية، لكن هناك فارقا بين الحديث عن قيمة العملة وبين إمكانيات التكنولوجيا التى تستند إليها تلك النوعية من العملات.
وقد أكد رئيس بنك «يو بى اس» أن البنوك المركزية فى أنحاء العالم يتعين عليها الاعتراف بالعملات الرقمية محذرا صناع السياسة من مخاطر تجاهل وسائل الدفع الاكثر تطورا.
وقال إكسل ويبر، رئيس البنك السويسرى فى مقابلة أجرتها معه صحيفة فاينانشال تايمز، إن البنوك المركزية يجب أن تكون أكثر انفتاحا وتقوم بإصدار عملات إلكترونية جديدة خاصة ببلدانها وهو ما سيوفر فى رأيه مكاسب كبيرة للمجتمع.
إكسل ويبر، المحافظ السابق للبنك المركزى الألمانى والمرشح الأوفر حظا بمنصب رئيس البنك المركزى الأوروبى مستقبلا من أبرز الوجوه العالمية المؤيدة للعملات الافتراضية التى تنادى بأنها تناسب الشباب الذى يفضل الدفع عبر هواتفهم المحمولة بعيدا عن تعقيدات البنوك، وأنها تناسب أيضا الدول مترامية الأطراف مثل الدول الإفريقية حيث ترتفع تكاليف تحويل الأموال.
وأضاف «ويبر» أن حدوث انخفاض حاد فى أسعار بيتكوين لن يثنى عن الاستثمار فيها.
وعادة ما يبدى القطاع الرسمى مخاوف إزاء مثل هذه النوعية الجديدة من آليات الدفع، لكن القطاع الخاص يتطلع إلى الفرص الكامنة فى كل ما هو جديد.
وتأتى تصريحات المصرفى الألمانى الكبير وسط قلق متنام بين أوساط البنوك المركزية حول أفضل السبل لمواجهة صعود العملات الرقمية والكيفية التى تعمل بها خارج نطاق النظام المالى الرسمى لأى دولة.
ومن منظور الاستقرار المالى، الأمر لا يتعلق بتقلبات أسعار البيتكوين وغيرها وإنما بالتهديد الذى يمثله عالم العملات المشفرة الباب الخلفى لتمويل الإرهاب وعمليات غسيل الأموال.
وتسمح العملات الرقمية المشفرة بتعاملات مباشرة بين المستخدمين الأفراد دون الحاجة إلى مؤسسات مالية أو بنوك مركزية، وافتقارها إلى سلطة مركزية يجعلها جذابة لمن يرغبون فى تجنب القيود المفروضة على حركة رءوس الأموال كما هو الحال بالنسبة للجماعات الإرهابية أو فى حالات غسيل الأموال.
ومن أشهر العملات الرقمية التى تلى بيتكوين فى أهميتها وقيمتها: لايت كوين، بير كوين، برايم كوين، الريبل، كوارك وماستر كوين وغيرها.
ارتفاع «بيتكوين» إلى 7500 دولار بزيادة 700% منذ بداية العام:
جاءت القفزات الأخيرة فى سعر عملة بيتكوين مؤخرا فى أعقاب إعلان مجموعة سى. إم. إى الأمريكية، أكبر شركة لإدارة سوق العقود الآجلة فى العالم، عن إطلاق موقع منظم لتداول العملات الإلكترونية فى الربع الاخير من عام 2017، فقفزت إلى مستوى قياسى جديد متجاوزة ستة آلاف و300 دولار للعملة الواحدة، لتواصل ارتفاعها إلى 7500 دولار بزيادة 700% عن بداية العام، قبل أن تنخفض الأسبوع الماضى بواقع ألف دولار.
وبحسب تصريحات الشركة فإن العقود الآجلة الجديدة ستتم تسويتها نقدا على أساس «السعر الاسترشادى لبيتكوين» الخاص بسى. إم. إى، وهو سعر استرشادى ليوم واحد مرتبط بسعر البيتكوين بالدولار.
وقد رصدت مجلة الإيكونومست مؤخرا ارتفاعا غير مسبوق فى اكتتابات العملة الأولية التى يتهافت عليها المستثمرون، لا بغرض تحقيق أرباح أو عائدات، كما هو الحال فى الطرح العام الأولى لأسهم الشركات وإنما على أمل أن قيمة العملة نفسها ستحلق عاليا. وفى الواقع، من وجهة نظر تنظيمية، لا يمكن أن تدخل فى عمليات إدراج صارمة.
يذكر أنه فى يوليو حذرت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية من أن العملات الافتراضية أو الرقمية قد تكون أوراقا مالية وتخضع للقوانين الفيدرالية للأوراق المالية، وقالت إنه من السهل نسبيا على أى شخص استخدام تكنولوجيا سلاسل الكتل أو «دفتر الأستاذ الرقمى» لإنشاء اكتتابات عملة أولية تبدو جذابة للمستثمرين، لكنها قد تكون فى الواقع عملية احتيال.
وفى شهر سبتمبر، رفعت اللجنة أول دعوى من نوعها ضد إحدى الشركات المصدرة لعملة رقمية، بسبب وعودها الكاذبة بدفع عوائد مجزية للمستثمرين.
لذلك معظم اكتتابات العملة الأولية تلجأ إلى بيع الرموز لعملات افتراضية موجودة من قبل.
وما يعزز صعود البيتكوين إمكانية الوصول إلى العملات الإلكترونية بسهولة مقارنة بما كان عليه الوضع فى الماضى، ما يعزز عملية الشراء والبيع، وعدد أجهزة الصراف الآلى الإلكترونى التى تتعامل مع البيتكوين تضاعف بشكل كبير للغاية خلال العام الماضى، كما أن ارتفاع حجم التداول اليومى بات كبيرا، وهذا يعنى أنه من السهل الآن الشراء والبيع أو حتى تحويلها إلى عملات أخرى فى لحظات، هذا بجانب تحولها إلى مخزن للقيمة بسبب الارتفاع المتواصل فى أسعارها، أى أنها بالنسبة إلى البعض تبدو بديلا مقبولا للذهب.
ففى أوقات الأزمات الاقتصادية أو السياسية يفضل المستثمرون الاحتفاظ بأصول آمنة، وكثير من الخبراء يعتبرون أن البيتكوين التى يطلق عليها البعض العملة الذهبية واحدة من تلك الملاذات الآمنة.
مبادرة البنوك العالمية لإصدار أول عملة رقمية:
أطلقت 6 بنوك عالمية مبادرة لإصدار أول عملة رقمية فى شهر أغسطس الماضى وهى بنوك باركليز، «إتش إس بى سى»، كريدى سويس و»يو بى اس» وإمبريال بنك الكندى للتجارة و»ستيت ستريت» و»إم يو إف جى»، ومن البنوك المشاركة فى المشروع أيضا دويتشه بنك الألمانى وبانكو ستاندر الإسبانى.
دول صديقة للعملات الافتراضية:
فى السويد
أعلن البنك المركزى فى تقريره لشهر سبتمبر أن هناك بعض العقبات أمام إصدار كرونا إلكترونية. أما البنك المركزى السويسرى فقال إنه غير مقتنع بالحاجة إلى الاعتراف بالعملات الافتراضية.
وتعد ألمانيا من الدول القليلة التى اعترفت رسميا بعملة البيتكوين، وأنها نوع من النقود الإلكترونية، وبهذا اعتبرت الحكومة الألمانية أنها تستطيع فرض ضريبة على الأرباح التى تحققها الشركات التى تتعامل بالعملة الرقمية، فى حين تبقى المعاملات المالية الفردية معفاة من الضرائب.
وكان قاض فيدرالى فى الولايات المتحدة قد حكم مؤخرا بأن عملة البيتكوين هى عملة ونوع من أنواع النقد، ويمكن أن تخضع للتنظيم الحكومى، لكن الولايات المتحدة لم تعترف بالعملة رسميا بعد.
ويرى البعض أن الاعتراف الرسمى يحمل جانبا إيجابيا، وهو إعطاء العملة مزيدا من الشرعية، فى حين يرى آخرون أن هذا قد يفتح الباب إلى مزيد من تنظيم العملة وربطها بالحكومات، وهذا يتعارض مع أهم ميزاتها بالنسبة للكثيرين بوصفها عملة غير خاضعة لأى جهة.
اليابان أيضا تقبل البيتكوين التى يطلق عليها البعض العملة الذهبية كطريقة دفع قانونية.
الصين تستحوذ على 25% من تداولات العملات الرقمية فى العالم:
تعد الصين سوقا مهما ومن أبرز منصات تداول العملات الرقمية، بنصيب 25% من إجمالى التداولات العالمية، حيث سمحت بورصاتها المحلية من قبل للمستخدمين بإجراء معاملات مجانية ما جذب مستثمرين ومضاربين عززوا الطلب.
لكن وسط مخاوف من أن يكثف المستثمرون الصينيون مضارباتهم فى العملات الافتراضية بدأت الجهات التنظيمية حملة على القطاع، وقبل أسابيع قليلة فرضت الجهات الرقابية حظرا على ما يطلق عليه «الطرح الأولى للعملات» أو ممارسة نشاط إصدار وبيع عملات رقمية للمستثمرين من أجل تمويل مشاريع ناشئة.
وقام البنك المركزى الصينى بتصنيف اكتتابات العملة الأولية على أنها شكل غير قانونى من التمويل الجماعى، بالرغم من أنه يعمل حاليا على إنشاء عملة رقمية خاصة به.
ويقول محللون إن الصين لجأت إلى ذلك الموقف المتشدد من العملة الرقمية لأنها تريد السيطرة بحزم على نظامها المصرفى، وتخصيص الائتمان المالى وفق جدول أعمال سياسى، يتناسب مع جهود الإصلاح الحالية، والبيتكوين تهدد هذا نسبيا.
الصين أيضا هى موطن العديد من كبار «المنقبين» وهو الاسم الذى يطلق على الأشخاص الذين يستخدمون تقنيات الكمبيوتر لإنتاج البيتكوين.
وبحسب الوضع الحالى لا يمكن الوصول إلى الاقتصاد الحقيقى إلا عن طريق صرف العملة الرقمية بالأموال التقليدية فى بورصات العملة المشفرة.
ومن المفترض أن اكتتابات العملة الأولية التى تقدم السلع الحقيقية، أو الخدمات، أو العقارات مقابل العملات المشفرة، يمكن أن تستفيد بطريقة أو بأخرى من هذه الثروة الكبيرة، وإن كان من المحتمل أنها غير مشروعة وذات تداول محدود.
رأى الخبراء:
يرى خبراء أن العملات الإلكترونية ظاهرة عالمية، والموقف المتشدد أو المعادى لها لن يكون عائقا أمام تطورها وصعودها على الصعيد العالمى، فمعاداة الصين مثلا لجوجل ولفيسبوك لم يمنع الشركتين من التطور وهذا أيضا ما سيحدث مع البيتكوين وغيرها.
ومع ذلك، يقول محللون إنه إذا كان الاقتصادى الشهير كينز قد طالب فى أربعينيات القرن الماضى بأن تكون هناك عملة للعالم، فإن البيتكوين لا تحمل تلك الملامح ولا تملك تلك القدرة، فعملة العالم لا بد أن تتصف بالوفرة، والبيتكوين على العكس تتصف بالندرة، فحاليا هناك نحو 16.5 مليون بيتكوين فى مجال التداول بقيمة تزيد عن 100 مليار دولار، مرشحة للزيادة فى ظل الارتفاع المتواصل فى قيمتها، لكن فى النهاية لا يمكن أن تقارن بحجم العملات المتداولة فى العالم، ومع الأخذ فى الاعتبار كذلك أن 25% من عملة البيتكوين المتداولة يضيع بسبب عدم المحافظة عليه بشكل صحيح، أو أن مفاتيح التشفير فقدت أو لغير ذلك من الأسباب التقنية.
وقد وصف جيمى ديمون رئيس بنك مورجان ستانلى التعامل بالعملات الإلكترونية المشفرة بأنه «احتيال» واعتبر الارتفاع الكبير فى أسعارها خلال الآونة الأخيرة فقاعة وستنفجر.
أما محمد العريان، المستشار الاقتصادى الرئيسى فى المؤسسة المالية اليانز، فشكك فى قيمة بيتكوين حاليا وقال إنها سلعة وليست عملة. وأضاف أن العملات عادة ما تكون مخزنا للقيمة، ولكن يجب أن تكون قابلة للتنبؤ ومستقرة حتى تعمل كوسيلة للتداول.
وأضاف أيضا أنه يعتقد أن بيتكوين مبالغ فيها، وأن سعرها قد يعكس افتراض أن العملة الرقمية سيتم اعتمادها على نطاق واسع، ولكنه نفى أن يحدث ذلك حاليا، وقال: تلك المؤسسات والبنوك المركزية التى تفكر باعتماد هذه العملة الرقمية قد تكون على خطأ. وأبدى قلقه الرئيسى على المدى الطويل لأن تسعير العملة فى حال الاعتراف بها قد لا يتفق مع التوقعات.
مخاطر ومحاذير العملات الرقمية:
هيمنت حمى الدوت كوم على الأسواق فى عام 1999، مع تهافت المستثمرين على ضخ أموالهم فى شركات الإنترنت. ومثلما حدث مع المستثمرين الأوائل فى الاكتتابات العامة الأولية الذين أصبحوا مليونيرات اليوم يتهافت كثيرون للاكتتاب فى العملات الرقمية الجديدة، حتى وصل إجمالى الاستثمارات فيها منذ بداية العام نحو 3.2 تريليون دولار. لكن الطفرة الجديدة تثير مخاوف من تكرار فقاعة الإنترنت.
ويبدى كثيرون مخاوفهم إزاء صعود قيمة عملة البيتكوين باعتبارها فقاعة مالية، ستنفجر عاجلا أو آجلا، وستصيب أصحابها بخسائر جمة.
ويعتقد جراهم ستانج، مختص مالى سابق فى بورصة لندن استقال من منصبه وتفرغ للمضاربة فى العملات الإلكترونية خاصة البيتكوين، أنه بالرغم من الحظر والقيود التى تفرضها حكومات عديدة ضد العملات الإلكترونية، فإن نجمها صاعد لا محالة فى سوق العملات، وأن مستويات الأسعار ستصل إلى أرقام فلكية.
وتوقع ستانج أنه فى حال استمر الطلب القوى على العملات الإلكترونية، فيمكن للبيتكوين أن تتجاوز سقف ال25 ألف دولار، ولا سيما إذا حدث تغير تام فى نسبة العملة الإلكترونية من إجمالى المحفظة الاستثمارية الدولية، فتزايد إقبال المستثمرين الدوليين على إحلال العملة الإلكترونية محل أصول أخرى مثل الذهب معناه استمرار صعود أسعارها.
ويقول المدافعون عنها إنه حتى إذا ما تحققت مخاوف المشككين بانهيار الأسعار، فهذا لا يعنى أنها ستساوى «صفر»، لكن ستشهد تراجعا مثلما يحدث فى جميع السلع، فأسعار النفط ترتفع وتنخفض بقوة من حين لآخر والذهب والأسهم والمعادن، وهذا جزء من السلوك الاقتصادى المعتاد للعملات والسلع.
وهذا أيضا ما سيحدث للبيتكوين وغيرها من العملات الإلكترونية، فستنخفض أسعارها فى يوم من الأيام، لكن لن تخرج من السوق.
فى الوقت نفسه، تقلبات الأسعار تعد إحدى نقاط الضعف الرئيسية ولا سيما فى سوق لا يتصف بالشفافية ولا يوجد فيه مركزية أو أشخاص تمكن محاسبتهم ومعاقبتهم فى حال الخطأ.
ويشكك البعض بأن تلك الزيادات الضخمة فى أسعار البيتكوين، ربما هى عملية احتيال منظم ومخطط له من مجموعة من المستفيدين، كما أن تشفير العملة يمثل فى حد ذاته مشكلة، لأنها تستخدم بقوة فى الأعمال غير المشروعة.
ومن أبرز المحاذير بخصوص العملات الافتراضية أنه لا يمكن إجراء تقييم موضوعى لهذا النوع من العملات، ففى حين أن الأسهم على سبيل المثال يمكن تقييمها عن طريق متابعة الأرباح الماضية والمستقبلية المتوقعة، وكذلك المبيعات خلال الفترة المقبلة، والسندات تقيم بناء على قدرة المصدر على التسديد للمستثمرين، والعملات كالدولار يتم تقيمها وفقا لسعر صرفها مع العملات الأخرى، فإن العملات الإلكترونية لا تخضع لأى من تلك المعايير.
يشير محللون إلى مخاوف بأنه فى حالة حدوث أزمة اقتصادية أو مالية قد يلجأ المودعون إلى سحب أموالهم من البنوك وتحويلها إلى عملات رقمية.
وأخيرا وليس آخر، لا ترغب الحكومات فى وجود عملة تنافس عملتها، ما يهدد واحدا من أبرز صلاحيتها وهو احتكارها لخلق المال والسيطرة على النظام المالي والمصرفي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.