القوى الناعمة فى القارة السمراء تعد واحدة من أهم طرق عودة العلاقات المصرية - الإفريقية، وغزوالقارة طبيا لايخدم العلاقات المصرية السياسية وحدها بل يدعم من رصيدها الإنسانى لدى شعوبها لاسيما إذا كان الهدف هو علاج قلوبهم. خلال الأيام القليلة الماضية سلطت وسائل الإعلام الضوء علي الزيارة التي أجراها جراح القلب الشهيد الدكتور مجدي يعقوب إلي إثيوبيا علي رأس طاقم طبي مكون من 27 طبيبا أجرى خلالها أكثر من 75عملية جراحية للقلب للمواطنين غير القادرين من الإثيوبيين، هذا فضلا عن سعيه لتبادل الخبرات بين البلدين فيما يتعلق بتدريب الكوادر من الأطباء الأفارقة والعمل على تبادل البعثات بين البلدين ،وذلك فى في إطار التعاون المستمر بين جمعية الدكتور مجدي يعقوب للقلب، والوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية، ومركز القلب الإثيوبي ، حيث تعد هذه الزيارة الرابعة من نوعها منذ بدء التعاون. من جانبه أكد أبو بكر حفني سفير مصر في إثيوبيا ومندوب مصر الدائم لدى الاتحاد الإفريقي، بأنه في إطار دعم علاقات التعاون بين مصر وإثيوبيا في مختلف المجالات وعلي رأسها التعاون الصحى أنشأت مصر جناحاً بمركز القلب الإثيوبي خلال العام الماضى هذا فضلا عن إقامة مركزًا لغسيل الكلى، وجناحًا لإجراء جراحات الجهاز الهضمي بالمناظير بمستشفي سان بول التعليمي (أكبر مستشفي تعليمي في إثيوبيا) ، وهو ما يؤكد أن العمل الإنساني لا يعرف الأزمات السياسية، وقد جاءت هذه الخطوة من يعقوب برغم أزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا.
ولم تكن هذه هى المبادرة الطبية الاولى فى القارة بل سبق واكد الدكتور جمال شيحة، رئيس الجمعية الإفريقية لرعاية مرضى الكبد، إن الجمعية تسعى لوضع خطة إستراتيجية للقضاء على فيروس "سي" في إفريقيا من خلال توفير الأدوية والعلاج اللازم لشعوبها.
ولايقتصر الأمر على وزارة الخارجية وحدها فى دعم أواصر العلاقات الطبية وتبادل الخبرات بين مصر والقارة ، بل هناك تواصل بين وزارة الصحة والقارة الافريقية من خلال إرسال العديد من القوافل الطبية متعددة التخصصات في كل من بلدان حوض النيل ودولها المختلفة بالإضافة لبدء العديد من مشروعات التعاون في مجال الرعاية الصحية .