400ألف جنيه سعر كيلو الهيروين الخام والتجار يحولونه إلى10 كيلو مغشوش 50مليون قرص مخدر تم ضبطها خارج الحدود تحليل المخدرات المفاجئ للسائقين يشوبه عوار وقريب اً الكشف على الجميع الحملات مستمرة للقضاء على منطقة «السحر والجمال » بعد شهرين من إنشاء قطاع مكافحة الجريمة المنظمة لملاحقة عصابات تهريب السموم وتجارة الأعضاء البشرية ومافيا الإتجار فى البشر والهجرة غير الشرعية، بات من الواضح أن الإدارة الجديدة حققت انتصارات جيدة فى مجال مكافحة تلك الجرائم، وهو ما دفعنا لمحاورة اللواء أحمد عمر عبدالوهاب مساعد وزير الداخلية لمكافحة المخدرات والجريمة المنظمة، الذى كشف لنا عن الكثير من جهود الإدارة الجديدة خصوصا بعد تطوير منظومة مكافحة المخدرات داخل مصر وخارجها قبل عبور الحدود. كاشفًا عن جهود الأمن، نجحت فى ضبط مخدرات قيمتها 5 مليارات جنيه فى أقل من عام، مشيرًا إلى أن القضاء على بؤر تجارة المخدرات الخطرة حد كثيرًا من نشاط المتاجرين بالمخدرات معتبرًا أن الباقين فى سوق المخدرات حاليًا هم «فلول التجار»، كما كشف عن وجود نية للكشف بتحليل المخدرات على جميع السائقين وأصحاب المركبات فى مصر قريبًا.. وإلى نص الحوار: * كيف تُقيّم أثر جهود الوزارة فى مكافحة المخدرات؟ - الضربات المتلاحقة لتجار الكيف حرّمت أصحاب المزاج من الاصطباحة التى اعتاد الخطرون أن يبدأوا بها يومهم. فقد نجحنا فى كشف أخطر مسارات تجارة المخدرات فى مصر، وسيطرنا عليها، وتم القضاء على أهم بؤرها فى قرى المثلت الذهبى بالقليوبية، كما أن الحملات مستمرة للقضاء على منطقة «السحر والجمال»، ولم يتبق فى السوق سوى فلول التجار ونحن نتابعهم. ومن المستحيل أن تتكون بؤر إجرامية جديدة لتجار الكيف، وتمارس إجرامها كما كان فى السابق مثل «الباطنية»، والمثلث الذهبى. كما ارتفاع أسعار المخدرات فى الأسواق دليل على مجهودات الأمن التى تحد أيضًا من خسارة الاقتصاد. * ما سبب إنشاء قطاع مكافحة الجريمة المنظمة بقرار من الوزير قبل شهرين؟ - وزير الداخلية رجل ذكى ويقدر خطورة الجرائم المنظمة على أمن البلاد وسلامة الشعب المصرى، لذلك درس الفكرة وكلف عددًا من مساعديه ببحثها، وانتهى إلى ضرورة إنشاء هذه الإدارة والتى شرفت بإسناد إدارتها لى. * وما نوعية الجرائم المنظمة التى تتولى أنت ورجالك مكافحتها؟ - الجريمة المنظمة يقصد بها الجرائم التى تديرها عصابات منظمة ودولية مثل تهريب المخدرات والهجرة غير الشرعية والإتجار فى البشر وتجارة الأعضاء. والحمد لله ظاهرة تورط الأطفال فى الإتجار بالمخدرات تتقلص بفضل تحسن الوضع الأمنى، لكن الجرائم المنظمة متشابهة حيث التخطيط وكيفة التنفيذ فالعصابات غالبًا ما تستخدم الروبوت الصحراوى. والبحار فى تنفيذ عمليات التهريب، وقد تقوم فى بعض الأحيان بتهريب المخدرات ذهابًا، وفى العودة تتاجر فى البشر وتصب فى النهاية فى خدمة الإرهاب، تمول عوائد هذه التجارة غير الشرعية صراعات عسكرية بين الدول. * كيف ترصدون محاولات تهريب المخدرات إلى مصر؟ - تهريب المخدرات إلى مصر يتوقف على نوع المخدر نفسه، فمخدر عقار الترامادول مثلًا يتم جلبه بكميات كبيرة إلى البلاد من قارة آسيا داخل الحاويات التى تُشحن فى السفن والمراكب، لكن حاليًا، التهريب عبر الموانئ عملية صعبة، والمهربون يلجأون إلى خطة تمويه، بنقل الترامادول من بلد المنشأ، ثم المرور على عدد من الموانئ، مع تغيير خطوط السير أكثر من مرة، فالحاوية تخرج من بلد المنشأ ببوليصة شحن، ويتم إنزالها فى بلد ما، وتحرر لها بوليصة شحن دولة أخرى، حيث يتم إنزال الحاويات فى ثلاث أو أربع دول، قبل إنزالها فى الموانئ الليبية، حيث يتم التهريب من ليبيا إلى البلاد على دفعات عبر الصحراء الغربية. * بعد نجاحكم فى ضبط كميات كبيرة من الحشيش ما هى دول المنبع لهذه التجارة؟ - الحشيش يتم تهريبه بالأطنان (الضبطيات ما بين الطن والثلاثة أطنان)، لكن من بلد منشأ مختلف، وهو يأتى فى الأصل إما من لبنان أو المغرب، وفى الحالتين، يسير المهربون به فى أعالى البحار بعيدًا عن الحدود المصرية، وعن القوات البحرية، فيسيرون به فى البحر المتوسط على مسافة تبعد عن الشواطئ 200 ميل، حتى يدخلوا به ليبيا بنفس طريقة إدخال الترامادول، ثم يدخل على دفعات عن طريق الصحراء، وعلى جانب آخر كان يتم تهريب الهيروين والكوكايين من إسرائيل والأردن، لكن الآن تهريب المخدرات من الحدود الشرقية أقل. وطريقة التهريب بالنسبة للعصابات، تحتاج إلى إمكانيات، وتحتاج تشكيلات عصابية من عناصر دولية من عدة جنسيات. كما تحتاج أساليب التهريب إلى إنفاق كبير. وبالنسبة لهم يستحق فالحصول على الأرباح الخيالية يبرر المغامرة. * وكيف يتم رصد شركائهم فى الداخل؟ - لا توجد مخدرات تهرّب إلى دولة دون مشاركة أبنائها، حتميًا يجب أن يكون هناك طرف فى مصر يستقبل البضاعة، لترويجها فى الأسواق، وهناك مستجد آخر يتمثل فى أن عناصر من الجنسيات العربية الموجودة حاليًا فى البلاد ينشطون فى مجال تهريب المخدرات، للترويج داخل البلاد، فى الثلاثة أعوام الأخيرة. وذلك نتيجة نزوح كثير من العرب إلى البلاد، ومنهم مهربو مخدرات فى الأصل، دخلوا إلى البلاد بشكل أو بآخر، ونشطوا داخل البلاد. * وماذا عن مهربى الهيروين والكوكايين؟ - الكوكايين يأتى فى الغالب بصحبة الركاب فى الموانئ والمطارات، وأقصى كمية تم ضبطها فى الكوكايين 7 كيلو. والهيروين يأتى عبر البحر الأحمر، ويتم إنتاجه فى أفغانستان، وخط سيره هو الخليج العربى ثم خليج عدن ثم البحر الأحمر، وبعض اليمنيين لهم دور فى تهريب الهيروين، إذ تأتى الشحنات من أفغانستان عبر خليج عدن، ويستخدم المهربون دولة اليمن كبلد «ترانزيت»، وساعد على ذلك فى الآونة الأخيرة المشاكل الأمنية المعروفة فى اليمن، فيتم تخزينه هناك ثم يعاد تهريبه إلى الشواطئ المصرية. * ولماذا يغامر مهربو الهيروين بإدخاله إلى مصر رغم التصدى الدائم لمحاولاتهم؟ - كيلو الهيروين فى أفغانستان ثمنه حوالى 25 ألف دولار، أى 400 ألف جنيه مصرى بالسعر الحالى للدولار. لكن يباع فى مصر الكيلو ب80 ألف جنيه، بعد غشه داخل البلاد، فالتاجر الذى يجلب الهيروين ب400 ألف جنيه إلى جانب مصاريف النقل والتخزين والمصروفات الأخرى التى تدفع حتى يمر المخدر من تاجر الجملة للتجزئة للقطاعى. يجب أن يبيعه ب600 ألف جنيه، لكن السوق المصرية لا تتقبل هذا السعر، لذا يتم غشه، ويتم ذلك باستخدام أدوات بسيطة دون ورش أو معامل، فالمخدر يأتى فى صورة مسحوق، وتضاف إليه أيضًا مادة لزجة ليتماسك ثم يتم كبسها لتخرج على شكل الأقراص المعروفة بأكليشيهات محلية الصنع، كالتى تظهر فى القضايا المضبوطة، ويصبح الكيلو عشرة كيلو بعد إضافة مكملات غذائية نباتية وحيوانية وأحجار مطحونة وأدوية مسكنة. وكما قلت فالربح يدفعهم للمغامرة. * وهل هناك تنسيق دولى لضبط مهربى المخدرات؟ - التنسيق يبدأ من خارج البلاد لأن هؤلاء التجار عصابات دولية تضم عدة جنسيات، وتبادل المعلومات بين الدول ضرورى فى مكافحة المخدرات. وعلاقاتنا مع العالم فى إطار الاتفاقات الدولية والثنائية أيضًا. تحقق ضربات استباقية ومكافحة للمخدرات من منابعها قبل دخولها البلاد، لكن إذا وصلت إلى الحدود المصرية فيكون هناك تنسيق كامل مع حرس الحدود والقوات البحرية، وهو تنسيق ممتاز على كل المستويات. * وماذا عن المخدرات التى تدخل البلاد؟ - فى المائة80 من المخدرات تدخل عبر المنافذ غير الشرعية. لكنها تدخل أيضًا من المنافذ الشرعية مثل المطارات والموانئ والأكمنة الحدودية، إذ تحاول العصابات إيجاد ثغرة فى الميناء لإدخال حاوية بها ترامادول أو حشيش، ومنها ما يدخل بصحبة الركاب، ويتم التنسيق فى هذا الشأن مع أمن الموانئ والجمارك، ولدينا أجهزة فى كل الموانئ للكشف عن المخدرات، فضلًا عن وجود اتفاق بين أجهزة وزارة الداخلية ممثلة فى الأمن الوطنى والمخدرات وأمن الموانئ، ولجان أمنية لفحص كل الشاحنات وحاويات البضائع التى تدخل الموانئ، وهذا التنسيق والانسجام جعل للموانئ المصرية لها هيبة على مستوى العالم، فضلًا عن أن المهرب يتفادى المرور فى قناة السويس، لأنه يعرف تمامًا، أنه لو عبر بالقناة سيتم ضبطها حتى وإن كانت موجهة لدولة أخرى كما حدث فى قضية الحاويات الأخيرة. * وكيف تم اكتشاف عملية تهريب الحاويات الأخيرة؟ - الحاوية التى ضُبطت فى ميناء شرق التفريعة ببورسعيد لم يقصد المهربون إنزالها فى مصر، وهذا لم يكن خط سيرها، وكانت قادمة من الهند موجهة لتركيا، لكن عندما توافرت لنا المعلومات، تم استئذان النائب العام، لإنزال هذه الحاوية وتفتيشها، رغم أن السفينة كانت تحتوى على أربعة آلاف حاوية، ولها خريطة ترتب بها الحاويات بشكل معين حسب أولوية النزول، فكانت الحاوية فى قاع السفينة، وشركة نقل الحاويات تعاونت معنا بشكل تام وفقًا لإذن النائب العام، الذى يستند إلى اتفاقات دولية تنص على أنه إذا كانت هناك مواد خطرة أو مخدرات يتم التفتيش، وللأسف الشديد فإن القائمين على عمليات الجلب مصريون ولهم شركات فى إسطنبول، وعمليات التهريب تمت باسم شركاتهم، وتم ضبط 25 مليون قرص مخدر بها. * وهل تم اكتشاف عمليات مماثلة خارج الحدود؟ - نعم، فقد تم ضبط حاويتين أخريين فى ميناء مصراتة الليبى، فمن خلال المتابعة والمعلومات علمنا أن هناك حاويتين نجحتا فى العبور ووصلتا إلى ميناء مصراتة، وتم التنسيق بين وزارة الداخلية ممثلة فى الأمن الوطنى وإدارة التعاون الدولى مع السلطات الليبية وتم ضبط الحاويتين هناك. وكانتا تحويان 50 مليون قرص مخدر، وتبين أن التشكيل العصابى 9 متهمين تم ضبط 7 منهم بالإضافة إلى شخص ليبى يستقبل تلك الشحنات هناك ويتولى عملية تخزينها وإعادة تهريبها إلى البلاد عبر الصحراء. * ما حجم الأموال التى يخسرها الاقتصاد المصرى بسبب المخدرات؟ - يمكن أن تحسب هذه الأموال من خلال ما ضبط مؤخرًا، حيث تم إحباط تهريب 26 طن حشيش خلال عام بحوالى 2 مليار جنيه، وضبط 250 مليون قرص ترامادول بنحو 2 مليار جنيه، ومخدرات أخرى بحوالى مليار جنيه، مما يعنى أن المصريين ينفقون نحو 5 مليارات جنيه سنويًا على الكيف. * وهل تحليل دم السائقين للكشف عن تعاطيهم المخدرات حد من الظاهرة؟ - تحليل المخدرات المفاجئ للسائقين يشوبه عوار، وقريبًا سيصدر قانون لإقرار التحليل أثناء الترخيص أو التجديد. * هل نحن دولة مستهدفة كسوق لتجارة المخدرات؟ -الموقع استراتيجى لمصر، ووجودها على بحرين كبيرين، وسيطرتها على ممر مائى (قناة السويس)، يجعلها معبرًا مهما للتجارة العالمية بفضل موقعها. وبالتالى فالمهربون يستهدفون مصر كدولة عبور للمخدرات، خاصة العبور بعقار الكبتاجون الذى يقع عليه طلب عالٍ فى السعودية ودول الخليج، وينتج حاليًا فى سورياولبنان، ويحدد عبوره عن طريق البحر الأحمر أو الموانئ أيضًا إلى السعودية، ونكافح بجد هذه المسألة وضبطنا كميات ضخمة من هذا العقار، ونتلقى إشادات بصفة دورية من جهات المكافحة فى الدول العربية.