في ذكرى انتهاء العدوان الثلاثي على مصر وانسحاب القوات البريطانية والفرنسية من منطقة القناة في 23 ديسمبر 1956ثم انسحاب القوات الإسرائيلية في 1957.نرصد تغطية الصحافة الفرنسية للعدوان، وردود الفعل العالمية.بدأت الصحافة الفرنسية الاهتمام بتغطية الأحداث منذ إعلان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر تأميم شركة قناة السويس عام 1956، وقصف قوات العدوان الثلاثي لمصر والإدانات العالمية آنذاك لهذا التدخل مما أدى إلى وقف إطلاق النار. صحيفة «لاهيومانتيه» الفرنسية، أبرز الصحف في فرنسا وقتها، قالت في افتتاحيتها «لقد قصفت مصر»، ووضعت عنواناً للأزمة على صفحاتها كان «ناصر جعل العلم المصري يرفرف على قناة السويس»، وذلك في إشارة إلى إعلان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، أمام حشد من المصريين في الإسكندرية في 26 يوليو 1956، تأميم قناة السويس يف خطوة لتحقيق الاستقلال الكامل لمصر من القوى الغربية. وقالت الصحيفة الفرنسية وقتها، إن ناصر أمم قناة السويس بعد رفض الولاياتالمتحدة تمويل بناء سد أسوان، لذا قرر تأميم القناة لتمويل بناء السد العالي. ووصفت الصحيفة خطاب ناصر ب«البليغ»، والذي قال فيه: «نحن نحارب ونشعر أننا سننتصر لترسيخ مبادئنا وهي الكرامة والحرية والعظمة، لإقامة دولة مستقلة استقلالا حقيقيا، فضلا عن الاستقلال السياسي والاقتصادي»، وأضافت الصحيفة أن ناصر كان واقعيا وكان يعلم أنه لا استقلال سياسي دون استقلال اقتصادي. وأصبغت الصحيفة العديد من الأوصاف على ناصر، وقالت إنه واحد من آباء العروبة، الذي كان يهدف إلى تعزيز الشعب العربي وتوحيده، مضيفة أن مصر أصبحت قوية في المجال الدولي بعد إعلان تأميم قناة السويس وتجميد أصول فرنساوبريطانيا، قررت الدولتان الانتقام سريعاً، فأعلنا في أكتوبر 1956 الحرب على مصر، بمساندة إسرائيلية. تعرض الجيش المصري لهجمات عنيفة لكن العدوان الثلاثي فشل في نهاية الأمر بعد تدخل الدول الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفيتي، اللذين قررا عدم دعم العدوان على مصر، وإعادة فتح القناة بعد قرار الأممالمتحدة بتأهيلها في أبريل 1957.قول بيير كورتاد رئيس القسم الدولي في صحيفة «موندياليست» الفرنسية، آنذاك، إن الحرب كانت عبارة عن أسوأ ردة فعل من الجانبين الفرنسي والبريطاني، مشيرًا إلى أن الحرب كانت انتهاكاً صارخاً لميثاق الأممالمتحدة. وأدان «كورتاد» التدخل الإسرائيلي الذي وصف بالوقاية غير المبررة، قائلاً: «هذه مؤامرة مرتبة في سرية وبعناية»، مؤكدًا أن مصر لن تركع مثلما لم تركع جبهة التحرير الوطني الجزائري، لافتا إلى أن فرنسا اعتقدت أن الهجوم على مصر سينهي المقاومة الجزائرية.وذكرت الصحيفة أن الأممالمتحدة كانت مستاء جدًا من التدخل الغاشم على مصر، حتى أعلنت وقف إطلاق النار يوم 2 نوفمبر، وأمرت إسرائيل وفرنساوبريطانيا بالتراجع. وأضافت أن سياسة المواجهة مع العالم العربي خاصة مصر، انتجت ثمرة سامة لن نستطيع أكلها. «لوموند» أكبر الصحف الفرنسية، قالت حينها، إن هناك جنود مصريين استسلموا للإسرائيليين في سيناء، مضيفة أن بريطانياوفرنسا استخدمتا إسرائيل لشغل الجيش المصري في سيناء، ويكون من السهل عليهما السيطرة على قناة السويس.ما صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية اليمينية، فخرجت لقرائها بمانشيت «باريسولندن تهاجمان السويس»، وأرفقت صورة لسيدة مصرية تبحث عن ابنها وسط ركام أحد منازل المدينة. ولفتت الصحيفة إلى أن عبدالناصر رفض رفضا قاطعا، طلبا بريطانيا بالذهاب إلى لندن.اما صحيفة «جورنال دي فينونس» الاقتصادي وقتها، أكدت أن رفض أمريكا والاتحاد السوفيتي مساعدة بريطانياوفرنسا في الحرب على مصر، يؤكد أن البريطانيين والفرنسيين كانوا يشعران أن واشنطن وموسكو على خط المواجهة في أزمة السويس.