بان: التنظيمات ستلجأ لأسلوب الإنهاك.. والدلتا والوادى الجديد مسارح عمليات متوقعة فرغلى: النشاط العشوائى فى تنفيذ العمليات الإرهابية سيكون سيد الموقف شهدت الشهور الأخيرة فى عام 2017، عددًا من التغيرات فى أداء وتكتيك الجماعات الإرهابية بمصر، سواء من ناحية أماكن العمليات التى تقوم بتنفيذها أو المستهدفين منها، ليس هذا فقط وإنما شهد نفس العام مصارعة تنظيم داعش للبقاء بعد قطع التمويلات عنه، وبداية ظهور عناصر تنظيم القاعدة، وهو ما دفع التنظيمات للقيام بعدد من العمليات النوعية، والتى تتسم بضعف الإمكانات المادية والبشرية والتأثير المحدود. فيما تستمر عمليات القوات المسلحة لدك معاقل الإرهاب فى شمال سيناء، بعد تكليف الرئيس عبدالفتاح السيسى لرئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق محمد فريد، للقضاء على الإرهاب خلال 3 أشهر، وذلك بالتنسيق مع الشرطة، مما يؤكد أن 2018 سيكون عام القضاء على الإرهاب. أخطر ما شهده عام 2017، كان ظهور جماعة المرابطون أو أنصار الإسلام، والتى نفذت عملية تعد هى الأكثر دموية ضد قوات من الشرطة بمنطقة الواحات، وتعد الجماعة من أكثر الدلائل التى أكدت على نشاط أتباع تنظيم القاعدة فى مصر، خاصة أنها إحدى الجماعات التابعة للقاعدة، والتى توجهت عناصرها إلى ليبيا هربًا من سيناء منذ عامين، بالتزامن مع تكثيف قوات الجيش المصرى لعملياتها ضد الإرهابيين فى سيناء، ثم عادت مرة أخرى لتنفيذ عمليات إرهابية فى مصر. وربما كان المشهد الأخطر فى ظهور المرابطون بمصر، هو طريقة تنفيذهم للعمليات، التى اعتمدت على صناعة استهداف قوات الشرطة عن طريق ال «فخ»، وهذا ما اتضح فى شهر أكتوبر الماضى خلال حادث الواحات الذى اعتمد على مباغتة قوات الشرطة، التى كانت فى طريقها للقبض على أفراد التنظيم بعد ورود معلومات للأجهزة الأمنية تفيد بوجود معسكر للإرهابيين بالقرب من طريق الواحات، وذلك بناءً على اعتراف إرهابيين بعد إلقاء القبض عليهما، وبعد تحرك القوات الأمنية المكونة من أفراد من إدارة العمليات الخاصة والأمن الوطنى والأمن المركزى لمنطقة وجود المعسكر، تفاجئت بأن الإرهابيين فى انتظارهم وقاموا بإطلاق النيران الكثيفة فى اتجاههم. ورغم انحصار نفوذ عناصر تنظيم داعش فى مصر، نتيجة العمليات الأمنية التى يتم تنفيذها ضدهم فى سيناء، إلا أن نهايات عام 2017 شهدت تعديل داعش فى خطط المواجهة والعمليات الإرهابية التى تقوم بتنفيذها، فبعد أن كانت تعتمد على توجيه ضربات لقوات الجيش والشرطة وأحيانًا استهداف الكنائس والشخصيات الأمنية، بدأت فى نهج جديد هو تنفيذ عمليات ضد المساجد، على غرار ما يحدث فى العراقوسوريا واليمن، وذلك بعد أن استهدفت مسجد الروضة بشمال سيناء، فى عملية تعد الأولى من نوعها فى مصر، الأمر الذى فسره العديد من خبراء الإسلام السياسى بأنه محاولة لإثبات التواجد مرة أخرى فى مصر، مع العمل على إدخال مصر فى دائرة جديدة من دوائر الإرهاب وهى استهداف المساجد. وعن مستقبل التنظيمات المتطرفة، أكد محمد الوردانى من المنشقين عن تنظيم الإخوان، أن العمليات النوعية هى آخر ما تبقى للتنظيمات بعد محاصرتها وقطع التمويلات عنها، عقب قرار الدول العربية الداعى لمقاطعة قطر الحليف الأول للتنظيمات المتطرفة، موضحًا أن تلك العمليات ستستهدف المنشآت العامة والحيوية، ومنها أبراج الكهرباء كما حدث بالماضى، حيث كان صاحب الفكرة وقتها هو المهندس خيرت الشاطر، منذ أن كان النائب الأول للمرشد العام للجماعة، حيث أكد أنها أقل تكلفة وذات تأثير فعال، وتثبت للدولة أن التنظيم لا يزال موجود على أرض الواقع ويمارس أعماله الإرهابية. وتابع «الوردانى» قائلًا: «تكليف الرئيس للقوات المسلحة والشرطة للقضاء على الإرهاب خلال 3 شهور، هو إعلان يستوجب التوقف عنده كثيرًا، وإذا احتسبنا تلك الفترة مع كشف الحساب الذى سيتقدم به الرئيس فى شهر فبراير القادم، فإن جميع المؤشرات تقول إن الرئيس سيعلن سيناء خالية من الإرهاب فى 2018». فيما توقع د. أحمد بان الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية، أن يشهد عام 2018 بدء مرحلة جديدة لدى الجماعات الإرهابية، تعتمد على إطلاق حملات من الذعر والعمليات المكثفة من عناصر تنظيم القاعدة العائدين من سورياوالعراق، وانتهاج مبدأ «الانتهاك» من خلال تكثيف العمليات، مضيفًا أن القاعدة ستتواجد بقوة الفترة القادمة ليس فى مصر فقط، وإنما على مستوى العالم، وهو الأمر الذى بدأت شواهده فى نهايات 2017، فى محاولة لاستغلال نجل أسامة بن لادن فى جمع الفرقاء. وأشار إلى أن الجماعات الإرهابية فى مصر حاليًا تنقسم بين أنصار بيت المقدس، فى حين تنشط الجماعات التاعبة للقاعدة بالصحراء الغربية على الحدود مع ليبيا، أما حسم ولواء الثورة، فكانت تتمركز عملياتهم فى القاهرةومحافظات الدلتا، وهو الأمر الذى انحصر تمامًا بعد تفتيت العديد منهم. وعن أفضل وسيلة لمواجهة تلك العناصر، قال «بان»: «الأزمة تكمن فى عدم وجود استراتيجية محددة للتعامل مع الجماعات الإرهابية، وفى 2018 لابد من بناء تلك الاستراتيجية، على أن تقوم على أساس الدراسات التى تمت حول تلك الجماعات والتنظيمات، حتى يمكن وضع خطط فعالة للتعامل معها». أما ماهر فرغلى المتخصص فى شأن التنظيمات الإرهابية والجماعات الدينية، فأكد أن القاعدة سيكون لها تواجد قوى فى مصر سواء من خلال جماعة جند الإسلام، أو تشكيل جماعات أخرى، مشيرًا إلى أن الجماعات الإرهابية سوف تركز على النشاط العشوائى فى تنفيذ عملياتها، ومن المتوقع أن تكون محافظات الدلتا والوادى مناطق عمليات جديدة للعناصر الإرهابية، ولن تقتصر فقط على سيناء.