ياسر عبدالهادى اصبح الأمن الغذائى مهدد لدينا نتيجة لتفاقم عدد من المشاكل امام الفلاحين دون أن يضع المسئولين لها حلول و ترك الفلاح يواجه هذه المشاكل ومن بينها عدم تطهير الترع والمصارف من قبل وزارة الرى و الحرب المشتعله يوميا من اجل الحصول على" السولار" و عدم التزام الحكومه والشركات الخاصه بشراء المحاصيل من الفلاحين كما فعلت شركة النيل التى يمتلكها رجل الاعمال نجيب ساويرس فقد تركت محصول بنجر السكربعد أن تعاقدت عليه مع 500 من الفلاحين من قرى محافظة الدقهليه ليتلف على الطرقات فقامت الصباح بجولة في عدد من قرى المحافظة للتعرف علي هذه المشكلات ولمساعده هؤلاء الفلاحين لكى يصل صوتهم للمسئولين فكان لنا هذا التحقيق . فى البدايه أكد على عاشور من مزارعي البنجر انه قام بجمع زراعات ارضه من البنجر من شهر وان المحصول ملقى علي الأرض رغم انه متعاقد مع شركة النيل لشراؤه حتى الآن لم تأتى الشركه لأخذه وعندما ذهب إلى مندوب الشركه لا يجد منه سوى التسويف و المماطلةو بعدها ذهب الى المهندس أحمد صبري مدير الشركة بالدقهلية ولم يقدم له جديد فلا يزال محصول البنجر ملقى علي الأرض و قارب علي التلف فمحصول البنجر بعد تقليعه من الأرض يخف وزنه ويتعرض للتلف وفي حاله تلفه ترفض الشركه استلامه كما أن السائقين والمناديب يجبرون الفلاحين علي دفع اتاوات حتى يقوموا بجمع المحصول من أراضيهم واضاف على عاشور أن الفلاحين المتعاقدين مع شركة النيل لم يقفوا عند هذا بل تقدموا بعدد من الشكاوى إلى وزير الزراعه ومجلس الوزراء دون جدوى فلم يرد عليهم احد حتى الان مشيرا الى انهم قرروقطع طريق القاهرة اسكندريه الزراعى و تصعيد الموقف بشكل اوسع باعتصامهم امام القصر الجمهورى لمطالبة الرئيس بالحصول على حقهم من رجل الأعمال نجيب ساويرس صاحب شركة النيل التى تعاقدت معهم واخلت بتعاقدها . و اشار على أن محصول البنجر من المحاصيل ذات التكلفة العالية في الزراعة وبالتالي يكلف الفلاح المال والجهد فترة طويلة وفي نهاية هذه الفترة ينتظر الفلاح جني ثمره تعبه في المشوار الذي قضاه في زراعة محصوله ليفاجئ بعد ذلك بخيبة الأمل وهو يري محصوله يتلف علي الأرض أمام عينه وللأسف لاتستطيع الجمعيات الزراعية أن تلعب اى دور لأننا وللأسف الشديد تعاقدنا مع شركة النيل والمملوكة للمهندس نجيب ساويرس والتى رفضت استلام المحصول وهذا يهدد اسرنا بالضياع خاصة اننا صرفنا كل ما نملك على هذا المحصول لافتا الى أن ما يحدث الآن في الزراعة ما هو إلا تدمير ممنهج للزراعة والفلاح و تساءل عاشور كيف نعيش في دولة كيلو السكر فيها بيصل إلي 6 و7 جنيه والبنجر مرمي علي الأرض تالف من المسئول عن ذلك؟ و حسبنا الله ونعم الوكيل. و اضاف احمد سيد فياض فلاح بقرية منية النصر الدقهلية انه متخوف من جمع محصول البنجرالخاص به مثل جيرانه خاصة ان هناك العديد من المزارعين قاموا بجمع محصول البنجرو لم يجدوا عربات لنقله للشركات بسبب أزمة السولار كما أن الشركات التي تعاقدنا معها كانت سببا في تفاقم الأزمة لتقاعسها عن شراء المحصول من الفلاحين خاصة شركة النيل التى تعاقدت مع فلاحى مركز اجا و السنبلاوين ومنية النصر ولم تفى معهم بدون ابداء اسباب منهاوحتي الفلاحين الذين قاموا بجمع محصولهم تلف أمامهم وهم ينظرون اليه الفلاح معزور فقد كلفنا المحصول آلاف الجنيهات وحاولنا تخطي كل الصعاب التي واجهتنا في الزراعة من ندرة مياة الري والأسمدة التي كنا نشتريها من السوق السوداء فالزراعة هي عصب الحياة والدافع الرئيسي لعجلة التنمية الزراعية والصناعية في مصرنا الحبيبه. من جانب آخر اكد ايمن الشيوى فلاح من قرية برهمتوش مركز السنبلاوين انه قام بزراعة كل المساحه التى يمتلكها والتى تصل الى 2 فدان ببنجر السكر وتعاقد مع شركة النيل على أمل أن يجمع المحصول و احصل على سعره لكى يزوج به نجله و لكنه صدم عندما جمع المحصول ووضعه تحت اشعة الشمس فى الحقل ينتظر مندوب شركة النيل المتعاقد معها و طال انتظاره مثل باقى الفلاحين واضاف الشيوى انه ليس هذه المشكله الوحيده التى يعانى منها الفلاحين بالقريه بل يوجد بها ترعه اسمها ترعه القصالي طولها 1 كم وتروى أكثر من 250 فدان وهي داخل الكتلة السكنية وليس لها أي تطهير. اشار الشيوى ان فلاحين القريه تكلموا مع وزارة الري فقالت إن هذه الترعة ترعه خاصة وتطهيرها يجب أن يكون علي حساب المزارعين وتساءل كيف يقوم الفلاح البسيط المدان من قبل بنك التنميه والائتمان الزراعى بتحمل نفقة تطهير الترع فماذا تفعل الحكومه ؟ كما أننا لا نستطيع تطهيرها بسبب إن الترعة تقع في المنطقة السكنية والأهالي ترفض أن نقوم بتطهيرها كماخاطبنا وكيل وزارة الري فقال إن الترع التي تشرف عليها الوزارة يجب ألا تقل عن ثلاثة كيلو مترات وبذلك نحن لا نستطيع ضم هذه الترعة لوزارة الري ولا نملك ميزانيه لتطهير هذه الترعة . واستطرد الشيوى كلامه قائلا هذه الترعة تروى 250 فدان وعندما نريد أن نروي منها نضطر لرفع المياه منها علي ثلاث مراحل وهذه تعد مشقه علي الفلاح كما أنها مليئة بالزبالة بل ومن أقذر أنواعها وتحدثنا كثيرا مع مديريه الري بالدقهلية وخاطبنا جميع الجهات المسئوله وكانت دائما إجابتها تحمل نفس الرد "هذه المسقي مسقي خصوصية ولابد أن يتم تنظيفها وتطهيرها علي حساب المنتفعين منها" كما أننا تحدثنا مع وكيل وزارة الزراعة بالدقهلية وكان رده نفس رد مدير مديريه الري تقريبا . أما على فياض فلاح اضا من ذات القريه فقال انهم قاموا بعمل مقايسة للترعة بوزارة الأشغال وطلبنا المساهمه فى التطهيرو كان رد المحافظة علينا بأن الميزانية لا تسمح ولكن يمكن أن تدخل الترعة مع مشروع الشروق لتنميه القرى وطلبوا منا ثلث أو نصف المبلغ المطلوب والذى يصل إلي 300 أو 350 ألف جنيه لان الميزانية كانت في عام 1991 ستتكلف من 600 إلي 650 ألف جنيه أي أنها ومع زيادة الأسعار الموجودة اليوم ستقفز هذه المقايسة لتتعدي المليون جنيه وزيادة وبذلك لن يستطيع الفلاح توفير هذا المبلغ نظرا للظروف التي نعيش فيها الآن. هذه الأزمه تثقل كاهل الفلاح وتضيق عليه الخناق فتكلفه الريه الواحدة تتعدي ال150 جنيه للفدان في 3 ريات أي أن الفدان يكلف 450 جنيه كما أن سوء استخدام السكان المحيطين بالترعة يؤثر علي الأرض والزرع والفلاح فالأرض والزرع تتأثر بالمواد الثقيلة الموجودة في المياه من ناتج إلقاء القمامة فيها كما أن الترعة أصبحت موطنا للفيروس بسبب هذه القمامة وتصيب الفلاح بالأذى في حاله نزوله فيها . ويشير عبدالله غراب فلاح من مركز السنبلاوين بمحافظة الدقهليه لدينا ترعه في حوض الشادي والترعة مقفولة تماما بسبب إلقاء السكان بالمنطقة للزبالة فيها والأهالي بتقوم بمنعنا كلما حاولنا تنظيفها وتطهيرها ولا نجد من يقوم بحمايتنا لحل هذه المشكلة وتحدثنا مع كل المسئولين ورفعنا أصواتنا لأعلي المستويات في المحافظة لكن لا حياه لمن تنادي وهذا ما يؤثر بالسلب علي الإنتاج الزراعي ويقلل من جودته وإنتاجيته فالفلاح مهضوم حقه فمن أين له أن يتكلف كل عبء المصروفات الزراعية فنحن اليوم فى موسم زراعه الأرز اللي بيحتاج ري كثيف وهذا غير متوفر خاصة للأراضى البعيده عن مصدر المياه فلا يتم ريها بصفه مستمرة بسبب ارتفاع تكلفتها . ويقول سمير مصطفى فلاح و خطيب فى مسجد القريه أنا خطيب جامع لكن عندي قطعه ارض ازرعها لاعيش منها فكلنا نعرف أن الراتب لا يكفي حتى يوم عشرة في الشهرو أقوم بزراعتها حتى أجد في نهاية الموسم الزراعى جوالين غله علشان اقدر أعيش أنا وأولادي واجد قوت يومهم وأنا مشكلتي بسيطة لان حيازتي قليله فانا كل ما املكه فدان واحد فماذا يفعل من يمتلك أربع أو خمسه أفدنه ؟ .. فعندما اذهب لمحطة البنزين لشراء صفيحة جاز فأننى ادخل معركة حربية مليئة بالمشادات الكلامية والسباب والشتائم وأحيانا يصل الوضع للتشابك بالأيدي والأسلحة كل هذه الصراعات من أجل زراعة فدان أرض فنجد إن الفلاح بعد ستة أشهر من العمل دون مقابل وما ربحه لا يكفي لسد احتياجاته الأساسية هو وأسرته فالمصروفات الزراعية لا حصر لها والمبيع من المحصول سعره لا يكفي باحتياجات الفلاح وأسرته . ويرى محمد صبري نقيب الفلاحين بالمنصورة أن مشاكل الفلاحين كثيرة وتحتاج للنظر إليها والعمل علي حلها فأحذروالفلاحين لم يقوموا بثورة حتى الآن وإذا قام الفلاحين بثورة فلن يجد الشعب المصري كله مايأكله . ورغم كل ما يمر به من مشكلات إلا أن الفلاح المصري صاحب انتماء لبلده وأهله ومتحمل للمسئولية وجدير بالإحترام . فمشاكل الفلاح لا تخصه وحده فحسب بل هي مشكلة دولة بأكملها دولة يسهم في إقتصادها بشكل كبير القطاع الزراعي وكذلك تعتمد عليه باقي القطاعات كالصناعة والتجارة فالزراعة ترس أساسي في دفع عجلة الإنتاج في مصرنا الحبيبة والحلول بسيطة ومتوفرة ولكنها تحتاج لحكماء ووطنيين يخافون علي الدولة ويعتزمون النهوض بها