تحتوى على 50 معدنًا ثمينًا أهمها الكوبالت والألماس والنحاس من أقبح ما أنتجته البشرية من أفعال هو الاحتلال، لضمه أبشع الصفات والجرائم من قتل وسرقة بالإكراه وتحت تهديد السلاح وتعرف إفريقيا هذا الإحساس القهرى جيدًا، فالغزاة الذين نشروا بارجاتهم العسكرية بكل أقطارها مازالت معالمهم واضحة، وأظهروا الكثير من القسوة أثناء فترات نهبهم لثروات تلك البلاد. ولعل الكونغو الديمقراطية أحد أهم الدول التى تعرضت للاحتلال واستنزفت ثرواتها عبر العديد من العصور، وأعاقتها الاضطرابات السياسية من الوصول إلى حلم التقدم والاستقرار السياسى والاقتصادى، ولكن بعض المحاولات يمكن دعمها للوصول بالبلاد إلى الطريق المرجو. وللإجابة على التساؤلات الخاصة بالدافع الذى شجع دولة مثل بلجيكا لاحتلال الكونغو، وما هى الثروات التى يمكن للكونغو استغلالها للتطوير، وكيفية توزيع تلك الثروات.. سنتحدث أولًا عن بعض المعلومات الخاصة بتلك الدولة الهامة فى إفريقيا. الموقع والمناخ من حيث الموقع، فالكونغو تقع وسط إفريقيا، شمال شرق أنجولا، بمساحة إجمالية: 2345410 كم2، وساحل طوله: 37 كم، وتتوزع حدودها مع عدد من الدول هى (أنجولا، بوروندى، إفريقيا الوسطى، رواندا، السودان، تنزانيا، أوغندا، زامبيا) وتمتاز بمناخ استوائى حار ورطب فى منطقة حوض النهر الاستوائى، بارد وجاف فى المرتفعات الجنوبية، بارد وماطر فى المرتفعات الشرقية. الكونغو كنز الثروات المعدنية على الرغم من تمتع الكونغو بثروات ضخمة إلا أن هناك بعض التعثر الاقتصادى، فشهدت البلاد تدهور اقتصادها بدرجة كبيرة منذ أواسط الثمانينيات، فمع وجود حكومة جديدة اعتمدت سياسة مالية متشددة تسببت فى زيادة معدل التضخم. وتسببت الاضطرابات الأمنية هناك فى ضياع بعض المكاسب التى تحققت، بسبب ما قام به المتمردون فى الجزء الشرقى للبلاد فى أغسطس 1998، فأخذت الحرب فى دهس عائدات الحكومة بشكل كبير مما زاد الديون الخارجية، ونتيجة للصراع شهدت التجارة الخارجية نقصًا حادًا بالمشاريع بسبب الضبابية التى انتشرت. وتهالكت البنية التحتية وساد الغموض على النظام القانونى وتزايدت نسب الفساد، حتى تدخلت بعثات من صندوق النقد الدولى والبنك الدولى وساعدت الحكومة هناك. 50 معدنًا هو عدد ما تمتلكه الكونغو من احتياطيات هامة من المعادن، تم فقط اكتشاف «نحاس - كوبالت - فضة - يورانيوم - رصاص - زنك - كادميوم - ألماس - ذهب - قصدير - تنجستن - منغنيز إضافة إلى معادن نادرة مثل الكولتان». يتميز البلد باحتوائه على كميات هامة من الألماس إضافة إلى أنه يحتوى على ثانى أهم احتياطى عالمى من النحاس المستكشف على كوكب الأرض ويبلغ 10فى المائة و50 فى المائة من الكوبالت. ما تلقاه الغرب للصمت عن إفقار الكونغو وفى كتابها «على خطى السيد كورتز» قالت الصحفية البريطانية ميشيلا رونج «وظلت زائير ترزح تحت حكم موبوتو لمدة32 عاما وهو ينعم بمظلة تأييد فضفاضة إذ تغاضت أمريكا وفرنسا وبلجيكا عن فظائعه من اجل عيون الذهب والنحاس والكوبالت وليذهب شعب زائير إلى الجحيم، طالما أن مناجم البلاد مشروعة الأبواب لقوافل اللصوص المحترفين». شكلت حركة الصادرات مصدر دخل هام للبلاد فتنوعت تلك الصادرات بين الألماس، النحاس، البن، الكوبالت، النفط الخام لدول: بنيلوكس وهى اختصار لاتحاد دول بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ بنسبة 52فى المائة، الولاياتالمتحدة بنسبة 14فى المائة، جنوب إفريقيا بنسبة 9فى المائة، فنلندا بنسبة 4فى المائة زيارة لرئيس الوزراء الكونغولى حملت أرقامًا هامة فى العام 2016 كان لماتاتا بونيو مابون رئيس وزراء الكونغو الديمقراطية زيارة للقاهرة زار خلالها جامعة القاهرة وقال كلمة جاء فيها أنه ينتظر من الشباب تحويل إفريقيا من قارة واعدة إلى قارة ثرية ومزدهرة. فهم مهتمون بنقطتين أساسيتين.. الأولى صحوة الشباب الضرورية لدعم صحوة إفريقيا، والثانية: القيادة القوية والمتجددة من أجل إفريقيا متطورة والتى لابد أن تبنى مسار التنمية الدائمة». فإفريقيا تطرح فرصًا كبيرة، وثرائها متعدد الأبعاد، نظرًا لوجود أكثر من عشرين دولة ذات تنوع عرقى موجود بها، مشيرًا إلى أنه لا يوجد قارة تحتوى على ديانات ولغات عديدة كإفريقيا، ومنذ سنوات يحتل تعبير «قارة الفرص» الفضاء السياسى والإعلامى ويدفع إلى نسيان الصورة السلبية للقارة الإفريقية بأنها قارة الأزمات، فانتهت إفريقيا التى كانت على حافة العالم، فبعد إفريقيا التى تحررت من الاستعمار وإستراتيجيات التنمية، وخمسة أجيال منذ بداية الحروب والأزمات، فها هى إفريقيا التغيير وانطلاق البلاد الإفريقية، وبصفة خاصة بلاد الصحراء الغربية. موضحًا أن بلاده نجحت فى تقليل معدلات التضخم من 10 فى المائة إلى 0٫891 فى المائة فى عام 2015، كما ارتفعت معدلات الإنتاج القومى إلى 5.9 فى المائة، مما أدى إلى صعود الكونغو الديمقراطية للمرتبة الثالثة بين البلدان ذات الاقتصاد الأكثر نشاطًا فى العالم. وأوضح أن دخل الفرد بالكونغو قد ارتفع بشكل ملحوظ، حيث زاد من 4.149 دولار عام 2001 إلى ما يقرب من 600 دولار فى عام 2015، حيث ارتفع متوسط دخل الفرد إلى أربعة أمثال، كما انخفضت نسبة الفقر التى بلغت فى عام 1990 ما يقرب من 80 فى المائة، حيث بلغت فى عام 2012 ما يقرب من 4.63 فى المائة، ومن المنتظر أن يبلغ 40 فى المائة عام 2020 وأضاف أن نسب الالتحاق بالتعليم الابتدائى قد شهدت ارتفاعًا ملحوظًا، حيث بلغت معدلاته 5.90 فى المائة عام 2012، مشيرًا إلى أن هذا التقدم يشير إلى تحسن ملحوظ فى نظام التعليم بالكونغو، والذى يأتى انعكاسًا لزيادة دعم الموازنة لصالح قطاعى التعليم والصحة اللذين ارتفعا بين عامى 2010، و2014 على التوالى من 9 فى المائة إلى 4.16 فى المائة ومن 4.1 فى المائة إلى 3.7 فى المائة. وأكد أن النجاح فى تنفيذ السياسات الاقتصادية يعتمد على مصداقية المؤسسات والقائمين عليها، وكذلك على جودة القيادة وحسن إرادتها الذى يتجلى فى إدارة الشئون العامة للبلاد.