أعلن رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية أمام جمعية العامة للأمم المتحدة التى انعقدت الأسبوع الماضى، أن قاتلى محققى الأممالمتحدة فى جمهورية الكونغو الديمقراطية، لن يظلوا بلا عقاب بعد الحادثة المؤسفة التى جرت بداية العام. وقال كابيلا «إننا مصممون على ضمان تسليط الضوء على الظروف الدقيقة لهذه الجريمة وضمان ألا يظل هذا العمل البشع دون عقاب». يذكر أن ميشيل شارب، وهو أمريكى كان منسقًا لمجموعة مراقبة العقوبات المستقلة، قتل هو وزيدا كتالان، السويدى، فى وسط الكونغو فى 12 مارس الماضى أثناء إجراء تحقيقات لتقرير مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وعلى صعيد آخر قال جوزيف كابيلا إن جمهورية الكونغو الديمقراطية «تتحرك بالتأكيد نحو انتخابات موثوقة وشفافة وسلمية»، مؤكدًا فى الوقت ذاته اعتزامه على الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة فى بلاده. خلف الستار تحاول الدبلوماسية الأمريكية استطلاع مستقبل الحياة السياسية فى الكونغو، فقد اجتمع هيرمان كوهين مساعد وزير الخارجية والسفير السابق، بالرئيس الكونغولى كابيلا مطلع الأسبوع الماضى محاولًا استطلاع رأيه حول جدية الترشح للانتخابات الرئاسية الكونغولية إلا أن كابيلا أكد أنه لا أحد يستطيع إثنائه عن الترشح وهو ما أحدث خيبة أمل ظهرت فى تدوينة على الحساب الرسمى للسفير الأمريكى السابق هيرمان كوهين. جاء نص التغريدة «وقد اجتمعت مع كابيلا يوم الخميس الماضى بناء على طلبه، ورفض إعطائى تأكيدًا بأنه لن يتقدم لرئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية مرة أخرى، خيبة أمل كبيرة». وفقًا للتقرير الذى نشره موقع «إفريقيا نيوز» فإن كابيلا يحاول العبث بالقوانين والمواد الدستورية لخلق فترة رئاسية جديدة يتولى فيها مهام إدارة بلاده وتغيير بعض القوانين التى تعيقه عن استكمال مسيرته، نظرًا لأنه يحوذ القوة العددية فى مجلس النواب _الجهة التشريعية_. دولة الكونغو تعتبر عملاق إفريقيا الوسطى، ينظر إليها العالم باهتمام، واستقرارها مهم للكثير من الدول التى تسعى للتوسع فى استثماراتها فى القارة السمراء، ففور احتدام الأزمة السياسية تدخلت الأممالمتحدة، وأرسلت قوات حفظ السلام، فى مهمة تحت اسم «أكبر مهمة لحفظ السلام فى العالم». لكن فى التاسع عشر من سبتمبر الجارى خفضت الأممالمتحدة مصاريف بعثتها، على صعيد تكلفة الوقود واستخدام الطائرة كل ذلك دون المساس بولاية البعثة ومهامها، وذلك حسب وكالة رويترز الدولية. قبل مشاركة جوزيف كابيلا الرئيس الكونغولى، فى الجمعية العمومية للأمم المتحدة كان متواجدًا فى مدينة «كانجا» فى كاساى، فى منتدى السلام وسط إجراءات أمنية مشددة، وانتقدت المعارضة الرئيسية المنتدى الذى وصفه بأنه تجمع صغير للحزب الحاكم، وحضر الاجتماع رئيس الوزراء برونو تشيبالا. وكانت منطقة كاساى الشرقية موطنًا للاشتباكات المسلحة خلال العام الماضى، وشاركت الميليشيات وقوات الدولة فى معارك أدت إلى وفيات وتشريد الآلاف، كما وردت تقارير إلى مقابر جماعية وجدت فى أجزاء من المنطقة، كما قتل اثنان من محققى ناتيوسن المتحدين فى المنطقة مما دفع النداءات الدولية إلى إجراء تحقيقات. وباعتبارها عضوًا فى لجنة حقوق الإنسان، قالت الولاياتالمتحدة إنها ستؤيد قرارًا بتشكيل لجنة تحقيق فى انتهاكات حقوق الإنسان الجارية فى إقليم كاساى بجمهورية الكونغو الديمقراطية. ورغم أن ولاية الرئيس الكونغولى انتهت قانونًا فى 2016 إلا أنه فعليًا ما زال جوزيف كابيلا يحكم البلاد فعليًا مؤكدًا أنه لا انتخابات رئاسية قبل عام 2018.