رمز من رموز الوطن وأبطالها، وصاحب فكرة غلق مضيق باب المندب فى حرب أكتوبر، لم يتوان عن خدمة وطنه خاصة فى ظل اليأس الذى دب فى نفوس المصريين من بعد نكسة 1967، فريق بحرى مصرى كان سببًا من أسباب انتصارنا 1973، واستطاع إقناع وزير الدفاع بخطته فى إغلاق المضيق، هو أيضًا عضو الصالون البحرى المصرى ورئيس العمليات البحرية فى حربى الاستنزاف، إنه الفريق بحرى فخرى أشرف رفعت قائد القوات البحرية (1976 – 1978) الذى وافته المنية. ولد الفريق بحرى أشرف رفعت فى محافظة بنى سويف، وانضم للدفعة الأولى بحرية 1946 ودرس بالاتحاد السوفيتى 1962وزمالة كلية الحرب بأكاديمية ناصر العسكرية 1969 ثم شارك فى حرب 48 وتقلد مناصب قائد لواء المدمرات - قائد قاعدة الإسكندرية البحرية - قائد تشكيل البحر الأحمر- رئيس شعبة التدريب البحرى ورئيس شعبة العمليات البحرية ( 69 – 1976) وقائدًا للقوات البحرية(76 - 1978). وفى 2 يناير 2014 صدق المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية على منحه رتبة الفريق فخرى تقديرًا للدور الذى قام به فى الإعداد والتخطيط والتجهيز للعمليات التى قامت بها القوات البحرية أثناء توليه رئاسة شعبة العمليات البحرية اعتبارًا من 20 سبتمبر 1969، وذلك خلال حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973، مما كان له أكبر الأثر فى تكامل قدرة القوات المسلحة لتنفيذ خطة تحرير سيناء، وتولى بعدها قيادة القوات البحرية فى 14نوفمبر 1976. يروى الفريق أشرف رفعت أن فكرة إغلاق المضيق لم تأت من فراغ، فقد كانت جزءًا من خبراته البحرية بعد النكسة، مع تعيين الفريق أول محمد فوزى وزيرًا للحربية، والذى استدعانى، وكنت قائد قاعدة الإسكندرية البحرية وأمرنى بضم وحداتنا البحرية بالبحر الأحمر التى حددت حركتها بغلق قناة السويس وعدم مقدرتها على دخول الأحواض للعمرة فى السويس لأنها أصبحت فى مرمى طيران العدو لتشكيل (أسطول البحر الأحمر ). ويضم المدمرتين السويس والفاتح، والفرقاطة رشيد ولانشات صواريخ وطوربيد وغواصات وتمركزنا فى قاعدة رأس بناس جنوبًا بعيدًا عن مدى طيران العدو وأمرنا بالتوجه لميناء الحديدية باليمن الجنوبية آنذاك للتدريب الذى استغرق عامًا، وقد اقتنع قادة اليمن بعملنا لأننا ندرس سواحلهم وأعماقها وموانعها ونوفر معلوماتها لهم، وكانت فرصة جيدة للتدرب المركز ورمايات مدفعية على الجزر المهجورة، وقد استطلعتنا طائرات أمريكية لدهشتهم من تواجدنا بعيدًا عن جبهات القتال، فكانت فرصة للتدريب على التمويه عليها لإخفاء معداتنا، كما كنا بالقرب من موانئ بورسودان وباكستان والهند لإجراء (العمرات الدورية). ويكمل الفريق بحرى أشرف رفعت قائدًا للقوات البحرية( 76 - 1978) عندما توليت رئاسة عمليات القوات البحرية 1969 ثم الإعداد لمعركة النصر بدأ من 1972أعددت تقريرًا بالفكرة للفريق أول أحمد إسماعيل على وزير الحربية وقائد نصر أكتوبر فاعترض عليها لبعد المسافة 1200 ميل بحرى، وصعوبة تأمين الوحدات البعيدة فذهبت للواء محمد عبدالغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات (وزير الحربية 74 – 1978 )، وشرحت له الفكرة على الخرائط واقتنع فصحبنى للوزير وشرحنا له الفكرة حتى وافق عليها. واستكمل أنه تم الإعلان عن سفر الوحدات لعمل عمرة فى أحواض باكستان وللتمويه أرسلنا قبلها على سفن أجنبية صناديق كبيرة مكتوب عليها قطع غيار للبحرية المصرية فالعدو سيتابع ذلك أو تبلغه هذه شركات النقل الملاحية نفسها ليعرف أنها معدات تحتاج صيانة، ولم يكن بها شىء ذو أهمية، لكنه جزء من خطة الخداع وفى الموعد المناسب سافرت الوحدات، وفى 6 أكتوبر مارست دورها فنحن لأول مرة نستخدم العمق الاستراتيجى البحرى، فكما حدد المفكر العسكرى الصينى صان تزو من 500 ق.م بأن مبادئ الحرب تستلزم تحديد الهدف والعمل الهجومى والتعاون بين القوات المشتركة والتوزيع السليم للقوة ومفاجأة العدو بالوقت والفكرة واتجاه الهجوم والخداع والتمويه كما نجحنا فى ذلك. وحسبما حدد الأدميرال «ماهان من البحرية الأمريكية1914أن المهمة الرئيسية للقوة البحرية هى إحراز السيطرة على البحار لحرمان العدو من استخدامها للنقل البحرى التجارى أو للتحركات العسكرية، وتوفر القوة البحرية حرية وأمن الإبحار لوحداتنا ولسفن الأسطول التجارى بما يخدم القتال، ومعاونة القوات البرية وأهمها (الحصار البحرى للموانئ وقواعد العدو البحرية لمنع خروج وحداته مما يتطلب درجة عالية من التفوق كما يصعب تنفيذه مع التدخل الجوى المعادى ويمكن تحقيق الهدف باستخدام الألغام البحرية والغواصات، وقد أصبحت جميع أعمال القتال البحرى الحديثة تحتاج تعاونًا مع القوات الجوية. وبعد الحرب والنصر جاء قائد البحرية البريطانية وبعده رئيس أركان البحرية الأمريكية ليقابلا الرئيس السادات وقالا له إن البحرية المصرية قامت بعمل من أعمال أساطيل الدول الكبرى.