هناك من رجع بخفى حنين، ومن لم يرجع بأى خف، وما بين النسيان أو السرقة أو المطاردة تعددت أسباب ضياع الأحذية، وآخر هؤلاء كان وزير الأوقاف مختار جمعة، حيث تداول فيديو لعملية سرقة أحذية أعضاء البرلمان والإعلاميين خلال افتتاح وزير الأوقاف لمسجد بالشرقية، وأثارت واقعة الاشتباه فى سرقة حذائه ردود أفعال واسعة، وذهب البعض إلى التندر على الواقعة متسائلين عن كيفية سرقة حذاء خطيب للجمعة، بينما هو يخطب خطبته عن الأمن والأمان، ولم يقف جمعة وعدد من الإعلاميين وأعضاء البرلمان مكتوفى الأيدى، فبرد فعل سريع نفى الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الدينى ما نشر بشأن سرقة حذاء مختار، أثناء أدائه صلاة الجمعة بالمسجد الكبير بقرية سلمنت بمدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، قائلًا «إن وزير الأوقاف ألقى خطبة الجمعة، وانصرف بعدها مع قيادات المحافظة ولم يحدث أى شىء»، بينما كشف النائب خالد مشهور، عضو مجلس النواب عن محافظة الشرقية، الذى رافق وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، خلال الافتتاح عن عدم فقدانه لأى من مقتنياته الشخصية قائلًا «صدقونى ما اتسرقش منى حاجة، وجزمتى ما اتسرقتش». هذه الواقعة لسرقة أحذية شخصيات عامة ومشهورة، ليست الأولى، فسبقها وقائع عدة مشابهة، ومنها واقعة سرقة حذاء علاء مبارك نجل حسنى مبارك، وتعود الواقعة لعام 2010، فى أحد أيام الجمعة أيضًا، حين كان علاء مبارك وسامح فهمى وزير البترول الأسبق يؤديان صلاة الجمعة بمسجد نادى بتروسبورت بالتجمع الخامس، وعندما انتهيا من الصلاة، ذهب علاء لارتداء حذائه فلم يجده، وهو ما وضع سامح فهمى فى حرج كبير أمام الجميع، وأخذ يهدد الحاضرين من العاملين، ومن بينهم رئيس النادى، وقتها بأنه سيعاقب الكل، وهنا تدخل علاء ليهدئ الموقف، ولم يقف سامح فهمى ساكنًا، وأرسل على الفور لشراء حذاء آخر. الواقعة الثانية فى يناير 2013 حيث تناقلت وسائل الإعلام صورًا للرئيس المعزول محمد مرسى من دون حذاء بعد خروجه من أحد مساجد القاهرة، وظهر مرسى فى الصورة وهو يقف أمام سيارته حافى القدمين فيما يفتح له أحد مرافقوه الباب. بعد مغادرته المسجد مسرعًا تجنبًا للاحتكاك بمعترضين كانوا يهتفون بعد الانتهاء من الصلاة، ونشرت صفحة باسم الفريق أحمد شفيق تعليقًا لها على الصورة قائلة «كنتم ترسلون المأجورين لملاحقة الشرفاء وسبهم أينما ذهبوا. اليوم تغادر بيت الله حافى القدمين خائفًا من شعبك.. لم يهرب أى حاكم فى تاريخ مصر بهذا المنظر المهين المذل من شعبه». أما الثالثة فكانت فى أكتوبر من العام الماضى عندما تعرض حازم ياسر المهدى لاعب منتخب مصر فى بطولة العالم لكرة السرعة فى نسختها ال 28 بتونس، لموقف سىء بعد سرقة حذائه، عندما دخل لاعب منتخب مصر أحد المساجد القريبة من صالة المباريات لأداء صلاة الجمعة، وخرج فلم يجد حذاء التدريب، ووجد بدلًا منه «قبقاب خشب» مما اضطره للتوجه إلى الصالة حيث المنافسات بالقبقاب. الواقعة الرابعة باسم الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى، والتى حدثت فى أواخر عام 2009، فبينما كان عيسى يؤدى صلاة الجمعة بمسجد قريب من مقر جريدة الدستور التى كان رئيس تحريرها فى ذلك الحين، ليخرج فلا يجد حذاءه، فما كان منه إلا أن ارتدى شبشبًا مقطوعًا، ويدخل به إلى الجريدة ليسأل عن ما حدث فيروى للصحفيين قصة الحذاء المسروق، وارتداؤه «الشبشب» الخاص بالمسجد الذى يستخدمه المصلون عند دخول الحمامات. الواقعة الخامسة أيضًا لرئيس تحرير، وهذه المرة خاصة برئيس تحرير جريدة «الشروق»، عماد الدين حسين، والتى حدثت فى شهر أغسطس 2015، عندما كان يصلى صلاة الجنازة على الفنان الراحل نور الشريف، فى مسجد المشير بالتجمع الخامس، حيث أكد أنه بعد أدائه الصلاة لم يجد حذاءه، ما اضطره للبقاء فى المسجد حتى يأتى له أحد أصدقائه بحذاء. وفى يوليو 1952 نشرت صحيفة عمانية، عن توسلات أحد موظفى الزراعة للتحقيق معه، بعد اتهام رئيسه بالعمل له بسرقة حذائه، وهو ما نفاه العامل، وتقدمت الصحيفة برجاء للمسئولين بالتحقيق بالواقعة أو أعادة الموظف إلى وظيفته. سرقة الأحذية لم تكن فقط للشخصيات المشهورة ولكنها تمادت لتصل إلى حد القتل، ففى يوليو 2013 لقى ثلاثة أفراد مصرعهم وأصيب 37 آخرون بجروح خطيرة إثر حدوث مشاجرة بمنطقة العطارين بالإسكندرية، بسبب سرقة حذاء شخص يدعى «أحمد.ع» أثناء أدائه صلاة التراويح بمسجد فى المنطقة، حيث باعه الحرامى لأحد تجار الأحذية المستعملة، فتوجه الضحية للبائع الذى رفض إعطائه الحذاء إلا بعد سداد قيمته، فقام بالاتصال بأصدقائه فحضروا بالأسلحة النارية واشتبكوا مع البائع مما أسفر عن مصرع ثلاثة أشخاص وإصابة 37 آخرين.