أسفرت قرعة دور ال16 لدوري الأبطال عن 8 مواجهات متباينة من حيث الندية والقوة والخلفية التاريخية لمشاركات الفرق في المسابقة. أوقعت القرعة فريق نابولي صاحب المركز الأول في المجموعة الخامسة ضد فريق مانشستر سيتي صاحب المركز الثاني في المجموعة الثانية في صدام يبدو ظاهريًا اقرب لمصلحة الفريق الإنجليزي، لكن سجل الفريق الفرنسي مؤخرًا ضد الأندية الإنجليزية سيكون عامل قلق كبير لفريق المدرب الإسباني بيب جوارديولا. موناكو سبق له وأن أقصى تشيلسي من الدور نصف نهائي في دوري الأبطال موسم 2003/2004، كما انه اقصى أرسنال من دور ال16 في موسم 14/15، وتسبب هذا الموسم في إقصاء توتنهام من دور المجموعات لدوري الأبطال بعد ان تفوق عليه ذهابًا وايابًا، أي أن الفريق في سجله العديد من الضحايا الإنجليز على صعيد البطولة الأوروبية الأكبر. المواجهة بين الفريقين هي الأولى في تاريخهما على صعيد المسابقات الأوروبية، فريق مانشستر سيتي سيعول على قدرات المدرب جوارديولا الذي وصل في جميع مشاركته السابقة كمدرب في المسابقة إلى الدور نصف نهائي «7مناسبات»، لكن الفريق الفرنسي يعيش أفضل حالاته هذا الموسم مع المدرب البرتغالي ليوناردو جارديم الذي طور من أداء الفريق هجوميًا، وطغى ذلك على اداء الفريق في الدوري الفرنسي حيث سجل موناكو 53 هدفا في 17 مباراة في الدوري هذا الموسم، 13 أكثر من أي فريق آخر في الدوريات ال5 الكبرى. المباراة الثانية ستكون مواجهة غير مأمونة لحامل اللقب، عندما يواجه فريق نابولي فريق ريال مدريد في مباراة تبدو ظاهريًا في متناول يد الفريق الإسباني الذي حمل لقب البطولة القارية الكبرى في 11 مناسبة مختلفة اخرها في الموسمين الماضيين. نابولي احتل المركز الأول في المجموعة الثانية بينما حل ريال مدريد ثانياً في المجموعة السادسة، وسبق للفريقين أن التقيا أوروبيًا في موسم 1987/1988، وانتهت المباراتان بتفوق ريال مدريد بعد تعادله ذهابًافي إيطاليا وفوزه في الإياب. المباراة الثالثة ستكون مواجهة متوازنة بين بوروسيا دورتموند صاحب المركز الأول في المجموعة السادسة، مع بنفيكا بطل البرتغال، والذي احتل المركز الثاني في المجموعة الثانية. كلا الفريقين بدون أي ضغوط لتحقيق لقب البطولة، وكلاهما يسعى لتقديم دور الحصان الأسود والوصول لأبعد مدى ممكن في المسابقة، وقد سبق لدورتموند وان قدم دور مشابه في موسم 12/13، عندما وصل الفريق للمباراة النهائية للبطولة. صدام تاريخي وحيد هو ما جمع الفريقان في موسم 1963/1964، وانتهت مباراة الذهاب بفوز بنفيكا بنتيجة 2-1، لكن مباراة الإياب شهدت فوز دورتموند بنتيجة 5-0، وهي الهزيمة الأثقل في تاريخ مشاركات بنفيكا في دوري الأبطال «او الكأس الأوروبية» المسمى القديم حتى يومنا هذا. المباراة الرابعة ستكون مواجهة متكررة. أرسنال يواجه بايرن ميونخ لتكون المواجهة «ذهاب وإياب» رقم 7 و8 في دوري الأبطال في آخر 5 مواسم من المسابقة. أرسنال كان قد احتل المركز الأول في المجموعة الأولى، بينما احتل بايرن ميونخ المركز الثاني في المجموعة الرابعة. الفريقان سيتواجهان في دور ال16 من دوري الأبطال للمرة الرابعة «2005، 2013، 2014، 2017» ولا مواجهة أخرى «بين جميع الفرق» حصلت أكثر من مرتين في هذا الدور. تاريخ كبير بين الفريقين، لكن بايرن يمتلك الأفضلية تمامًا، فبايرن أقصى أرسنال من دور ال16 في موسمي 12/13 و13/14 «بالإضافة إلى 2004/2005»، بينما تواجها في دور المجموعات لموسم 15/16، واحتل بايرن صدارة المجموعة بينما حل أرسنال وصيفًا بعد أن تبادلا الفوز في ملعبيهما «2-0 لأرسنال في إنجلترا و5-1 لبايرن في ألمانيا». المباراة الخامسة هي صدام في متناول يد بطل إيطاليا، يوفنتوس الذي احتل قمة المجموعة الثامنة سيواجه فريق بورتو البرتغالي صاحب المركز الثاني في المجموعة السابعة. يوفنتوس لم يعرف الهزيمة من قبل في مواجهات بورتو التي تكررت أوروبيًا في 3 مناسبات فقط. في دوري أبطال موسم 2000/2001، ووقتها فاز يوفنتوس في إيطاليا ثم تعادل في البرتغال، لكن المواجهة الأبرز بين الفريقين هي نهائي بطولة أبطال الكؤوس الأوروبية 1984 التي شهد فوز يوفنتوس بنتيجة 2-1. المواجهة أيضًا ستشهد صداما بين 2 من أبرز الحراس في اللعبة، وهما جيانلويجي بوفون «يوفنتوس» وإيكر كاسياس «بورتو”، وسبق ان تواجها من قبل في الأدوار الإقصائية من دوري الأبطال لكن كاسياس وقتها كان مع فريقه ريال مدريد، وانتهت المواجهت ال3 بتفوق بوفون ووصول يوفنتوس للدور التالي من المسابقة. المباراة السادسة ستجمع بين أتلتيكو مدريد متصدر المجموعة الرابعة وفريق باير ليفركوزن الألماني الذي حل ثانيًا في المجموعة الخامسة في إعادة لصدام الفريقين السابق في دور ال16 في موسم 14/15، الصدام الذي شهد تفوق كلا الطرفين بنفس النتيجة على ملعبه «ليفركوزن فاز 1-0 في ألمانيا واتلتيكو فاز 1-0 في ألمانيا» واحتكم الفريقين وقتها لركلات الترجيح التي حسمت لمصلحة الفريق الإسباني. المباراة السابعة ستكون سيناريو مكرر ايضًا، عندما يستقبل برشلونة صاحب قمة الترتيب في المجموعة الثانية لفريق باريس سان جيرمان صاحب المركز الثاني في المجموعة الأولى. مثل أرسنال وبايرن ميونخ، ستكون المواجهتين القادمتين بين برشلونةباريس سان جيرمان هما رقما 7و8 بين الفريقين في آخر 5 مواسم من دوري الأبطال، من بينها 4 مواجهات في موسم 2014/2015. التفوق واضح للفريق الإسباني في المواجهات الأخيرة، من بين 8 مواجهات سابقة في تاريخ المسابقة الأوروبية، فاز برشلونة في 3، تعادل مثلها وخسر مباراتين. برشلونة لم يفشل في تجاوز دور ال16 للمسابقة منذ موسم 2006/2007، بينما كان الفريق الإسباني سببًا في خروج الفريق الفرنسي في موسمي 12/13 و14/15. مدرب باريس الحالي، اوناي إيميري، لديه سجل سيء تمامًا أمام العملاق الكتالوني، فلم يحقق الفوز في تاريخ مواجهاته ضد برشلونة سوى في مناسبة وحيدة من 23 مباراة «تعادل 6 وخسر 16»، كما انه خسر جميع مواجهاته في ملعب كامب نو، معقل برشلونة «9 من 9». المواجهة الثامنة والأخيرة ستجمع بين ليستر سيتي متصدر المجموعة السابعة وأشبيلية وصيف المجموعة الثامنة في مواجهة هي الأولى بين الفريقين في عهد دوري الأبطال، وإن كان الأمر طبيعيا قياسًا بأن ليستر يشارك لأول مرة في المسابقة. أشبيلية يمتلك تاريخا جيدا أمام المواجهات الإنجليزية، وعلى الرغم أن الفريق لم يسبق له تحقيق الفوز على الأراضي الإنجليزية في دوري الأبطال «خسر 2 وتعادل 2» إلا أن 2 من ألقاب الفريق في الدوري الأوروبي ال5 التي حققها في العقدين الأخيرين جاءت على حساب أندية إنجليزية «ميدلسبره وليفربول». ليستر سيتي لم يربح في 4 مباريات أوروبية ضد الأندية الإسبانية «تعادل 1 وخسر 3»، كل المباريات كانت ضد أتلتيكو مدريد.