«موسى مصطفى ليس مرشح كومبارس.. والمرحلة القادمة تحتاج للمصارحة والإنجاز وليس التخويف» المشهد السياسى فى مصر، يحتاج إلى فك طلاسم ولوغاريتمات لتحليل واقعه، فالجميع يتحدث عن غياب السياسة الحقيقية أو بمعنى أدق «تغييب السياسة»، وهو الأمر الذى كان واضحًا مع البحث فى اللحظات الأخيرة عن مرشح للانتخابات الرئاسية ينقذ الموقف فى هذه المرحلة. ولكن حتى فكرة البحث عن كومبارس فى الانتخابات لم ترض الشارع السياسى ولاقت كثيرًا من الانتقادات، ومسألة غياب السياسة فى مصر، لا يمكن تحميلها للنظام وحده ولكن تتحمل بالطبع الأحزاب والنخب السياسية المسئولية الأكبر عن ذلك حيث لم تفرز حتى الآن شخصية قادرة على المنافسة فى أى معركة انتخابية كبيرة على غرار انتخابات رئاسة الجمهورية. الجميع يتساءل، أين المعارضة السياسية، وأين اختفت الأحزاب، وأين دور النخب، طرحنا كل هذه الأسئلة على الدكتور عبدالمنعم سعيد المفكر السياسى ورئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية سابقًا لكى نحلل الوضع والمشهد الراهن.. وإلى نص الحوار: * فى بداية الأمر هل تجد هناك مرشحًا حقيقيًا أمام الرئيس السيسى؟ - طريقة عرض الرئيس عبدالفتاح السيسى لترشحه لفترة رئاسية ثانية كان متوقعًا، حيث إن الرئيس عرض للرأى العام ما مضى من إنجازات، وما هو قادم ثم ترشحه كان بطريقة ناضجة وارتكزت على أمور ملموسة على الأرض، وفى إطار رؤية 2030، وأكبر دليل على ذلك خطاب الرئيس السيسى كان يتسم بشفافية كبيرة، مؤكدًا أن ما حدث فى مؤتمر حكاية وطن هو أعلى درجات الشفافية فى مصر، كما أن المصارحة التى قدمها الرئيس برغم الصعاب تروق للكثير من المصريين والذين انتخبوه من أجلها، مشيرًا إلى أنه من المبكر للغاية الحديث عن نتائج الانتخابات الرئاسية. * ولماذا اختفى دور الأحزاب من الحياة السياسية ؟ - هذا الأمر بات تساؤل العديد من المواطنين، وبالأخص فى وسائل الإعلام وبين السياسيين بل بات التساؤل الأهم لدى المواطن العادى بالشارع، وفعاليات الأحزاب وأنشطتها اختفت من المشهد السياسى، على الرغم من أن الأحزاب تضم العديد من الأعضاء، وكان لها دور بارز وفعال بعهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، لكن حاليًا اختفى حتى رأيها، ولم يكن لها مرشحون فى الانتخابات الرئاسية. * هل تجد موسى مصطفى موسى رئيس حزب الغد مرشحًا قويًا أمام الرئيس السيسى؟ - موسى مصطفى موسى لا يجوز الحكم عليه بالوقت الحالى، فهو لم يقدم شيئًا. * هل ترى أن هناك تخويفًا تم للمواطنين حتى لا يقوموا بتزكية بعض المرشحين؟ - المرحلة القادمة لا تقوم على التخويف بل على المصارحة والبرامج والإنجازات، والرئيس السيسى لديه سجل على الأرض ولديه تجربة، إلا أن هناك بعض المعارضة قائمة على فكرة المعاناة التى حدثت نتيجة الإصلاحات الاقتصادية، ولكن المعارضة لم تأت بفكرة جديدة واحدة ويعتمدون فقط على فكرة المعاناة، بجانب أن محاولة اتباع سياسة التخويف من المرشحين لا يخدم مصر ولا يخدم النظام، والرئيس السيسى هو قامة كبيرة، ويستحق أن يكون أمامه مرشحون جادون، مشيرًا إلى أن السيسى سيخوض معركة ضد أى فاسد ليوقفه، ورأى أن حديث الرئيس عن عدم السماح للفاسدين كان يحتاج للمزيد من التوضيح. * هل ترى أن هناك معارضة حقيقية على أرض الواقع؟ - الجميع يعتقد أن المعارضة اختفت، كانت متواجدة أيام الحزب الوطنى والإخوان كانوا البديل، ولأن الرئيس السيسى استطاع وبكل ثقة أن يتحدث عن سجل إنجازاته فأمام ذلك المعارضة تشاهد ما يحدث على أرض الواقع، ولذلك اختفت المعارضة. * هل تجد تراجع المرشحين عن انتخابات الرئاسة يعنى محاولة إقصاء المعارضة بمصر؟ - تراجع بعض المرشحين لا يمكن أن نحكم عليه فمن حقهم الإعلان عن نيتهم لترشح ومن حقة أيضًا التراجع، والانتخابات تعتمد تصورات عن المصلحة العامة، وإن لم يكن يتعاملون من منطلق المنافسة، ولكن من منطلق الخصومة. * ما الذى تحتاجه البلاد فى الفترة الراهنة؟ - ليس المهم أن نبنى عناصر قوة مادية أساسية فقط بقدر ما نحتاج أن نوفر أساسيات القوة الفاعلة على الأرض، كما نحتاج ما يسمى «سوفت وير» العقل، الذى يدير إمكانياتنا، خاصة أن القاهرة مدينة تجمع فيها عدة عصور من المماليك والفاطميين والفراعنة وغيرهم من الحضارات التى تجمعت فى العاصمة مما يمكنها للعب دور مهم فى المستقبل إذا أحسن استغلالها، فنحن أكثر شعب محظوظ فى العالم بما نمتلكه من تاريخ، وما ينقصنا هو الخيال، فى أن نواصل تقدمنا كما كان»، والرئيس كان على حق عندما تحدث أننا بلد فقيرة وبالبعض يخلط بين القوة الناعمة والتنمية، ولدينا 84 دولة عدت، وأصبحت لديها تنمية مستدامة، ولدينا مشروع فى القاهرة الخديوية مثلًا، عندما تم تنمية هذه المنطقة تضاعفت أسعار الأراضى بها 5 أضعاف، مما يعنى أن القوى الناعمة تؤدى بالضرورة للتنمية الاقتصادية. * ما رأيك فى حديث بعض المرشحين المنسحبين عن ملف الحريات؟ - مسألة حقوق الإنسان ليست الجزء المهم فى الثقافة المصرية، وليست أولوية لدى الناخب المصرى، خاصة أن هناك مخاوف من إعادة استخدام ملف الحريات لتحقيق مصالح خاصة. * هل تعتقد أن حديث السوشيال ميديا أن المرشح موسى مصطفى موسى كومبارس هو حديث صحيح؟ - لا أعتقد ذلك، فالمرشح أعلن عن ترشحه قبل غلق باب الترشح، ولابد أن يتم التعامل معه على أنه مرشح رئاسى، ولا يجوز الإساءة له، ولم أعترف بمبدأ الكومبارس. * الجميع يتحدث عن الوقائع الذى حدثت مع الفريق سامى عنان المرشح المنسحب ما رأى سيادتكم فى ذلك؟ - الفريق سامى عنان لم يستف أوراقه، ولم يقم باللجوء إلى الجيش المصرى الذى ينتمى له قبل إعلان نيته على الترشح، وبالتالى ماارتكبه من مخالفات كان سببا فيما حدث معه. * البعض يقول أن الجميع كان يتخوف من الترشح أمام الرئيس السيسى؟ - الرئيس غير مسئول عن خلق منافسين له، إنما هناك نظام يسمح بوجود منافسين وآخر لا، متابعًا أن الديمقراطية تقوم على التعددية وعلى المصلحة العامة الذى يجرى بها التنافس السياسى. * ما تصورك عن الحياة السياسية فى الفترة المقبلة ؟ - دائمًا أشعر بالتفاؤل تجاه الأيام القادمة، وأرى أن نجاح الرئيس السيسى بفترة رئاسية ثانية سيحقق الكثير من الطموحات، وأن إنجازات الرئيس بالفترة السابقة أكبر دليل على هذا الأمر، بجانب أن مساحة الحرية الذى أتاحها النظام أكثر دليل على أن الفترة المقبلة سوف تكون أكثر إصلاحًا.