شارك مينا أسعد كامل، مدرس اللاهوت الدفاعي، بخمسة كتب في معرض الكتاب القبطي الارثوذكسي، في نسخته الرابعة الذي يقام بالكاتدرائية المقرسية تحت رعاية قداسة البابا تواضروس في الفترة من 8 وحتي ال 22 من الشهر الجاري. ويعتبر كتاب "تناول المرأة" أبرز الكتب التي شارك بها الكاتب مينا أسعد كامل، نظرا لان الكتاب يأتي في اطار الرد علي الراهب يوئيل المقاري في قضية شائكة، وهي تناول المرأة في اوقات معينة، اثناء الحيض او بعد الولادة 40 يوما للذكر و80 يوما للأنثي، بالاضافة إلي كتابي "المعمودية في الكنيسة الأولي" و"مدخل إلي علم اللاهوت الدفاعي" ضمن سلسلة دراسات في العقيدة القبطية الأرثوذكسية بتقديم من الأنبا موسي الأسقف العام للشباب ومقرر لجنة الإيمان والتعليم، أما الكتابين الرابع والخامس فهما: الحق في الطلاق، والطلاق في المسيحية. قدم للكتاب القساوسة: لوكاس جرجس، وباسيلي سمير ومرقوريوس صموئيل، وهو دراسة لاهوتية، كتابية، آبائية، تاريخية، عرض فيها الكاتب للرد علي ما اعتبره اخطاء للراهب يوئيل المقاري، وفند فيها حججه، ورد علي الاراء التي استشهد بها الراهب يوئيل المقاري وهي: وتطرق الكتاب الي الرد علي كتاب اخرين ممن استشهد بهم الراهب يوئيل المقاري مثل المطران جوج خضر والقمص متي المسكين والاب بطرس سامي والقمص داود لمعي والدكتورة دونا رزق. تحدث الكتاب عن الاخطاء التي وقع فيها الراهب يوئيل المقاري _من وجهة نظر المؤلف_ ويقول انه تعامل مع تفسير رسالة امون ب"هوس فكري" وهذا الهوس في التطرف الفكري سيقوده في النهاية الي الهرطقة، والتاريخ خير شاهد. وأضاف الكتاب" في ص5 يوجد تقديم للانبا ابيفانيوس ورغم هذا التقديم لا يوجد اسمه علي الكتاب كمقدم له علي خلاف العادة وعلي النقيض نجد ان بعض مطبوعات اراهب يوئيل المقاري السابقة يعتمد علي وضع اول حرفين من اسمه بينما يضع اسم الاسقف الذي قدم الكتاب بشكل واضح بينما في هذا الكتاب وضع اسمه بخط يكاد يكون اكبر من اسم الكتاب نفسه... اترك هذه املاحظة لفطنة القاريء اارثوذكسي". وتابع الكاتب:" خالف الراهب يوئيل المقاري قواعد البحث العلمية.. وبالرغم من اهتمامه بوضع تاريخ ميلاد كل من اقتبس منهم في الهامش الا انه تجاهل عن عمد وضع تعريف "غريغوريوس الكبير" الذي اقتبست منه الكاتبة دونا، وهذا تدليس متعمد حتي يعتقد القاريء انه القديس غريغوريوس واضع القداس ولكن الحقيقة انه غير ارثوذكسي اصلا والكنيسة لا تعترف باقواله". وأشار الكاتب الي ان الراهب رغم انتمائه للكنيسة الارثوذكسية الا انه اقتبس اراء من خارج الطائفة مثل اقتباسه من الدكتورة ماريا فوتيني وهي خلقدونية الإيمان علي حد قوله ويري انها تعرضت لتجربة عصيبة في صغرها انعكست علي تعاليم سببت لها عقد نفسية"فهي تستهل ما تقوله قائلة: كل الامهات المتدينات التقيات يشرحن لبناتهن الشابات اللواتي اللاتي يتاثرن بسهولة انه في فترة تدفق دماء الحياة التي يجتزن فيها فانهن يكن في فترة من النجاسة، وبالتالي يجب الا يلمسن اي شيء علي الاطلاق، له علاقة بعبادة الله...ولسنا ندري كيف جزمت الدكتورة ان كل الامهات تفعلن ذلك ناهيكم عن السخرية الواضحة في وصفها اياهن بالتقيات، عفوا يا سيادة الدكتورة فكون والدتك المتدينة التقية لها بعض المفاهيم الخاطئة فاننا نطمئنك ان امهات فتياتنا الارثوذكسيات لا يتطرقن في تعليمهن لهذا الشكل الذي سبب لك عقدة. وناقش الكاتب اطروحات محورية استندت عليها اغلب الدراسات التي اباحت للمرأة التناول في فترات معينة، واعتبرها استندت علي اراء خاطئة، ومنها التأثر بالثقافة الأسلامية، وقال ان القوانين الكنسية تحدثت عن هذه القضية قبل ظهور الدين الاسلامي بقرون، أما "التهود" فقال ان هناك اختلاف في مفهوم هذه الفترة للمرأة بين العهد القديم والعهد الجديد يرجع للادراك الحقيقي لمعني النجاسة التي تمثل النقطة الاهم في الاطروحات التي تبيح للمرأة التناول، وقال ان هذه الفكرة لا وجود لها في "ارثوذكسيتنا الجميلة". وأضاف ان منع المرأة من التناول لا يعيب المرأة او ينتقص من ادميتها في المسيحية، فهي معينة للرجل ويلتصق بها الرجل في سر الزيجة، وكانت المرأة من اوائل من خرجن وراء المخلص في بداية كرازته، ولا يعني عكوف المرأة عن التناول انها لا تصلي، ولا تلمس الكتاب المقدس ولا تعتبر نجسة، فكلها افكار ترفضها الكنيسة وليس لها وجود في التراث، فهذه الفترة لا تكون المرأة فيها مهيئة او مستعدة للتناول علي الوجه الاكمل ويتيح التعليم الكنسي اعطاء الحل بالتناول في الحالات المرضية المستعصية والخطرة، فيعطية الحق في منح سر الافخاريستيا للمرأة الحائض ان استدعت الحالة. وشدد علي فكرة ان التعليم الكنسي لا ينظر الي فترة النزيف علي انه خطية او نجاسة او دنس، فالدنس مصدره الخطية والخطية فقط. اما الكتاب الثاني "مدخل الي علم اللاهوت الدفاعي" فيعتبر الكتاب الوحيد باللغه العربية الذي يأخذ خطوات جادة لتأصيل علم اللاهوت الدفاعي خاصة وأن المسمى متداول دون أن يكون هناك قواعد للعلم أصلا. ويبدأ الكتاب بتعريفه لعلم اللاهوت بانه "العلم الذي يتحدث عن الله تبارك اسمه ولا يجوز ان يتحدث عن الله الا الذي عرفه او علي الاقل تتلمذ علي يد الذي عرفوه ويحتاج الي: دقة تعبير ودقة تفسير ومعرفة واختبار المصادر المعتمد عليها"، ويري ان اللاهوت الدفاعي هو "مجموعة من المعارف والتطبيقات المتناسقة والمترابطة التي تدور حولل الكتاب المقدس والعقيدة المسيحية تتسم بمنهج علمي ثابت وتمتلك معايير ودلالات منضبطة غير متغيرة تهتم بالشرح العقلي للاثباتات المؤكدة علي صحة المفاهيم الالهية عقليا، تلك التي اعلنها الله لنا في كلمته لتاكيد صحة المسيحية امام غيرها من العقائد والافكار والفلسفات. ويجيب الكاتب عن اهمية وجود مدافعين عنها، نظرا لوجود تحديات تتمثل في الديانة اليهودية والاخري التي لم تتفهم العقيدة المسيحية، الي جانب الفلسفة اليوناينة والهرطقات. ويهدف المدافع الي تطوير فكر الغير مسيحيين لقبول الفكر المسيحي، وضحد الشبهات باستخدام الحجج الفلسفية، ونقد المعتقدات الاخري، وجعل المعترض يقتنع بان الايمان المسيحي هو الصحيح. واستشهد بالعديد من معاني الحكمة التي جاءت في الكتاب المقدس منها "لان الرب يعطي حكمة. من فمه المعرفة والفهم_ طوبي للانسان الذي يجد الحكمة وللرجل الذي ينال الفهم_ وانما ان كان احدكم تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعيره، فسيعطي له". وتحدث عن اهمية الفلسفة في اصقال العقل وتمكينه من التفكير العميق واكسابه دقة البحث وملكة النقد الصحيح، وارتباط الفلسفة باللاهوت، فكلاهمها علم العلوم، الا ان الفلسفة تبحث عن الله، اما اللاهوت فيثبت وجود الله معتمدا علي الفلسفة. وأنهي الكاتب الفصل الاخير بالمدارس الفلسفية في نشاة المسيحية، وتاثرها بالفكر الهلهيني_عصر يتصف بانحدار الثقافة والفكر_ والتي انقسم المسيحيون حولها الي ثلاثة مدارس: الأولي تنكره تمام، الثانية تؤكد ان الاسلوب المسيحي تأثر به، أما الثالثة فتري ان سابقتيها متطرفتين وان المسيحية في الاصل مبنية علي العهد القديم. وظهر الادب الدفاعي باسلوبه الفلسفي بقوة عندما واجه المسيحيون ديانات مثل "مثرا"، وكان لمدرسة الاسكندرية وارتباطها بالفلسفة دورا مهمة في الدفاع عن الايمان المسيحي عندما انشأها الانبا غريغوريوس، وانقسم طلاب المدرسة الي فريق وثني المعتقد يبحث عن الحق، وثاني وثني الاصل امن بالمسيح وهو في مرحلة الفهم والنضج قبل نواله سر المعمودية، وثالث نال نؤصل نفسه للخدمة، وهو مدرسة المدافعين، وتطورت مناهجها حتي انقسمت الي دراسة العلوم كالهندسة والقسم الثاني مرحلة الفلسفة، والاخي رالعلوم اللاهوتية، وادي هذا التطور الي عدم التمييز بين الفلسفة واللاهوت. وكان الكتاب الثالث الذي شارك به مينا اسعد كامل في المعرض القبطي هو "المعمودية في الكنيسة الاولي" وتناول أهمية المعمودية اليت بدونها لا يستطيع الانسان ان يخل الملكوت، "الجنة"، خطورة التعليم المخالف لتعاليم الكنيسة الذي كان يقوم به الاباء والرسل، وتطرق الكاتب الي راي الكتاب المقدس في المعمودية والتقليد الابائي. أما الكتاب الرابع فكان "الحق في الطلاق" وهو سلسلة من ردود الكاتب علي رابطة "اقباط 38" وغيرهم ممن ينادون بالتوسع في الطلاق لاسباب لم ترد في الكتاب المقدس بعهديه. وحمل الكتاب الخامس عنوان" الطلاق في المسيحية" وهو كتاب من سبعة فصول، يهدف الكاتب من خلالها الي عرض الاصول الكتابية والابائية والقانونية والمجمعية الخاصة بمسالة الطلاق، انطلاقا من الحفاظ علي وصايا المسيح_ علي حد تعبيره_ وعلي تراث الكنيسة الارثوذكسية.