مصر طلبت إبعاد «جوفرين » مؤقتاً بعد رصد تحركاته واتصالاته المريبة بالسياسيين والشخصيات العامة القاهرة رفضت طلب إسرائيل بدعوة رئيس حكومتها لزيارة مصر.. وردت: لا نرحب فى الوقت الحالى «تل أبيب» ل«البيت الأبيض»: القاهرة لا تسمح بتوطيد العلاقات وتسعى إلى تجميدها وتعيق زيارات المسئولين فجأة ودون مقدمات أعلن الكيان الصهيونى المحتل منتصف فبراير الماضى عن رحيل ديفيد جوفرين السفير الإسرائيلى الثالث عشر من القاهرة، دون إبداء وزارة الخارجية الإسرائيلية أى تعليق حول انسحابه من مصر، هذا الإعلان فتح بالطبع باب التكهنات على مصراعيه، فهناك من أكد أن السفير لم يكن موجودًا بالقاهرة من الأساس منذ نهاية 2016، وأن إعلان رحيله جاء متأخرًا، وذلك ردًا على تصويت مصر بمجلس الأمن ضد بناء المستوطنات الإسرائيلية فى ديسمبر 2016، وهناك من زعم أن القرار المفاجئ سببه أن السفير تلقى تهديدات من جهات مجهولة تؤكد أن حياته والعاملين بالسفارة فى خطر فقررت الخارجية الإسرائيلية سحبه لأجل غير مسمى، وغلق مكاتب السفارة، وحتى هذه اللحظة لم تخرج معلومة رسمية واحدة لتوضيح حقيقة الأمر. ومن خلال مصادر دولية على صلة وثيقة بدائرة صناعة القرار داخل وزارة الخارجية الإسرائيلية نكشف الأسباب الحقيقية للرحيل المفاجئ لسفير الكيان الصهيونى المحتل بالقاهرة فى السطور المقبلة.
أعلنت أجهزة الأمن الإسرائيلية فور سحب السفير من القاهرة فى فبراير الماضى أن السبب يعود إلى مخاوف أمنية فقط دون ذكر أى تفاصيل أخرى، حيث غادر السفير إلى تل أبيب ليمارس مهامه من القدس، وذلك بعد أربعة أشهر فقط من توليه المنصب فى القاهرة. خلفًا للسفير السابق إسحاق لفنون الذى غادر بعد شهور من عملية اقتحام السفارة بمقرها القديم ديسمبر 2011 بصبحة 80 موظفًا من طاقم العاملين، حيث تم إعادة فتح السفارة بعدها بأربع سنوات فى سبتمبر 2015. وبشكل عام ترى وسائل الإعلام الإسرائيلية والمحللون، أن المخاوف الأمنية قلصت البعثات الدبلوماسية التابعة للسفارة بشكل كبير، لذا باتت تباشر عملها بصورة طبيعية من تل أبيب. وذلك بعد عدد من العمليات الإرهابية التى وقعت فى مصر منذ مطلع العام الماضى 2016. حيث قرر جوفرين خوض مهامه من بعيد. وكان السبب المعلن هو حماية الدبلوماسيين فقط العاملين فى السفارة، لكن الأسباب الحقيقية وراءها الكثير من السيناريوهات غير المعلنة حتى التوقيت الحالى. سحب السفير تشير التقارير والمعلومات أن مصر كانت وراء اقتراح سحب السفير بصورة مؤقتة، وذكرت معلومات فى هذا الشأن صادرة عن مصادر غير رسمية أنه كان هناك اتفاق مسبق بين مسئولين فى القاهرة وتل أبيب، لأسباب عدة منها رصد تحركات استخباراتية للسفير الإسرائيلى فى القاهرة واتصالات لها أبعاد تتعلق بالجانب المصرى حيث أجرى اتصالات بعدد من الشخصيات السياسية، لذا طالبت السلطات المصرية بنقله إلى تل أبيب بصفة مؤقتة. وهناك جانب آخر من التحليلات يشير إلى أن مغادرة ديفيد جوفرين جاءت بعد أن شعرت إسرائيل أن هناك تهديدات أمنية يتعرض لها طاقم السفارة فى مصر لا سيما بعد العديد من العمليات الإرهابية التى تم تنفيذها بصورة متكررة خلال الشهور الأخيرة، وزعمت تقارير إسرائيلية أن التقارب بين حماس ومصر كان سببًا فى غضب حكومة الكيان الصهيونى مما دفعها لاتخاذ قرار بسحب السفير كصورة من التصعيد لكن تلك التكهنات كانت الأقل ترجيحًا بين السيناريوهات التى تم طرحها على موائد المحللين. السفير الذى عرف بعشقه للزعيم عادل إمام، منذ توليه العمل بالسفارة فى التوقيت الضئيل كانت هناك تأكيدات عن ممارسة مهامة دون إنشاء أى مقر للسفارة فى مصر وتحديدًا من الفيلا التى يسكن بها بالتجمع الخامس. وهناك الكثير من المعلومات التى ترددت فى هذا الجانب كانت أيضًا من مصادر غير رسمية حول ما دار فى الكواليس أن حكومة الكيان الصهيونى طلبت من مصر توجيه دعوة لزيارة نتنياهو للقاهرة غير أن الجانب المصرى قال إن تلك الزيارة غير مناسبة فى التوقيت الحالى.. وإلى جانب ذلك تم تعليق أى زيارات لمسئولين إسرائيليين لمصر فى التوقيت الحالى، حتى أن حكومة الكيان الصهيونى لجأت إلى واشنطن للتحدث حول هذا الأمر مشيرة أن مصر لا تسمح بتوطيد العلاقات وتعمل على إعاقة تطويرها وتسعى لتجميدها. ومنذ تولى جوفرين عمله لم يتواجد فى القاهرة بصورة دائمة، بل كان يتردد عليها من وقت لآخر ويباشر عمله من القدس، وفى كثير من الأحيان كان القائم بأعمال السفير يتابع الأعمال وينقلها بصورة مباشرة إلى السفير، حيث كان يقضى السفير أسبوعًا فى القاهرة وآخر فى تل أبيب. مخاوف أمنية التحليلات الإسرائيلية فى هذا الجانب لم تطرق إلى قضية سحب السفير فقط، وإنما ربطتها بمعاهدة السلام التى وقعت فى عام 1973 قبل اغتيال الرئيس المصرى الراحل أنور السادات، وزعمت التقارير أن تبادل البعثات بين القاهرة وتل أبيب دائمًا ما يتم بوتيرة مستقرة. وتتمتع البعثات الدبلوماسية المصرية بإقامة مستقرة فى تل أبيب، وقد دفع هذا الأمر العديد من المحللين الإسرائيلين ليربطوا قضية سحب السفير بعملية السلام الهادئ بين الكيان المحتل ومصر. حيث وصف عدد من المراقبين أن عملية السلام الكامل بين الشعبين لم تتحقق بالشكل الذى تتطلع إليه حكومة الكيان الصهيونى منذ توقيع اتفاقية السلام. باستثناء أن الولاياتالمتحدةالأمريكية هى الدافع الوحيد وراء حرص مصر للحفاظ على إقامة علاقة جيدة مع الكيان الصهيونى لتحسين مكانتها فى واشنطن حيث تعتبر إسرائيل بوابة لصناع القرار - وفقًا للمزاعم الإسرائيلية- علاوة على مساندة مصر فى الكونجرس الأمريكى الذى يتعاطف بشكل دائم مع الكيان الصهيونى. ويرى عدد من المحللين الإسرائليين أن المصريين لا يريدون تطبيع العلاقات مع إسرائيل بسبب عدة جبهات منها النخبة والتى تسيطر بشكل كبير على الإعلام فى مصر وتوجيه جانب غير قليل من خطابتها ضد حكومة الاحتلال، إلا أن مسئولى السياسة الخارجية بمصر يريدون الحفاظ على السلام ولكنهم ليسوا مهتمين بتطبيع كامل للعلاقات مع إسرائيل. بالتزامن مع رحيل جوفرين..! وقبل شهور من رحيل السفير الإسرائيلى زعمت مواقع استخبارات إسرائيلية أن هناك شبكة واسعة من المسارات السرية للإرهابيين بسيناء من الصعب كشفها، خاصة وأنهم يعتمدون على وسائل بدائية مثل «الإبل» و«الدراجات النارية» فى تحركاتهم لنقل المعلومات بعيدًا عن الهواتف النقالة والأجهزة الحديثة التى يمكن كشفها بالإقمار الصناعية. وشهد مارس 2016 وفقًا للمزاعم الإسرائيلية وصول مجموعة من زعماء العناصر المتطرفة تم تهريبهم إلى سيناء عبر العراق والأردن وخليج العقبة فى زوارق، حيث كان لديهم تعليمات للقيام بعمليات إرهابية فى سيناء -طبقًا للمزاعم الإسرائيلية- وللقيام أيضًا بعمليات إرهابية ضد إسرائيل من سيناء، عن طريق الاستعانة بعبوات ناسفة حديثة شديدة الاشتعال تم تهريبيها أيضًا، حيث أحبطها الأمن المصرى.