الزبائن من سكان المناطق الراقية وطلاب الجامعة والمخدر يتسبب فى هلاوس سمعية وبصرية والسيجارة ب 50 جنيهاً ينتشر فى حفلات القصور ويلقبونه ب«مخدر الباشاوات» لقبه البعض ب«تعويذة الشيطان» و«الفيل الأزرق»، بينما أطلق عليه آخرون اسم «مخدر الباشاوات والأثرياء»، فقد انتشر بصورة كبيرة، خاصة فى حفلات أبناء الأغنياء من سكان الفيلات والقصور؛ إنه الأستروكس، الذى شاع اسمه بعدما تسبب فى مقتل شاب وإصابة شقيقه بغيبوية بين الحياة والموت بأحد المستشفيات، إثر تعاطيه. «الصباح» اقتحمت عالم مدمنى الأستروكس، حيث يوجد عالم مختلف، شباب يمثلون الطبقة المرفهة، بعقول تائهة، فالمخدر أصاب وعيهم بالشلل المؤقت. ووسط عالم المغيبين، قال أحد المتعاطين «هناك نوعان من الأستروكس: الأخضر وهو عبارة عن نبات البردقوش تضاف إليه المادة الفعالة عن طريق رشه، والنوع الثانى تبغ جولدن فيرجينيا، يُضاف إليه المخدر بالطريقة نفسها». ويتابع: «لا تسمى سيجارة الأستروكس بكلمة جوب كالحشيش، إنما تسمى (إسبلف)، أو السيجارتين، وهى ب50 جنيهًا، وتعادل 8 أنفاس للسيجارة الواحدة». الزبائن معظمهم من سكان المناطق الراقية، وطلاب الجامعات الخاصة، الذين تحولوا عقب أول نفس إلى مدمنين، ينتقلون من عالم الواقع والوعى، إلى دنيا الهلاوس السمعية والبصرية، بسبب تأثيرات المخدر السريعة على الجهاز العصبى، خاصة على الفتيات اللاتى أصبحن الأكثر طلبًا على المخدر. ديلر (تاجر تجزئة للمخدرات) بمنطقة مدينة السلام، يوضح «الأستروكس هو أحدث نوع فى الكيف، وهو شىء شبيه بأوراق البانجو، يميزه اللون الأخضر الفاتح ويتم تعاطيه عن طريق التدخين». وأضاف «نحصل من التاجر الأصلى على الأستروكس الذى يختلف اسمه وفقًا للمنطقة، وهى طريقة جديدة للهرب من الشرطة، إذ تقدر الكمية بالجرامات، نبيعه نحن كديلرات بالجرام وثمنه 300 جنيه، وفقًا للمنطقة والزبون نفسه، والجرام يلف سجارتين على الأكثر، والكيس الكامل من التعويذة يكيل ب3 جرامات بداخله، والزبائن المقبلين على ذلك المخدر هم من فتيات المناطق الراقية، مثل مدينة نصر، وفى اليوم الواحد تكون حصيلة الزبائن ما بين 10 فتيات و5 شبان، أى ضعف الشباب، ولا يقبل العمال على شراء ذلك النوع من المخدر، ربما لأنهم لا يعرفونه من الأساس، فهو كما يقال دماغ الباشاوات». أما حسام فقال «منذ النَفَس الثانى تقل الرؤية وتصبح مزدوجة، وينعدم التركيز تقريبًا، وإذا كانت المادة قوية، تدخل بما يشبه الحلم، ويصبح لديك رغبة ملحة بعمل أى شىء، لا تستطيع تحديده، لكنه سؤال فى داخلك يطاردك بعنف، والسؤال يزيد كلما مر الوقت، حتى يخطر على بالك أحد أصدقائك الذين لا يتعاطون الحشيش فتسأل متى سيأتى، ويعود ذلك إلى بحثك عن أى شىء تطمئن إليه، فتكون فى حالة انتظار لأى شخص يحادثك لتشعر معه بالأمان». ويحذر الدكتور محمد عادل الحديدى أستاذ الطب النفسى بجامعة المنصورة، وزميل الجمعية الأمريكية للطب النفسى وعلاج الإدمان من الأضرار الخطيرة لمخدر الأستروكس، والذى ضبطت مباحث شرطة الدقى مؤخرًا بعض مروجيه، وهو يعرف أيضًا باسم (تعويذة الشيطان) أو (الفيل الأزرق)، ويتم ترويجه بين المدمنين الأثرياء نظرًا لأنه باهظ الثمن. وأوضح دكتور عادل أن الأستروكس يعد من المخدرات المخلقة، التى يبلغ عددها أكثر من 120 نوعًا، ويحتوى على تركيزات من مخدر الحشيش ومركبات الهيوسين والهيوسايمين والأتروبين، مؤكدًا أن مخدر الأستروكس يعد أخطر من الحشيش والبانجو، وتأثيره أقوى منهم نظرًا لاحتوائه على مواد كيميائية، بجانب المواد المخدرة المعروفة. وأوضح أستاذ الطب النفسى أن مواد الأتروبين والهيوسين والهيوسايمين تعمل على الجهاز الباراسمبثاوى وتسبب ارتخاء العضلات والإمساك والاحتقان واتساع حدقة العين وانخفاض الضغط الدموى واحتباس البول وزيادة ضربات وخلل بالوعى أو ما يعرف بشبه الغيبوبة، ويصاب الشخص بهلاوس سمعية وبصرية. وأضاف محمد عادل الحديدى «مع زيادة الجرعة يصاب الشخص بهبوط فى القلب والدورة الدموية وانخفاض شديد فى ضغط الدم، كما أنه قد يتعرض لغيبوبة ويتوقف قلبه، وقد يصل الأمر للوفاة».