«فجر الضمير».. استعادة المجد المصري في أقلام عربية

صدر مؤخرا عن دار أقلام عربية طبعة جديدة من كتاب «فجر الضمير» للمؤرخ والباحث الأمريكي جيمس هنري برستد، ترجمة عالم المصريات الكبير الراحل الدكتور سليم حسن، صاحب موسوعة مصر القديمة، ويعد الكتاب الذي جاء في نحو 500 صفحة، مليئًا بالمراجع والصور واللوحات المصرية القديمة المعبرة عن مضمون الكتاب، بمثابة سفر تاريخي وكتاب مؤسس لمنشأ علم الأخلاق، وبداية بزوغ الضمير الإنساني في الحضارة المصرية القديمة.
ويستعرض الكاتب في التمهيد والمقدمة تاريخ الحضارات القديمة، بل يتجاوز ذلك ليصل إلى إنسان العصر الحجري، والعصر الجليدي، والعصور الجيولوجية المختلفة التي أدت في النهاية إلى إنشاء أقدم الحضارات المعروفة وأهمها حسب الكاتب الحضارة المصرية القديمة، ومن بعدها يأتي البابليون، ثم الحضارة الأوربية التي أخذت عن هاتين الحضارتين ثم الحضارة العبرانية التي بنيت في الأساس على ميراث طويل وكبير تركته الحضارة المصرية القديمة.
وخلال الكتاب يستعرض المؤلف العديد من الأحداث والوقائع والنصوص التاريخية مثل متون الأهرام وغيرها التي تؤكد على أهمية الحضارة المصرية القديمة باعتبارها النواة الأولى لتشكيل الضمير البشري الذي يطمح لتحقيق العدل والخير والجمال والقيم العليا بشكل عام، وذلك من خلال التعاليم والمفردات الدينية والعقائدية والحكم والأمثال والمواقف المختلفة التي رصدها من العصور المختلفة والدول المختلفة في مصر القديمة، ويظل هذا الكتاب من المؤلفات المؤسسة في دراسة التاريخ القديم ومنشأ الحضارات، وهو يستحق عن جدارة أن يكون محل درس وبحث وقراءة من الأجيال الجديدة التي لا تعرف قيمة وأهمية الحضارة المصرية القديمة.