شهدت محافظة إدلب في شمال غرب سوريا خلال الساعات الماضية تصعيدا في القصف الجوي الذي استهدفها موقعا 35 قتيلا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، فيما نددت منظمة الاممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) بمقتل 22 طفلا في غارات على مدرسة. وتزامن ذلك مع انتقاد حاد لمنسق العمليات الإنسانية في الأممالمتحدةلروسيا على خلفية الغارات التي شهدتها الأحياء الشرقية في حلب في الأسابيع الماضية. على جبهة أخرى، تكثفت التصريحات الغربية حول استعدادات لفتح جبهة الرقة، معقل تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا، تزامنا مع تقدم الهجوم على مدينة الموصل في شمال العراق. وأعلنت اليونيسيف الأربعاء مقتل 22 طفلا وستة مدرسين في الغارات الجوية التي استهدفت الأربعاء مدرسة في محافظة إدلب. واعتبر المدير العام للمنظمة الدولية أنتوني لايك في بيان أن هذه الضربة قد تكون "الهجوم الأكثر دموية ضد مدرسة منذ بداية الحرب" في سوريا قبل خمسة أعوام ونصف. وقال "إنها مأساة، إنها فضيحة. وفي حال كان الهجوم متعمدا، فهذه جريمة حرب".
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان ذكر أن طائرات حربية لم يحدد هويتها نفذت ست ضربات على بلدة حاس في ريف إدلب الجنوبي استهدفت مدرسة ومحيطها، ما تسبب بمقتل 35 مدنيا بينهم أطفال، وأصابة العشرات. وأوضح ناشط في مركز إدلب الاعلامي المعارض أن "أحد الصواريخ سقط على مدخل المدرسة أثناء خروج التلاميذ منها إلى منازلهم بعدما قررت إدارة المدرسة إغلاقها بسبب الغارات". ولم تحدد الأممالمتحدة هوية الطائرات التي شنت الغارات. وعلق السفير الروسي لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين على الموضوع قائلا "هذا مرعب، مرعب. آمل ألا نكون متورطين". وأضاف "سيكون سهلا أن أقول لا (لسنا نحن) ولكنني شخص مسؤول، علي أولا أن أرى ما سيقوله وزير دفاعنا". ويسيطر "جيش الفتح"، وأبرز أركانه "جبهة فتح الشام" (جبهة النصرة سابقا) على محافظة إدلب. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القصف السوري والروسي على المحافظة أوقع 89 قتيلا و150 جريحا خلال سبعة أيام. وفي نيويورك أيضا، ندد منسق العمليات الإنسانية في الأممالمتحدة ستيفن أوبراين أمام مجلس الأمن بالغارات السورية والروسية على الاحياء الشرقية في مدينة حلب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة والتي حصت خلال الاسابيع الماضية مئات القتلى، قائلا إن "تبعاتها على السكان كانت مرعبة".
وقال أوبراين إن "المدنيين يتعرضون للقصف من القوات السورية والروسية، وفي حال بقوا على قيد الحياة، يموتون من الجوع غدا"، مضيفا "هذا تكتيك واضح وغير مقبول".
وتحاصر قوات النظام السوري الأحياء الشرقية منذ حوالى ثلاثة أشهر شهدت خلالها هذه الأحياء غارات مكثفة، بينما تنقص فيها المواد الغذائية والأدوية. وفشلت هدنة تم الاتفاق عليها بين الولاياتالمتحدة الداعمة للمعارضة وروسيا الداعمة لدمشق في أيلول سبتمبر في إدخال مساعدات إنسانية إلى المنطقة. كما فشلت هدنة ثانية معلنة من جانب واحد من موسكو قبل أيام في دفع المدنيين أو المقاتلين الراغبين بالخروج من شرق حلب إلى المغادرة. كما فشلت جهود برعاية الاممالمتحدة لإخراج جرحى. واتهم السفير الروسي في الاممالمتحدة أوبراين بالإدلاء ب"تصريح معيب" والظهور ك"متعجرف". ورفض تشوركين قبول "الوعظ كما في الكنيسة". وسارعت السفيرة الأميركية سامانثا باور ونظيراها البريطاني والفرنسي إلى دعم أوبراين. وقالت باور تعليقا على إعلان موسكو إنها تستهدف في غاراتها فقط "المجموعات الإرهابية"، "هل تعتقد روسيا حقا أن جميع الأطفال في شرق حلب ينتمون إلى تنظيم القاعدة؟". أكد السفير البريطاني ماثيو رايكروفت أن على موسكو وقف القصف واستخدام تأثيرها على دمشق، وفرض "هدن إنسانية طويلة بشكل كاف ومنسقة" مع الأممالمتحدة. وقال السفير الفرنسي فرنسوا دولاتر "نعلم جميعا أن عرقلة المساعدات الإنسانية هي من فعل النظام وداعميه"، معتبرا أن "الحل يكمن في انهاء القصف". سياسيا، أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية مساء الأربعاء أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف سيتوجه الجمعة إلى موسكو لعقد اجتماع مع نظيريه الروسي والسوري حول الوضع في سوريا. وقال بهرام قاسمي إن ظريف سيعقد اجتماعا مع نظيره الروسي سيرجي لافروف أيضا. وتدعم إيرانوروسيا ماليا وعسكريا نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
على الجبهة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، أعلن وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر ونظيره البريطاني مايكل فالون الأربعاء أن الهجوم لاستعادة مدينة الرقة السورية من تنظيم "الدولة الإسلامية" سيبدأ "في الأسابيع المقبلة".
وجاءت تصريحات الوزيرين بعد عشرة أيام تقريبا من بدء القوات الحكومية العراقية الهجوم على مدينة الموصل العراقية التي تعتبر آخر معقل كبير لتنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق، بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية. وكانت فرنسا استضافت هذا الأسبوع اجتماعا شاركت فيه دول عدة من التحالف بحث في الاستعدادات لهجوم محتمل على الرقة.