إدراج مناقشة «توحيد السر» بين الكاثوليك والأرثوذكس فى المجمع كامل: إثارة أزمة توحيد المعمودية أمر مرفوض.. والإلحاح على تمريره غير منطقى يجرى الانعقاد الأخير للمجمع المقدس على صفيح ساخن، فى ظل أجواء من الانقسامات والخلافات بين الأساقفة، خاصة مع إدراج مناقشة توحيد سر المعمودية، رغم الأزمة التى شهدتها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، عقب الزيارة الأخيرة للبابا فرانسيس الأول بابا الفاتيكان لمصر فى الأول من مايو الماضى، والتى وقع خلالها مع البابا تواضروس على وثيقة توحيد المعمودية بين الطائفتين، وعدم إعادتها مرة أخرى حال انضمام كاثوليك إلى الكنيسة القبطية، مما أثار أزمة فى الوسط الكنسى، فاضطر للتراجع عن الوثيقة التى وقعها، ونشرها راديو الفاتيكان على موقعه الرسمى. وكانت «الصباح» قد انفردت بوثائق إبان زيارة البابا فرانسيس لمصر، تؤكد أن سر المعمودية لا يعاد بالفعل، وكان ذلك من خلال خطاب من المجلس الإكليريكى، وأنه يتم الاكتفاء بأخذ اعتراف الكاثوليك ورشم الميرون والمناولة من أسرار المجمع المقدس، ثم إتمام إجراءات قبولهم فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. أما الأزمة التى يشهدها المجمع المقدس، تتمثل فى رفض جانب كبير من الأساقفة لقبول معمودية الأرثوذكس، ومنهم الأنبا أغاثون أسقف مطرانية مغاغة بالمنيا، إضافة إلى الأنبا بيشوى والأنبا هدرا. مينا أسعد كامل الناشط القبطى، استنكر إثارة أزمة توحيد المعمودية للمرة الثانية، مشيرًا إلى أن المجمع المقدس كان قد رفض توحيد سر المعمودية فى جلسته قبل ثلاث سنوات عام 2014، ومن غير المنطقى الإلحاح على تمرير مثل هذه القرارات. وشدد على أن خطوة فارقة فى تاريخ الكنيسة مثل توحيد المعمودية، لا يجب أن تتم قبل محاورات عديدة بالمجمع المقدس، لأن الكنيسة القبطية كنيسة مجمعية وليست باباوية، يحكمها فرض واحد مثل الكنيسة الكاثوليكية، لافتًا إلى أن الاعتراف بمعمودية الكاثوليك يمثل اعترافًا بالإيمان الكاثوليكى المنحرف بما فيها من صكوك للغفران. أما د. كمال زاخر المفكر القبطى، فأكد أن توحيد سر المعمودية ليس أمرًا وليد اللحظة، وأنها حوارات بدأها البابا شنودة الراحل عام 1973، بالتوقيع على بيان مشترك من روما للتأكيد على أن الإيمان الكاثوليكى والأرثوذكسى يتفق فى الكثير من الأساسيات، موضحًا أن تلك الأزمة فى طريقها للحل. ولفت إلى أن الأزمة فى توحيد سر المعمودية وإن كانت مفتعلة، لكنها تكشف عن صراع فى المجمع المقدس بين البابا تواضروس الثانى والحرس القديم فى المجمع، وهو الصراع القديم الذى يتجدد مع كل خطوة يحاول فيها البابا أن يجدد فى الكنيسة القبطية، مشيرًا إلى أن الصراع المحتدم بين البابا والآباء الأساقفة خلف جدران الكنيسة لن ينتهى فى الوقت القريب.