رجال حرب أكتوبر عن أبطال يواجهون الإرهاب: معركتهم أصعب 113 شهيدًا فى 39 عملية إرهابية فى سيناء.. من ثورة يناير حتى معارك حق الشهيد حق الشهيد «1 و2 و3» تنجح فى تصفية إلارهابيًين وضبط 736 الجيش يجفف منابع الإرهاب باقتحام جبل الحلال فى مصر وكأنه قد كتب على رمال سيناء أن تروى بدماء الشهداء، فعليها يقف جنود مصر الأبطال بكل فخر منتظرين إحدى الحسنيين إما النصر أو الشهادة، ومن معتدٍ واضح المعالم فى 1967 استطاع جنودنا التخلص منه وهزيمته فى إحدى المعارك البطولية التى سجلها التاريخ وهى حرب 1973، إلى معتدٍ آخر لا يقل خسة عنهم وهو الإرهاب الأسود، الذى يطل برأسه بين الحين والآخر منتظرًا أى فرصة للنيل من عزيمة أبطال مصر. ومن أبطال أكتوبر وجهت رسائل عدة إلى أبطال الحرب على الإرهاب الآن، حيث قال العميد يسرى عمارة، الذى أسر عساف ياجورى قائد الفرقة 119 مدرعات، الإسرائيلية، فى تصريحات له «اللحظات التى تعيشها مصر الآن قد تكون أصعب من حرب أكتوبر، فمنذ 41 سنة كان الجيش المصرى يحارب إسرائيل، وهو عدو معروف، واليوم يحارب الجيش على أكثر من جبهة وعدة جهات، لذا فنحن فى حاجة إلى استعادة روح أكتوبر». ويؤكد اللواء مهندس أركان حرب متقاعد محمد مختار قنديل، على نفس المعنى قائلا «الآن بعد مرور هذه السنوات يواجه الجيش حربًا من نوع آخر على الإرهاب وهى أصعب من حرب أكتوبر»، واصفًا الحرب التى تقودها مصر الآن بالحرب ضد سرطان غير معروف وجهته وأماكن تواجده، لذا فالحرب الآن أصعب بكثير.
ومنذ خروج الاحتلال الإسرائيلى حتى خلع مبارك كانت سيناء بين الحين والآخر تشهد اعتداءات غاشمة من قبل الإرهاب الأسود، فعلى مدار تعاقب 4 إدارات على مصر شهد سيناء العديد من التضحيات، ففى الفترة التى تولى فيها المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شئون البلاد فى المدة من ( 11 فبراير2011 - 30 يونيو 2012)، شهدت 7 عمليات إرهابية، أسفرت عن 11 شهيدًا و29 مصابًا، وأبرز تلك الحوادث ما كان فى السابع من فبراير 2011 عندما تم تفجير مقر قطاع الأمن المركزى (تابع للشرطة) بحى الأحراش فى مدينة رفح بمحافظة شمال سيناء بقذائف «آر بى جى»، و29 يوليو 2011 فى المواجهات بين مسلحين وقوات الجيش والشرطة بمدينة العريش (شمال سيناء)؛ ما أسفر عن استشهاد 5 أمنيين بينهم ضابط من الجيش وآخر من الشرطة، وفى 5 يونيو 2012 استشهد رجلا أمن وأصيب ضابط وأربعة من أفراد الشرطة المصرية فى هجوم مسلح على نقطة أمنية بمنطقة وادى فيران بجنوبسيناء.
وفى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى من (30 يونيو 2012- 3 يوليو 2013) حدثت 5 عمليات، أسفرت عن ارتقاء 23 شهيدًا، إضافة إلى 8 مصابين وحادثة اختطاف 7 من الجنود، وكان أولها ما حدث فى 19 يوليو 2012 فيما عرف ب«مذبحة رفح الأولى»، عندما استشهد رجلا أمن فى مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء، بعد تعرض دوريتهما لإطلاق النار على يد مسلحين، وفى 5 أغسطس 2012 استشهد 16 ضابطًا وجنديًا وأصيب 7 آخرون، إثر هجوم نفذه مجهولون مسلحون على حاجز أمنى فى مدينة رفح (شمال سيناء) قرب معبر كرم أبو سالم، وفى 16 مايو 2013 تعرض 7 جنود مصريين للاختطاف على يد عناصر مسلحة بشمال سيناء، حتى أفرج عنهم فى 22 مايو من ذات الشهر، دون القبض على الجناة.
وبعد عزل مرسى زادت وتيرة العمليات الإرهابية بشكل ملحوظ، ففى الفترة التى جاء بها الرئيس المؤقت عدلى منصور من (3 يوليو - 8 يونيو 2013) وقع 27 حادثًا، أسفروا عن 79 قتيلًا و161 مصابًا، فبعد يومين فقط من تولى منصور لمهام الرئاسة، استشهد رجلا شرطة برصاص أطلقه مسلحون مجهولون فى منطقة العبور بمدينة العريش بشمال سيناء، وتكررت نفس الطريقة فى حادث استشهاد رجلى أمن فى منطقة المساعيد بالعريش، وتوالت تلك العمليات حتى 19 أغسطس 2013، عندما استشهد 25 جنديًا من قوات الأمن المركزى، خلال استقلالهم لحافلتين بمنطقة «السادوت» بمدينة رفح، عقب هجوم مسلح، فيما عرف ب«مذبحة رفح الثانية»، وفى 20 نوفمبر 2013، استشهد 11 جنديًا، وأصيب 35 آخرون فى إصابات حرجة عقب تفجير سيارة لحافلة نقل جنود على طريق (رفح – العريش). انتهت فترة الرئيس المؤقت عدلى منصور لتبدأ فترة الرئيس عبد الفتاح السيسى والذى جاءت ردوده قاطعة بشأن الإرهاب بوجه عام، وفى سيناء بشكل خاص، فأعلن أنه لا هوادة مع الإرهاب ومنفذيه، وأن كل من يدبر لمصر سوءًا سيقف له الأبطال بالمرصاد.
ومن أهم تلك الملاحم البطولية، وهو التحول من رد الفعل إلى الفعل، فبعد استهداف الإرهابيين لجنودنا فى سيناء، تغيرت الدفة ليأخذ الجيش زمام المبادرة، وفى سبتمبر 2015 كانت العملية التى أطلقت عليها القيادة العامة للقوات المسلحة اسم العملية الشاملة «حق الشهيد»، والتى خاضتها عناصر القوات المسلحة متمثلة فى قوات من «الجيش الثانى - الجيش الثالث - القوات الجوية - القوات البحرية - سلاح المدفعية - قوات التدخل السريع - الصاعقة - مدرعات» بالتعاون مع قوات مكافحة الإرهاب التابعة للشرطة المدنية، وهى عملية تطهير واسعة وشاملة للقضاء على العناصر الإرهابية والتكفيرية والمسلحة بمدن «رفح - الشيخ زويد - العريش».
ومنذ إطلاقها فى السابع من سبتمبر 2015 وحتى الآن مرت حق الشهيد بثلاث مراحل، نستطيع إحصاء بعض الأرقام منها، ففى حق الشهيد 1، والتى استغرقت 16 يومًا، أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة فى بيان رسمى لها، عن النتائج وكانت تصفية 535 إرهابيًا وضبط 634 مطلوبًا وتدمير 111 عربة مختلفة الأنواع وإحراق 250 دراجة نارية وتدمير 38 مخزنًا للأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة والعديد من المؤن الغذائية، التى تستخدمها العناصر الإرهابية كمواد إعاشة، بالإضافة إلى نحو 66 ملجأ وخندقًا تحت سطح الأرض يستخدم فى هروب العناصر المسلحة، بالإضافة إلى 5 مغارات تحت سطح الأرض. واستمر الجنود فى تقديم التضحيات فأسفرت العملية عن استشهاد وإصابة 13 ضابطًا ومجندًا من خير أجناد الأرض، كما أنه من النتائج الإيجابية للمرحلة الأولى من العملية هو إحكام السيطرة الكاملة على كل الطرق والمحاور الرئيسية والفرعية بمدن رفح والشيخ زويد والعريش والقرى المحيطة بها.
بدأت المرحلة الثانية من عملية حق الشهيد فى 8 أكتوبر من عام 2015، وجاء حصاد عملية حق الشهيد فى مرحلتها الثانية على النحو التالى تصفية 219 عنصرًا إرهابيًا، وضبط 102 آخرين، وإصابة أكثر من 12 تكفيريًا. بدأت المرحلة الثالثة من عملية حق الشهيد فى 25 مايو 2016، بعملية موسعة فى مناطق سيناء، والتى تؤوى بعض العناصر الإرهابية شديدة الخطورة، حيث أسفرت عن تصفية 85 عنصرًا إرهابيًا خلال الضربات الجوية، بالإضافة إلى نجاح عناصر المدفعية بمناطق الشيخ زويد ورفح وتدمير وحرق 190 عشة و57 منزلًا تتخذها العناصر الإرهابية كقاعدة انطلاق عملياتها الإجرامية، والقبض على 3 أفراد من المشتبه بهم، وتدمير 10 سيارات وخمس دراجات نارية تستخدمها العناصر الإرهابية فى مهاجمة الارتكازات والنقاط الأمنية، وتدمير 73 ملجأ ومخبأ تستخدمها العناصر الإرهابية بمناطق الزوارعة والنصرانية واللفيتات والعبادى والشدايدة والجريعى، ولا تزال القوات المسلحة تحصد نتائج المرحلة الثالثة فى تقدم.
وعلى صعيد آخر وبعد انتصارات الجيش فى منطقة المثلث «رفح والعريش والشيخ زويد»، برز فى الآونة الأخيرة اسم «جبل الحلال»، والذى يتكون من سلسلة من الهضاب، وتتكون أجزاؤه من صخور جيرية ورخام، وهى منطقة غنية بالموارد الطبيعية، ويقع بشمال سيناء على بعد حوالى 60 كم جنوبالعريش، ويرتفع نحو 1700 متر فوق مستوى سطح البحر، ويقع فى المنطقة (ج) فى سيناء، وهى طبقًا لاتفاقية كامب ديفيد، والملحق الأمنى بها فإن تلك المنطقة لايسمح أن يوجد بها إلا عناصر من الأمن المركزى وبتسليح معين يصعب من الوصول إلى معظم كهوف الجبل، ويتميز بأنه شديد الارتفاع لدرجة أنه يصعب التصوير الفضائى أخذ أى لقطات له، ويصعب أيضًا دخوله إلا بمعرفة السكان القاطنين به، كما يصعب استخدام الدبابات والعربات المدرعة، ولذلك فإن العناصر الإرهابية اتخذته موقعًا لتدريب عناصرها لتنفيذ مخططاتهم، ومكان مناسب للوجود به وتخزين الأسلحة، وأيضا الاختباء فيه من العمليات العسكرية، أو مطاردات قوات الأمن. وفى أكتوبر من العام 2004 بعد تفجيرات طابا وقعت هناك اشتباكات بين الشرطة وجماعات متورطة فى التفجيرات، وظل هذا الجبل محاصرًا لعدة شهور من قبل قوات الشرطة فى عملية تطهير للعناصر الإرهابية. وتكررت الأحداث عام 2005 بعد تفجيرات شرم الشيخ التى استهدفت منتجعًا سياحيًا بجنوب شبه جزيرة سيناء؛ واتهمت نفس العناصر والجماعات فى تلك العملية، وقيل إنهم لجأوا إلى جبل الحلال للفرار من الشرطة. ومنذ ذلك الوقت، استطاع الجيش تحقيق انتصارات على أرض سيناء واقتحام هذا الجبل، حيث يعد هذا الجبل هو المنطقة الأخطر فى مصر، من خلال عمليات تطهير سواء بالقبض على عناصر إرهابية خطيرة، وإحباط العديد من العمليات الإرهابية التى اتخذت الجبل ملاذًا لها لتنطلق منه مخططاتهم الإرهابية.