رئيس شعبة الأدوية بالغرف التجارية: الشركات قادرة على تمويل القوافل وحدها.. وإفريقيا تثق فى الأطباء والدواء المصرى انطلاقًا من الدور المحورى التى تقوم به مصر تجاه أشقائها فى القارة السمراء، عبر توطيد العلاقات وفتح مجالات للتعاون المشتركة، ومشاركة منها فى تخفيف المعاناة ورفع العبء من على كاهل دول القارة التى تعانى من أزمات. أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسى قرارًا بإرسال عدد من القوافل الطبية لعدد من الدول الأفريقية كالصومال، وإريتريا وغانا وجنوب السودان، بهدف تطوير جودة الخدمات الصحية فى القارة عن طريق تنظيم قوافل طبية، وإرسال أطباء فى كل التخصصات لتلك البلاد، علاوة على توقيع بروتوكولات لتدريب الأطباء الشبان من الدول الإفريقية، وذلك فى إطار الخطة الاستراتيجية الصحية لدعم دول القارة. وتضمن القوافل الطبية إلى دول القارة السمراء، فحص العديد من الحالات، وإجراء مئات العمليات الجراحية، وتوفير كميات كبيرة من الأدوية، والمستلزمات الطبية والأغذية. الرئيس عبد الفتاح السيسى يولى اهتمامًا كبيرًا بتوطيد العلاقات مع أبناء القارة الإفريقية، خاصة أن تلك المساعدات ليس أمرًا جديدًا على مصر، فقد تم إرسال عدد ضخم من القوافل الطبية خلال الفترة الماضية إلى الصومال والكونغو وبورندى وأوغندا وتشاد وتنزانيا وقد ضمت تلك القوافل، مئات من الأطباء المصريين فى مختلف التخصصات قاموا باجراء مئات العمليات الجراحية. من جانبه أكد د. على عوف رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية ل«الصباح»، أن إرسال قوافل طبية إلى إفريقيا من شأنه توطيد العلاقات مع القارة السمراء، خاصة وأن مصر بها كوادر طبية متميزة، وهذا ما يدفع الدول الإفريقية إلى الاستعانة بالأطباء المصريين خلال السنوات الماضية، مضيفًا أن مصر رائدة فى هذا الملف، و إفريقيا من الناحية الطبية لديها مشاكل كثيرة فى الموارد، ومصر لديها وفرة فى الكوادر البشرية من الأطباء والصيادلة القادرين على مساعدة الأطقم الطبية فى إفريقيا. وأضاف عوف، أن إرسال هذه القوافل من الناحية السياسية، يؤدى إلى التواجد على الساحة الإفريقية هناك، مشيرًا إلى أن هناك أزمة، وهى أن إرسال قوافل طبية إلى هناك يحتاج لتمويلات، والوحيدة القادرة على تنظيم هذه القوافل وتحمل تكلفتها هى شركات الأدوية، وبالتالى لابد من الجلوس مع القطاعات المختلفة والاتفاق على نظام معين من أجل التواجد على الساحة الإفريقية، وهذا ما يعود بالنفع على شركات الأدوية، لأنه سيؤدى فى النهاية إلى رواج الدواء المصرى هناك. د.أحمد الروبى رئيس لجنة الصحة بالمجلس العربى الدولى لحقوق الإنسان والتنمية قال ل«الصباح»: «لاشك أن إفريقيا تمثل عمقًا استراتيجيًا لمصر، ومن الضرورى الاهتمام بكل الملفات التى تعزز التعاون بيننا وبين دول القارة جميعها على اختلاف مستوياتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية». واستطرد: «بدأ دور مصر فى إفريقيا منذ عهد الفراعنة واستمر حتى يومنا هذا فى فترات تراوحت بين الازدهار والاضمحلال، وأعتقد أن الملف الإفريقى من الملفات المطروحة على مكتب القيادة السياسية الحالية نظرًا للتراجع الكبير الذى حدث فى عهد الرئيس الأسبق مبارك وما تلاه من فترة عدم الاستقرار السياسى حتى يونيو 2014 بداية ولاية الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى فطن إلى أهمية الملف الإفريقى لتأمين ظهر الوطن ضد ما يكاد ضده من مكائد ومؤامرات من جهات معادية أو قوى الشر كما يحب تسميتها، ويمكن لمصر أن تلعب دورًا رائدًا فى تنمية الدول الإفريقية، وفى ذات الوقت تقوم بتعزيز قدراتها الاقتصادية». وأضاف:» فى مؤتمر إفريقيا 2017 الذى عقد مؤخرًا فى شرم الشيخ قام الرئيس بطرح خطة لإقامة شبكة طرق لربط دول القارة ببعضها، وتأسيس للبنية التحتية التى تساهم فى إقامة علاقات اقتصادية مستديمة مع دول القارة، وفى نفس المؤتمر عرض طارق عامر محافظ البنك المركزى المصرى فكرة عملة إفريقية موحدة على غرار العملة الأوروبية الموحدة ( اليورو).