محمود محيي الدين: المواطن لن يشعر بأثر الإصلاحات الاقتصادية إلا إذا وصل معدل النمو الاقتصادي إلى 7% على الأقل    مجلس التعاون الخليجي يرحب بقرار مجلس الأمن بشأن الصحراء    الاتحاد الأوروبي يدرس إضافة روسيا إلى القائمة السوداء لغسل الأموال وتمويل الإرهاب    لاعب الإمارات: الطرد أربك حساباتنا أمام الأردن.. وسنعوض أمام مصر    القبض على 4 أشخاص لتجميعهم ناخبين بمخزن خردة ودفعهم للتصويت مقابل رشاوى انتخابية بإمبابة    وزير الثقافة يكرم المخرج خالد جلال بالمسرح القومي    الداخلية تواصل ضبط محاولات التأثير على إرادة الناخبين بسوهاج    «كى چى» تحت التهديد| الطفل وحده فى المواجهة.. والتوعية تحد من جرائم التحرش    كأس إيطاليا.. تعرف على تشكيل إنتر ميلان أمام فينيزيا    أكرم القصاص: المرحلة الثانية من الانتخابات أكثر انضباطا وتدخل الرئيس السيسي حاسم    مها محمد: كوليس ورد وشيكولاتة أجمل من التصوير    مهرجان البحر الأحمر السينمائي يكشف عن لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة    صحة الإسماعيلية تختتم دورة السلامة المهنية داخل معامل الرصد البيئي    قرارات جديدة تعزز جودة الرعاية الصحية.. اعتماد 19 منشأة صحية وفق معايير GAHAR المعتمدة دوليًا    بإطلالة جريئة.. رزان مغربي تفاجئ الجمهور في أحدث ظهور    رئيس جامعة طنطا يفتتح فعاليات هاكاثون 2025 لتحالف جامعات إقليم الدلتا    «هربنا قبل أن نغرق».. شهادات مروّعة من قلب الفيضانات التي ضربت نصف القارة الآسيوية    لأول مرّة| حماية إرادة الناخبين بضمان رئاسى    تشكيل أرسنال - بن وايت أساسي.. وساكا وإيزي وتيمبر بدلاء أمام برينتفورد    في حوار ل"البوابة نيوز".. رامي حمادة يكشف سر فوز فلسطين على قطر وطموحات المباريات المقبلة    كأس إيطاليا.. أتالانتا يضرب جنوى برباعية نظيفة ويعبر إلى الدور القادم    مجموعة مصر.. الأردن يضرب الإمارات بهدف على علوان في شوط أول نارى    هل يجوز التصدق من أرباح البنوك؟| أمين الفتوى يجيب    بدء تحصيل الزيادة الجديدة فى قانون الإيجار القديم اول ديسمبر    انتهاء ترميم المبانى الأثرية بحديقتى الحيوان والأورمان    هل يعتبر مريض غازات البطن من أصحاب الأعذار ؟| أمين الفتوى يجيب    أحمد فهمي يكشف تفاصيل رسالة هنا الزاهد بعد الطلاق    أهالي السيدة نفيسة يوزعون الشربات على الزائرين في المولد.. صور    حبس المتهمين باستغلال شيكات مزورة باسم الفنانة بوسي 3 سنوات    الخارجية السورية: وفد سفراء مجلس الأمن يزور دمشق    عون: لبنان تعب من المهاترات التي مزقته    ما حقيقة انتشار الدواجن السردة بالأسواق المحلية وتأثيرها على صحة المواطنين؟    ضبط 30 طن كفتة منتهية الصلاحية قبل طرحها للتداول بالأسواق داخل منشأة مخالفة بمركز أبو النمرس    الخامس في قنا.. القبض على " قرموش" لشراء اصوات الناخبين    القبض على 4 أشخاص بحوزتهم مبالغ مالية بمحيط لجان انتخابية في جرجا    لجنة إدارة الإسماعيلي تؤكد سعيها لحل أزمات النادي المالية وإنهاء قضايا الفيفا    الجيزة تنفّذ حملة مكبرة بعثمان محرم لإزالة الإشغالات وإعادة الانضباط إلى الشارع    مياه الشرب بالجيزة: كسر مفاجئ بخط مياه قطر 1000 مم أمام مستشفى أم المصريين    في اليوم العالمي لذوي الهمم.. غزة تواجه أعلى معدلات الإعاقة في العالم بسبب حرب الإبادة الجماعية.. 12 ألف طفل فقدوا أطرافهم أو تعرضوا لعاهات مستديمة.. و60% من السكان صاروا معاقين    «الري» تتعاقد على تنفيذ التغذية الكهربائية لمحطتي البستان ووادي الصعايدة    في يومهم العالمي.. 5 رسائل من الأزهر لكل أسرة ترعى طفلا من ذوي الإعاقة    نجوم عالميون يقودون حفل واشنطن لسحب قرعة كأس العالم 2026    وكيل لجنة مراجعة المصحف ورئيس منطقة الغربية يتفقدان مسابقة الأزهر السنوية لحفظ القرآن الكريم    ما مصير امتحانات الثانوية العامة بعد بلوغ «عبد الحكم» سن المعاش؟.. تفاصيل    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 3ديسمبر 2025 فى المنيا.. اعرف مواقيت صلاتك    ريهم عبدالغفور تحيي ذكرى وفاة والدها الثانية: "فقدت أكتر شخص بيحبني"    انعقاد الاجتماع الرابع للجنة الفنية المصرية – التونسية للتعاون الاستثماري    الأرصاد: استمرار انخفاض درجات الحرارة الملحوظ على مختلف أنحاء البلاد.. فيديو    السيدة انتصار السيسي تحتفي بيوم أصحاب الهمم: قلوب مليئة بالحب    أطعمة تعالج الأنيميا للنساء، بسرعة وفي وقت قياسي    الصحة تعلن ضوابط حمل الأدوية أثناء السفر| قواعد إلزامية لتجنب أي مشكلات قانونية    لاول مرة فى مستشفي شبين الكوم بالمنوفية..استخراج ملعقة من بطن سيدة مسنة أنقذت حياتها    مجلس حكماء المسلمين يشارك بجناح خاصٍّ في معرض العراق الدولي للكتاب 2025    هالاند: الوصول ل200 هدف في الدوري الإنجليزي؟ ولم لا    توافد الناخبين للتصويت في جولة الإعادة بانتخابات النواب بالإسكندرية| صور    أسعار الفراخ والبيض اليوم الاربعاء 3-12-2025 في الأقصر    الأمم المتحدة تحتفل باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة    «الوطنية للانتخابات»: إعادة 19 دائرة كانت قرارًا مسبقًا.. وتزايد وعي المواطن عزز مصداقية العملية الانتخابية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خريطة جماعات العنف في مصر (ملف)
نشر في المصريون يوم 21 - 12 - 2017


تنظيمات مسلحة في حضن الجبل
جماعات العنف تتخذ من الصحراء الغربية مسرحًا جديدًا لعملياتها * تراهن علي التضاريس المعقدة والمساحة الواسعة وغياب الجيش الليبي لمهاجمة الجيش والشرطة
*عملية "الثأر للشهيد "ضيقت مساحة المناورة في سيناء والانتقال إلي الدلتا الخيار الوحيد
"جنود الخلافة والمرابطون أبرز التنظيمات العسكرية في غرب مصر وعملية الواحات دشنت مرحلة جديدة من المواجهة"
* 1200عنصر ينتشرون في دروبها وهزيمة داعش والجهاديين في سوريا تشكل عنصر أمداد جديد للمسلحين
شكل "حادث الواحات" الأخير، والذي خلف 16قتيلاً من الشرطة أغلبهم من الضباط، منعطفًا جديدًا في الحرب التي تشنها السلطات المصرية علي التنظيمات المسلحة والتكفيرية، إذ مثل الحادث الذي تعرضت فيه أجهزة الأمن لأكبر خسارة لها خلال السنوات الأخيرة توسيعًا لرقعة المواجهات المسلحة وأدخل معه منطقة الصحراء الغربية مسرحًا جديد الصراع في تكرار لما يحدث في محافظة شمال سيناء.
وليس أدل علي المنحي الخطير الذي اتخذته منطقة الصحراء الغربية التي تشكل ثلث مساحة مصر من تحولها إلي معقل رئيسي للجماعات المسلحة أنها شهدت خلال السنوات الثلاث الماضية، ما لا يقل عن 9 عمليات إرهابية كبرى، راح ضحيتها أكثر من 75 جنديًا وضابطًا مصريًا وعشرات المواطنين، ما دفع البعض لاعتبارها خطرًا حقيقيًا يجب الالتفات إليه.
وتشير طوبوغرافيا الموقع، إلى مساحة شاسعة من الصحراء طرقها وعرة، شكلت بيئة ملائمة لتنفيذ الجماعات الإرهابية عملياتها. ثم إن طول الحدود مع ليبيا، التي تشهد بدورها فوضى أمنية، سهل من دخول المسلحين إلى مصر، رغم النجاحات اليومية التي يحققها الجيش في هذا الشأن.
تتمثل الصحراء الغربية، في المنطقة الواقعة ما بين الوادي "وادي النيل" والدلتا من الجهة الشرقية، وحدود مصر مع ليبيا من الجهة الغربية، ويحدها من الجهة الشمالية البحر الأبيض المتوسط وصولاً إلى حدود مصر مع السودان جنوباً.
ويوجد في الصحراء الغربية أكثر من 45 دربًا صحراويًا للتهريب، وكذلك عدد من المناطق الوعرة، التي يصعب الدخول إليها، أشهرها منطقة "بهي الدين" قبيل سيوة، وكذلك رأس الجدي والقرن. وتوجد أيضًا على قرابة مدينة براني غرب مطروح، منطقة وادي العقرب، تلك المنطقة المنعزلة عن شبكات المحمول والاتصال، وكذلك تشهد عمليات الكر والفر رواجًا كبيرًا في منطقة تبغبغ التي تقع على بعد 95 كيلو مترًا شمال شرق سيوة، وتوجد وسط عدد من الهضاب والجبال الصخرية التي يصعب الوصول إليها، وأيضًا منطقة تميرة وتقع على بعد 85 كيلومترًا شمال سيوة.
كما أن هناك قرية صغيرة بالصحراء الغربية الحدودية مع ليبيا، تسمي ذات البحرين، يحيطها من الشمال للغرب التلال الصخرية ومن الجنوب والشرق الكثبان الرملية وتحتوي على بحيرتين تفصل بينهما تلال وكثبان رملية، وكذلك منخفض العرج الذى يحده من جميع جوانبه الجبال والكثبان الرملية.
وينتشر في الصحراء الغربية مترامية الأطراف عدد كبير من الجماعات علي رأسها المرابطون والمتفرع عنها "أنصار الإسلام وتنظيم جنوب الجيزة ، تنظيم جنود الخلافة، ولاية مصر، وغيرها وهي تنظيمات تضم ما يقرب من 1800مقاتل أغلبهم مدربون وحاصلون علي تأهيل عسكري ويمتلكون عتادًا ووسائل اتصال حديثة وقدرة علي الانتقال بحرية مستغلين الطبوغرافية المعقدة جدًا للمنطقة.
جنود الخلافة امتداد جديد لبيت المقدس
600 مقاتل ينتقلون بحرية بين الحدود المصرية الليبية ومعقلهم الرئيسى في درنة
إعدام الأقباط في ليبيا وتصفية رواد دير الأنبا صموئيل شكل إعلانًا عن ولادة التنظيم
يدين بالولاء لتنظيم الدولة وتفجيرات البطرسية وكنائس الإسكندرية وطنطا أبر ز عملياته
استهداف الأقباط ومؤسسات الدولة والسفارات علي رأس أولوياته
يأتي علي رأس التنظيمات الموجودة في الصحراء الغربية، تنظيم "جنود الخلافة"، هو التنظيم الذي برز في الساحة خلال الأشهر الأخيرة وتحديدًا بعد تشديد الجيش حصاره علي بقاع التوتر في شمال سيناء "رفح، والعريش والشيخ زويد "، ودخول عملية حق الشهيد مراحل متقدمة وزيادة الضغط علي مقاتلي أنصار بيت المقدس وولاية سيناء فلم يجد أعضاء التنظيم فرصة أفضل من الخروج من سيناء والتمركز في مناطق تماس بالقاهرة ذات تركيبة طبوغرافية معقدة قد توفر حماية للتنظيم في ظل اتساع المساحات الجبلية والدروب والمدقات في الصحراء الغربية .
ولا يعرف علي وجه التحديد أعداد تنظيم جنود الخلافة، غير أن مصادر أمنية قدرتهم بحوالي 600 مقاتل ينحدرون من محافظات في الدلتا وبعض مراكز محافظة الفيوم وبعض العناصر المنفلتة من جماعات تقليدية في مصر لا تؤمن بالسلمية وتتبني العنف كوسيلة للتغير يدينون بالولاء لتنظيم "ولاية سيناء".
وجري تدشين عمليات تنظيم جنود الخلافة، عبر شن عملية عسكرية ضد أحد أتوبيسات الأقباط المتجهة إلي دير الأنبا صموئيل بالمنيا، مما خلف ما يقرب من 30 قتيلاً حيث أظهرت العملية مدي المهارات التي يتمتع بها التنظيم وقدرته علي القيام بالعملية والاختفاء وكيفية اختراق الحشود الأمنية – كيفية فك وتركيب والتعامل مع الأحزمة الناسفة – الحصول على المواد المتفجرة – الاختباء والتدريب).
وقال أمير التنظيم، في مقابلة نشرتها جريدة "النبأ" التابعة لتنظيم الدولة دون الكشف عن هويته: إنهم تربطهم علاقات "أخوة" بتنظيم ولاية سيناء، مضيفًا أنهم جميعًا يعملون تحت قيادة تنظيم داعش المركزية ويسعون إلى الوصول ل«بيت المقدس» عبر بوابة مصر على حد تعبيره.
يعتبر "جنود الخلافة"، امتدادا لفرع تنظيم أنصار بيت المقدس فى منطقة الوادي، بحسب مصادر مطلعة، حيث يعتمد على نظام الخلايا العنقودية ويهدف لإسقاط النظام عبر استهداف الجيش والشرطة ومؤسسات الدولة، بالإضافة إلى الأقباط في ظل تورطه في إعدام العشرات منهم في ليبيا
ويستند تنظيم جنود الخلافة، إلي عدد من المرتكزات الفكرية في مصر: منها العمل على إظهار الحقيقة الكاملة للتوحيد لدى عموم الناس ومناهضة كل أشكال الحكم بغير ما أنزل الله. ومواجهة جميع أشكال الشرك ومعادة أهل الإيمان. واعتبار عموم الناس أن حكمهم كحكم قوم فرعون "فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ? إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ" (الزخرف 54). والحكم على عوام الناس بالردة الظاهرة، وعليهم أن يسارعوا بالتوبة وعدم تتبع عورات ما يسموهم المجاهدين.
وحدد منفستو حركي لتنظيم جنود الخلافة، ما يعتبرونه أهدافًا شرعية منها أماكن تجمعات ومصالح النصارى "كنائس- مجمعات خدمات - أديرة"وأماكن تجمعات الجيش والشرطة "كمائن – أقسام - مبان" ومقرات مصالح الحكومة السياسية منها والاقتصادية "مقرات حكومية بكل أنوعها - مشروعات اقتصادية". فضلاً عن استهداف رعايا دول الغرب الصليبية وانتشارهم، ونحوها "سفارات - مقرات إدارية".
وقد اتهمت نيابة أمن الدولة العليا، التنظيم بالتورط في "هجوم المنيا"، واضعة علي رأس التنظيم قيادي هارب يدعى عزت محمد، قالت التحقيقات إنه خطط ونفذ العملية، وإن التنظيم تلقى تدريبات على العملية في الصحراء الغربية، وكان يقيم معسكراً داخل نطاق قريب من المنطقة.
وأكد التحقيقات، تواصله مع صاحبه المقرّب إليه المتهم الهارب عمرو سعد، لإنشاء خلية تابعة للتنظيم الجديد تعمل على تنفيذ عمليات في قلب المحافظات وتجنيد عشرات الشباب من محافظة المنيا على وجه التحديد، من بينهم الانتحاريان ممدوح أمين ومحمود حسن مبارك اللذان نفذا تفجير كنيستين بمحافظتي الإسكندرية والغربية فيما بعد.
اللواء طارق المهدي، محافظ الوادي الجديد السابق، قال في تصريحات له «بالطبع لا توجد معسكرات إرهابية أو تجمّعات دائمة هناك، لكن الطبيعة الجغرافية لتلك البقعة الكبيرة، تشكل بين الحين والآخر منطلقًا مناسبًا لترتيب عمليات إرهابية متنوعة على معظم المحافظات المصرية».
ومضي اللواء المهدي إلي القول: "خطورة الصحراء الغربية تأتي بالأساس لكونها ملاصقة للحدود المصرية مع ليبيا، التي تشهد صراعات أمنية وسياسية منذ عدة سنوات، سمحت للمسلحين من الجماعات الإرهابية ك"داعش" وغيرها المنتشرة بشكل مكثف هناك، بالعبور إلى مصر وتهريب مختلف أنواع الأسلحة».
وشدد علي أن ما يصعب الأمر علي الجيش المصري، أن السيطرة تأتي من جانب واحد فقط، نظراً لعدم وجود جيش ليبي موحّد ومؤهل يمكنه فرض سيطرته على البلاد.
"المرابطون" والرهان علي عودة القاعدة رقم مهم في المشهد
"عشماوى" ضابط الصاعقة السابق يقود عناصره.. "الجهاد" ضد الجيش والشرطة..
وهجوم الواحات الأخير أبرز عملياته وسيارات الدفع الرباعي والمقاتلون الأجانب قوته الضاربة
300 مقاتل علي أعلي درجات التدريب يواجهون الجيش والشرطة
"عشماوى" يدين بالولاء للظواهري والمليشيات الليبية مصدر تسليحه الرئيسي
تعد جماعة «المرابطون» الموالية للقاعدة، والتي أعلن عن تحملها مسئولية عملية "الكيلو 135" بالواحات وخلفت ما يقرب من 16ضابطًا وجنديًا بحسب مصادر رسمية من التنظيمات الرئيسية التي تتخذ من الصحراء الغربية معقلاً ومركزًا لعلمياتها ضد الجيش والشرطة بعد أن تأسست فى 2013، بعد اندماج جماعة "الموقعون بالدم" بزعامة مختار بلمختار، مع «حركة التوحيد والجهاد فى غرب إفريقيا»، وتهيمن علي "المرابطون" مجموعات جهادية سيطرت على شمال مالي بين خريف 2012 ومطلع 2013، لتولد بذلك جماعة "المرابطون"، ومنها تأسست جماعة "أنصار الإسلام " التي تضم مئات من العناصر الجهادية التي تدين بالولاء لزعيم القاعدة الدكتور أيمن الظواهري .
خلال الأيام الأولى لمولدها، بث الجناح الإعلامي للجماعة كلمة لهشام عشماوي ضابط الصاعقة السابق، والمتورط فى عدد من الهجمات الدامية، آخرها هجوم الواحات الأخير، أكد فيها ولاء تنظيمه لزعيم القاعدة أيمن الظواهري، ودعا إلى ما وصفه ب"الجهاد" ضد قوات الجيش والشرطة المصرية.
ويؤكد الدكتور ناجح إبراهيم المفكر الإسلامي، أن "جماعةأنصار الإسلام " التي تبنت عملية الواحات الأخيرة تتبع تنظيم القاعدة وإن اختلفت المسميات وتربطها علاقة وثيقة بضابط الصاعقة الهارب هشام عشماوى، لافتًا إلى أنه قد يكون المدبر الأساسي للهجوم الأخير.
وأشار إلي أن القاعدة سعت لاتخاذ مقر لها فى المنطقة الغربية، مستغلة الصحراء الشاسعة والجبال التي يمكن الاختباء فيها لتنفيذ عملياتها بمصر في إطار سعي القاعدة للعودة كرقم مهم في المعادلة بعد أفول نجم تنظيم الدولة .
كان "عشماوي" أحد قيادات تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي، لكنه اختلف مع قادة التنظيم فى 2014، بسبب إصرارهم، على بيعة تنظيم داعش، وترك التنظيم بعد تنفيذه لهجوم الفرافرة، وهرب إلى ليبيا.
وداخل مدينة درنة الليبية، أنشأت جماعة «عشماوي» الجديدة، المرابطين، معسكرات لتدريب العناصر الإرهابية مستفيدة من التواجد القوي للكتائب المسلحة الموالية للقاعدة، وهو ما وفر ل"لمرابطين" أرضية خصبة للانتشار والنمو وفرصة لاكتساب عناصر قوية ومدربة ومؤهلة للعمل علي الساحتين المصرية والليبية وفي مناطق مشتعلة بغرب إفريقيا .
ولعب ضابط الصاعقة المصرية السابق هشام عشماوي، الذي خلف بلمختار فى قيادة المرابطين، دورًا مهمًا في تجهيز المقاتلين للعمل، وإعدادهم لتنفيذ الهجمات داخل مصر، وفى الدول الأفريقية المحاذية لليبيا، بعد قيادته ل"المرابطين".
ويقود تنظيم أنصار الإسلام المدعو "أبي حاتم عماد الدين عبدا لحميد"، ويرتبط يصلات تنظيمية "، بجماعة المرابطين التي يقودها ضابط الصاعقة الهارب هشام عشماوي. ويتخذ تنظيمه من جنوب ليبيا مأوى لها، وكان صديقه في سلاح الصاعقة قبل أن ينضم في 2011 إلى تنظيم أنصار بيت المقدس في سيناء قبل أن تعلن السلطات المصرية مقتله في عملية تحرير النقيب محمد الحايس .
أعلنت الجماعة الجديدة عن نفسها فى الثاني من مارس الماضي 2017، بعد انصهار كبريات الجماعات المسلحة النشطة فى الصحراء الكبرى ودول الساحل الأفريقي فى الحركة الجديدة المشكلة من: جماعة أنصار الدين، وإمارة الصحراء الكبرى (ستة كتائب تابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي)، وكتيبة المرابطون (جناح الجزائري مختار بالمختار)، وكتائب ماسنا.
من جانبه اعتبر عمرو عبدا لمنعم الخبير في شئون الجماعات الإسلامية، أن الصحراء الغربية بتضاريسها المعقدة غدت المعقل الأهم لجماعات العنف والإرهاب بعد أن ضاقت عليهم الدوائر في شمال سيناء حيث يحاول المسلحون الاستفادة من المساحة الضخمة علي 1200كيلو من المناطق الحدودية مع ليبيا وما تتيحه من وسائل حماية طبيعية لتعقيد مهمة ملاحقتهم من قبل الشرطة والجيش.
واعتبر أن وجود المسلحين في سيناء في شريط ضيق مثل رفح والشيخ زويد والعريش قد ضيق مساحة المناورة أمامهم والحق بهم خسائر فادحة مما دفعهم للبحث عن ملاذات آمنة في الدروب والتضاريس شديدة التعقيد في الصحراء الغربية مستغلين صعوبة المناطق الحدودية مع ليبيا وانعدام وسائل الاتصال وغياب الجيش الليبي وصعوبة تأمين هذه المساحة الشاسعة بشكل تام.
وأشار إلي المهارات القتالية العالية، التي يتمتع بها المسلحون لاسيما من جماعة المرابطين التي تمتلك نخبة يزيد عددها علي أكثر من 300 عناصر بينهم عدد كبير من الأجانب فضلا عن سيارات متقدمة من الدفع الرباعي بشكل يؤكد أن المواجهة بين الجماعات المسلحة والشرطة ستطول ولن تكون نهايتها قريبة.
ونبه إلي أن ما يزيد من خطورة المواقف، أن هناك احتمالات بانضمام مئات من العناصر إلي المرابطين وجنود الخلافة خلال المرحلة القادمة في ظل الهزائم التي لحقت بتنظيم الدولة والجماعات الجهادية في سوريا والعراق واليمن بشكل يتطلب من أجهزة الأمن المصرية التمتع بأعلى درجات اليقظة لمواجهة هذه التنظيمات .
الفيوم "تورابورا" الصحراء الغربية في مصر
تحولت لمركز تفريغ للجماعات المسلحة المناهضة لمؤسسات الدولة
نفوذ "الشوقيين والناجون من النار" دفعها لصدارة معسكرات تدريب المقاتلين في مصر
الظهير الصحراوي الشاسع وتنظيم حسم و300 تكفيري يهدد بتكرار سيناريو "شمال سيناء"
لعل أبرز تداعيات حادث الواحات الأخير، وما سبقه من عمليات لاسيما تفجير الكنيسة البطرسية قد لفت أنظار أجهزة الأمن علي خطورة محافظة الفيوم باعتبار المورد الأول للجمعيات التكفيرية في مصر انطلاقًا من هذه المحافظة كانت تشكل مقر لجمعيات تكفيرية واجهت الشرطة المصرية في التسعينيات ومنها جماعة الشوقيين والناجون من النار.
ونقل عن مصادر أمنية مطلعة، وجود تقارير ذات ثقة عالية بتحول محافظة الفيوم إلي واحدة من أكثر المحافظات التي تضم معسكرات تدريبية للجماعات المسلحة وذلك لأنها تتميز بظهير صحراوي كبير يُحيط بها من جميع الاتجاهات. وتشتهر ثلاثة مراكز بمحافظة الفيوم بضم عدد كبير من الإرهابيين وعناصر جماعة الإخوان، الذين يقومون بأعمال عنف وتفجيرات، وهي يوسف الصديق وسنورس وطامية.
وقد دفعت التقارير، التي تتحدث عن تحول الفيوم إلي المعقل الأهم للجمعيات التكفيرية في مصر القوات المسلحة إلي تسلّم المنطقة الصحراوية الشمالية من بحيرة قارون والتي بدأ موسم صيد الصقور بها منذ عدة أيام، للبحث فيها عن الإرهابيين الذين قاموا بتنفيذ عملية الواحات الأخيرة، حيث إنّها تقع بالقرب جدا من طريق الواحات، وصدرت تعليمات من مؤسسات سيادية بإيقاف الصيد حتى الانتهاء من تمشيط المنطقة.
وخلال شهر يوليو الماضي، تمكنت وزارة الداخلية من ضبط جماعة إرهابية تابعة لحركة "حسم" أنشأت معسكرًا تدريبيًا للشباب على تنفيذ الأعمال الإرهابية بنطاق الظهير الصحراوي لمركز سنورس، وتم تصفية 8 عناصر منهم خلال تبادل إطلاق النيران بينهم وبين الشرطة.
وفي نفس الشهر تمكنت مديرية أمن الفيوم، من تصفية عنصرين إرهابيين كانا يختبئان في منزل مهجور بقرية فانوس التابعة لمركز طامية قرب منطقة كوم أوشيم بطريق القاهرة الفيوم الصحراوي، فيما فر ثالث هاربًا. حدود "مصر – ليبيا".
أشهر العمليات الدامية في الصحراء الغربية
كمين الفرافرة واستهداف المكسيكيين وهجوم الواحات دقت أجراس الخطر
الهجوم علي رواد دير الإنباء صموئيل وكمين النقب فرضت المواجهة
1- بدأت العمليات ضد الجيش والشرطة في 19 يوليو 2014، باستهداف «كمين الفرافرة» بالكيلو 100 في مدينة الفرافرة، بمحافظة الوادي الجديد. وأسفر الهجوم حينها عن مقتل 21 من ضباط القوات المسلحة وجنودها.
2- في ديسمبر 2014 أعلن تنظيم «ولاية سيناء» مسئوليته عن قتل وليم هندرسون، خبير البترول الأمريكي بشركة أباتشي، بعد اختطافه من قلب الصحراء الغربية خلال عملية سرقة سيارات، في أغسطس من العام نفسه.
3- وفي أغسطس 2015، تحطمت طائرة تابعة للقوات الجوية المصرية أثناء مطاردة مسلحين في منطقة سترة جنوب شرقي واحة سيوة (أقصى غرب مصر)، نتيجة عطل فني مفاجئ أثناء العملية. ويومذاك قتل في الحادث أربعة من عناصر القوات الجوية وأصيب اثنان آخران.
وأعلن الجيش حينها أن «القوات تمكنت من تدمير أربع عربات للمسلحين».
4- وفي الشهر نفسه، أعلن تنظيم «ولاية سيناء» ذبح رهينة كرواتي الجنسية يدعى توميسلاف سلويتش، كان مسلحون قد اختطفوه من مدينة السادس من أكتوبر أثناء توجهه إلى عمله بأحد المواقع البترولية في منطقة الواحات.
5- أما ا الحدث الأبرز عالمياً في تلك البقعة، شهده شهر سبتمبر 2015، حين قتلت القوات المسلحة المصرية، عن طريق الخطأ، 12 شخصًا معظمهم من السيّاح المكسيكيين، كانوا في قافلة سياحية بقلب الصحراء الغربية.
6- أثناء عملية عسكرية استمرت لمدة 48 ساعة باستخدام الأسلحة الثقيلة في الظهير الصحراوي لمحافظة أسيوط، داخل الصحراء الغربية، أعلنت الداخلية المصرية مقتل 20 من العناصر المسلحة والقبض على 22 آخرين.
7- في يناير من عام 2017 استهدف هجوم مسلح كمين النقب الواقع على طريق الوادي الجديد - أسيوط السياحي، وقتل فيه ثمانية من عناصر الشرطة وأصيب اثنان.
8- في السادس والعشرين من مايو2017: هجوم مسلح على الطريق الصحراوي الغربي، استهدف عشرات الأقباط كانوا يستقلون 3 حافلات في طريقهم إلى دير الأنبا صموئيل في محافظة المنيا، وأسفر الهجوم عن مقتل 28 شخصاً وإصابة 24 آخرين.
9- وفي الواحد والثلاثين من مايو 2017 وذكرت القوات المسلحة في حينه أن «قوات برية كانت تمشّط المنطقة حينما انفجر أحد الأحزمة الناسفة الخاصة بالمسلحين » مما خلف قتلي وجرحي .
10- 20 أكتوبر: 16 قتيلاً من الشرطة في مواجهات بين الأمن ومسلحين في الواحات بالصحراء الغربية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.