ورث 16 فدانًا وأصبحوا 40 فدانًا.. تزوج وهو ابن 18 سنة فى 2002 رد على حملة الشرطة بإيقاف القطار.. و20 رجلًا مسلحًا لحماية قصره تواصل مع المطاريد وهو فى ال25 وبدأ تجارة السلاح قبل الثورة ب5 سنوات فرض قانونه الخاص على القرية.. وكان يخطف زوجات المعارضين ليذلهم «ضاحى» كلمة السر التى جعلت وزارة الداخلية تقتحم قرية البلابيش، والتى يطلقون عليها أهالى القرية «جزيرة النخيلة»، بلد الشقى المعدوم عزت حنفى، الذى ذاع صيته قبل ثورة 25 يناير، وكانت له علاقات ببعض ضباط المباحث الكبار بمديرية أمن أسيوط، وكان أكبر تاجر للمخدرات والسلاح بالصعيد، عندما تضخم أكثر من المطلوب وتخطى كل الخطوط الحمراء وأوقف القطار وقرر أن يقف ضد الدولة، أعلنت الداخلية الحرب على قرية النخيلة، وتحولت بين يوم وليلة إلى ثكنة عسكرية حتى سقط «حنفى»، ومرت ثورة 25 يناير وزادت تجارة الأسلحة فى الصعيد، حتى أصبحت قرية البلابيش المقر الرئيسى لتجارة وتوزيع الأسلحة، عبر زعيمها ضاحى، الذى تضخم هو الآخر حتى أنه أصبح يحكم القرية وفق أحكامه الخاصة، ومن يخالف يقتل. «الصباح» ترصد خلال السطور المقبلة قصة حياة ضاحى، البطل الحقيقى لجرائم قرية البلابيش، تلك القرية التى ملأت أخبارها الإعلام خلال الأيام الماضية، فلم يكن لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة حديث إلا عنها. ضاحى مصطفى جاد الرب، هو اسمه بالكامل، يبلغ من العمر 52 سنة، أشهر وأكبر تاجر أسلحة ومخدرات فى الصعيد، قصته تتشابه مع مجرم جزيرة النخيلة عزت حنفى، ويطلق عليه أهل قريته لقب الأسطورة، ولد وحيدًا لأب يملك 16 فدانًا، حصل عليها بعد قانون توزيع الأراضى الزراعية فى عهد عبدالناصر، كان طفلًا شقيًا، كما أكد أحد المقربين منه، واتسم بالعنف منذ أن اشتد عوده وبلغ سن العاشرة، تسبب فى عاهة مستديمة لزميل له، كان والده دائمًا ينصحه بألا يترك حقه أبدًا، وأن الضعيف فى هذا الزمان ليس له مكان. ضاحى تعلم ضرب النار على كل أنواع الأسلحة، وهو ابن 12 سنة، وعندما بلغ سن ال18 عامًا زوَّجه والده فورًا بإحدى بنات قريته، فبدأ ضاحى فى إدارة كل ممتلكات والده، وأراد أن يصبح كبيرًا للقرية، وهو ابن 25 سنة، فبدأ فى التعارف على الأشقياء والمطاريد الهاربين إلى الجبال، ومرت سنوات طويلة وهو يقوى علاقاته بمطاريد الجبل، وكل من يحاول أن يتطاول عليه، كان مطاريد الجبل يلقنونه درسًا مثل حرق منزله أو خطف ابنه. بدأ فى تجارة الأسلحة قبل الثورة بحوالى 5 سنوات، ولكن بعد ثورة 25 يناير والانفلات الأمنى بدأ ضاحى فى توسيع نشاطه حتى أصبح أكبر تاجر سلاح بالصعيد، ولم يكتف بذلك فبدأ يفرض قوانين خاصة به على أهالى القرية بفرض شراء الأسلحة منه بالقوة، ثم بنى قصرًا وسط الجبل، يشبه المغارة ويحميه أكثر من 20 رجلًا مسلحًا، إلى أن صدرت ضده العديد من الأحكام الغيابية فى قضايا قتل وتهريب سلاح، وكل من كان يعارضه كان يقوم بخطف زوجته ويهدده بفضحها فى حالة عدم التراجع عما يفعله. ويمتلك ضاحى سيارة جيب فارهة، كان يتنقل بها من الصعيد إلى القاهرة بصفة أسبوعية، يلتقى «الكبارات» كما يردد أهل قريته، ثم يعود مرة أخرى إلى القرية. بعدما كبرت تجارته فى الأسلحة بدأ فى إعداد رجال تحت سيطرته، هم من يهربون إليه الأسلحة ويبيعونها نيابة عنه وتحت إشرافه. وتضخم ضاحى أكثر مما يتخيل أحد، لدرجة أن الأمن ظل سنوات لم يستطع خلالها أن يدخل قرية البلابيش، وله واقعة عمرها 15 سنة، بقيامه بإيقاف القطار لتهديد الأمن بعد قيام المديرية بإطلاق حملة عليه وعلى رجاله فى القرية. الرجل الذى لقبه أهل قريته ب«الأسطورة» كان يمثل بها الأب الذى لابد للكل أن يسمع كلامه ولا يخالف أوامره، وأى شخص يرضى عنه ينعم بحمايته وكرمه، فيما يعيش (المغضوب عليهم) من ضاحى، حياة تعيسة، هذا إن تركه على قيد الحياة. «ضاحى» سلم نفسه إلى النيابة العامة، وقال إنه لم يهرب من قبضة الأمن، لكنه كان يقضى بعض الأمور الخاصة فى القاهرة، وليس هناك ما يدفعه للهرب، مشيرًا إلى أنه ينتمى إلى عائلة كبيرة، ويمتلك نحو 40 فدانًا من زراعات الموز وقصب السكر. وبحسب مصدر أمنى رفيع المستوى، فإن ضاحى ليس تاجرًا بالمعنى التقليدى للأسلحة، لكن دوره يتركز فى التنسيق والمتابعة، وإتمام الصفقات بالموافقة ضمنيًا، فغالبية تجار الأسلحة خرجوا من تحت لوائه طواعية عقب أحداث ثورة يناير 2011، ووفقًا لتقارير الأمن العام يسمح لمعظم تجار السلاح بممارسة أعمالهم برعايته، فهو بمثابة العقل المفكر لمعظم الصفقات التى تاجر فيها عشرات المطلوبين أمنيًا. تم القبض على نجله عمر منذ شهر، فى حملة قادها اللواء خالد الشاذلى، مدير مباحث سوهاج. ومع بداية الحملة الأمنية ومداهمة منازل 25 مطلوبًا أمنيًا - وفق تقرير الأمن العام - لم يتم العثور على ضاحى داخل منزله، حيث تم إزالة جزء من منزله؛ لأنه مقام على أرض تابعة للدولة، كما تم تعيين حراسة مشددة على المنزل الذى فرَّ منه قاطنوه فيما عدا والدته التى تتجاوز السبعين من العمر. ضاحى هو الرجل الأسطورة، الذى يهابه الجميع، ويعمل له ألف حساب فى جميع أنحاء مركز دار السلام والبلاد المجاورة، بحسب أحد جيرانه، ويدعى سمير. يضيف سمير «تجارة السلاح سهلة، وربحها سريع، واشتغلت فيها ناس كتير بعد الثورة، لأن الأمن كان غائبًا والشرطة ماعارفاش تدخل البلابيش». فيما أكد «م. أ.» جار ضاحى وقريبه، ل«الصباح» «أن ضاحى ومعاونيه كانوا بيضربوا نار من أول الليل للساعة 3 الفجر». والدة ضاحى كان لها رأى مختلفًا، فقد نفت فى حديثها تجارته فى السلاح، وقالت إنه «محب للخير وسبق وتبرع للحكومة لبناء مسجد، وكان يلتقى بكبار القيادات ويذهب لقسم الشرطة، لافتة إلى علاقات كانت تربط ابنها بكثير من الضباط. صحيفة ضاحى الجنائية، أشارت إلى أنه سبق اتهامه فى 5 قضايا (ضرب، تبديد وشيك، سلاح، قتل) آخرهم رقم 1465 إدارى مركز دار السلام لسنة 2014 وهى قتل مع سبق الإصرار. ضاحى تخطى كل الخطوط الحمراء، وبدأ فى تنفيذ صفقات أسلحة مع أكبر تجار السلاح بالشرق الأوسط، وبعدها بدأ وزير الداخلية فى عقد اجتماعات باللواء هشام عباس مساعد وزير الداخلية للأمن المركزى، واللواء جمال عبدالبارى مساعد وزير الداخلية للأمن العام، واللواء مصطفى مقبل مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، واللواء خالد الشاذلى مدير مباحث سوهاج، وطلب منهم فى سرية تامة وضع خطة كاملة لتطهير قرية البلابيش وغيرها فى الصعيد من السلاح وتجار المخدرات ومطاريد الجبل، وظلت الاجتماعات لأكثر من ثلاثة أيام حتى تم وضع خطة محكمة وتم عرضها على وزير الداخلية الذى وافق عليها وطلب منهم تنفيذها بدقة شديدة. القرية بها قصور وأبراج سكنية يمتلكها كبار القرية من تجار الأسلحة والمخدرات، فأصوات رصاص لا تتوقف بقرية البلابيش، وتجار سلاح يبيعون الذخيرة فى وضح النهار، ومناطق جبلية وزراعات يأوى بها الخارجون عن القانون.. ولكن القرية أصبحت فى هدوء تام وتحولت إلى ثكنة عسكرية وقصورها مهدمة والكل فى حالة من السعادة بعد تحريرهم من يد تجار السلاح الذين سيطروا على القرية. وبالفعل بدأت الخطة فى التنفيذ ونجحت حملات شنتها الأجهزة الأمنية على مدار عدة أيام، وتمكنت من ضبط أسلحة ثقيلة وجرينوف وبنادق آلية وخرطوش. واقتحمت قوات الأمن القرية مدعومة بالمجموعات القتالية مزارع للمتهمين وضبطت 100 قطعة سلاح نارى متنوعة، بنادق آلية ورشاشات وبنادق خرطوش، وتم القبض على 1800 هارب من أحكام قضائية، بينهم 34 فى قضايا جنائية، و1292 مطلوبًا لتنفيذ أحكام جزئى ومستأنف، و341 غرامة، فيما تم تحصيل 191100 جنيه، وتنفيذ قرارى إزالة منزلين. واستهدفت قوات الأمن الفيلات والقصور المقامة على ضفاف النيل، على أملاك الدولة، وتم هدمها بالكامل، وإزالة كل التعديات والحصون التى أقامها الخارجون عن القانون. وشدد اللواء جمال عبد البارى مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، على تنفيذ دولة القانون وضبط جميع الخارجين عن القانون، وملاحقة كل صور الخروج عن الشرعية، مع الاحترام الكامل لحقوق الإنسان أثناء تنفيذ الأحكام بعد تقنين الإجراءات قبل عمليات الضبط. وفى مشهد لافت للانتباه، وقف أهالى القرية الذين عانوا الأمرين من تجار السلاح يهتفون للشرطة، حيث لم يتخيلوا أن تسقط حصون تجار السلاح، وأن يشاهدوا أباطرة الذخيرة فى قبضة رجال الأمن وهم داخل بوكس الشرطة. وجاء على رأس أبرز الأشخاص الذين سلموا أنفسهم لمركز الشرطة، «أشرف.ا» محكوم عليه فى 6 قضايا بينها القضية رقم 2478/2013 جنايات دار السلام «استعمال قوة» بالسجن المؤبد، والقضية رقم 5689/2015 جنايات دار السلام «سلاح» بالسجن 3 سنوات، والقضية رقم 6991/2015 جنايات دار السلام «سلاح واستعمال قوة» بالسجن 10 سنوات، والقضية رقم 1397/2015 جنايات دار السلام «سرقة بالإكراه» بالسجن المؤبد، والقضية رقم 1641/2016 جنايات دار السلام «سرقة بالإكراه» بالسجن المؤبد، والقضية رقم 4083/2011 جنايات نجع حمادى «سرقة بالإكراه» بالسجن 15 سنة، والقضية رقم 6177 /2016 جنح دار السلام «إتلاف» حبس أسبوع، والقضية رقم 3767/2016 جنح دار السلام «دخول عقار» حبس سنة، والقضية رقم 2106/2012 جنح دار السلام «سرقة تيار» حبس شهر، والقضية رقم 318/2013 جنح دار السلام «إخفاء مسروقات» حبس 6 أشهر، والقضية رقم 9010/2010 جنح دار السلام «إتلاف» حبس 3 أشهر، والقضية رقم 3912/2012 جنح دار السلام «تعدى على موظف عام» حبس شهرين. كما سلم نفسه «سليمان. و» 42 سنة، عاطل، محكوم عليه فى 7 قضايا أبرزها القضية رقم 591/2015 جنايات دار السلام «سلاح وإتلاف» بالسجن المؤبد، والقضية رقم 546/2015 جنايات دار السلام «استعمال قوة» بالسجن بالمؤبد، و«ياسر.أ» مطلوب ضبطه وإحضاره فى القضية رقم 724/2017 إدارى مركز دار السلام «سلاح»، و«عبدالله. م» مطلوب ضبطه وإحضاره فى القضيتين رقمى 769/2017 إدارى مركز دار السلام «سلاح»، والقضية رقم 268/2017 إدارى مركز دار السلام «سلاح»، ومحكوم عليه فى القضية رقم 7422/2016 جنح مركز دار السلام «ضرب» بالحبس 24 ساعة. وسلم نفسه أيضًا «شريف. ر» مطلوب ضبطه وإحضاره فى القضية رقم 758/2017 إدارى مركز دار السلام «سلاح»، و«خيرى.ع» مطلوب ضبطه وإحضاره فى القضية رقم 3837/2011 جنايات مركز دار السلام «سرقة بالإكراه» بالسجن 5 سنوات، وآخرين. فيما أكد اللواء مصطفى مقبل مدير أمن سوهاج فى تصريحات ل«الصباح» أن الأمن عاد مرة أخرى للقرية، وأننا لن نسمح بوجود خارجين على القانون وأن حملاتنا مستمرة وسأكون على رأس تلك الحملات بصفة مستمرة حتى تصبح سوهاج خالية من تجار السلاح وكل الخارجين عن القانون. وأضاف «اقتحام جزيرة طما، والعتامنة، والصوامعة»، تشكل الثلاثى المقبل الذى سوف نقوم بتطهيره أيضًا من السلاح وتجارة المخدرات والخارجين عن القانون، بعد وضع خطة بمعاونة الأمن العام والمركزى.