عمل سكرتيرًا لثلاثة مرشدين.. وتولى عقد الصفقات مع الأمن قبل ثورة يناير خطب فى معتصمى رابعة.. والجماعة تستخدمه لإعادة شمل الكتائب المشتتة على الرغم من عدم رغبته فى تولى أى مسئوليات خلال الفترة الراهنة، مكتفيًا بإدارة ما أسمته جماعة الإخوان «صندوق دعم أسر المعتقلين»، إلا أن مقتل القيادى الإخوانى الدكتور محمد كمال، والذى يتهم بقيادة لجان العمليات النوعية المسلحة، دفع السبحى للخروج من الظل لقيادة جبهة كمال، حسبما أكدت مصادر مطلعة من داخل الجماعة، ورغم انتمائه إلى فريق القطبيين الذين يتزعمهم القائم بأعمال المرشد، محمود عزت؛ إلا أن ذلك لم يمنع السبحى من القبول بمهام المنصب الجديد لاحتواء غضب الشباب. مسعود السبحى الذى بات على أبواب قيادة التيار المسلح داخل الجماعة والذى يعتبره شبابها «رمانة ميزان الجماعة»، خاصة وأنه كان سكرتيرًا شخصيًا وخازن أسرار ثلاثة من مرشدى التنظيم، وهم مأمون الهضيبى ومصطفى مشهور ومحمد بديع، علاوة على أنه رجل الصفقات مع الأمن من الدرجة الأولى حسب وصف المقربين منه، وهو الأمر الذى جعله بعيدًا عن الملاحقات الأمنية التى طالت كل قيادة تنتمى للإخوان. وظل لغز هروب «السبحى» بعيدًا عن الملاحقة يطارد الرجل الذى اعتلى منصة رابعة العدوية وظل يخاطب المعتصمين على مدار 40 يومًا مدة الاعتصام بضرورة الثبات والدفاع عن الشرعية. والتحق السبحى بالجماعة وعمره 13 عامًا، ليكون أصغر عضو فى شعبة إخوانية، ثم أصبح عضوًا بفريق الكشافة الذى أسسه حسن البنا ثم مدربًا للمجموعات الإخوانية التى أصبحت فيما بعد النواة الأولى للتنظيم الخاص، وتدرج فيما بعد لينضم لتنظيم 65 الذى أسسه سيد قطب لتكفير المجتمع والنظام، ووقتها كان يعمل سكرتيرًا للمرشد مأمون الهضيبى ثم قُبض عليه وحكم عليه بالسجن 8 سنوات خلال هذه المدة. وبناء على معلومات من مصادر مقربة من الرجل، فإن «السبحى» استطاع أن يؤسس شبكة علاقات أو بمعنى آخر جسور علاقات طيبة بين الأمن والتنظيم مستفيدًا من كم المعلومات التى امتلكها عن التنظيم ورجال النظام الخاص ومخازن السلاح وبعد خروجه من السجن وتبدل ظروف الإخوان من حال إلى حال سافر إلى الإمارات ثم إلى اليمن ليعود فى النهاية إلى مصر ليعمل سكرتيرًا للمرشد مصطفى مشهور، ويساعده فى إحياء التنظيم الخاص من جديد بمشاركة محمود عزت، وجمعة أمين، ومحمود حسين، ومحمود غزلان، ومهدى عاكف، ومحمد بديع. ووفقًا للمصادر، فإن السبحى تولى التواصل مع الأمن وعقد الصفقات والاتفاق على عدد المقاعد التى ستحصل عليها الإخوان فى البرلمان قبل ثورة 25 يناير، إلا أن خيرت الشاطر نائب المرشد تصدر الصورة فيما بعد، لكن السبحى كان يدير الأمور من خلف الستار ولا يتدخل إلا فى المسائل الكبيرة، وعلاوة على دوره التنظيمى فإنه لم يغفل لحظة عن مراقبة الإصلاحيين. السيد المليجى عضو مجلس شورى الإخوان السابق، قال إن السبحى رجل أمنى من الطراز الأول، وكانت له اتصالات بوزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى، علاوة على التقارير التى كان يكتبها عن إصلاحيى التنظيم ويقدمها لمكتب الإرشاد، وأثناء سفره بالخارج كان مسئولًا عن إخوان الخليج يُحصل منهم أموال الاشتراكات الشهرية ليعيد إرسالها مرة أخرى إلى التنظيم فى مصر». ومحليًا كان السبحى هو المسئول عن القيادات الشابة داخل الجماعة وتأهيلهم تنظيميًا ليصبحوا همزة الوصل بين مكتب الإرشاد وشباب التنظيم وعمل «تقارير نشاط» لهم، واختيار نقباء الجماعة على مستوى الجمهورية، كما أنه كان الشخص المنوط به مراقبة رفاقه داخل التنظيم لمعرفة مدى انتمائهم وولائهم لقيادات التنظيم. أما عن الدور الدولى للسبحى، فتمثل فى جمع أموال اشتراكات العاملين بالخارج، فضلاً عن مسئوليته بشأن قاعدة بيانات أعضاء الجماعة، وهى بمثابة «سجل مدنى إخوانى» حيث يدون بها أسماء الأعضاء العاملين على مستوى العالم ووظائفهم وحجم الاستفادة منهم بحسب المكان الذى يشغلونه. وفى أعقاب الإطاحة بنظام الرئيس المعزول محمد مرسى، فإن السبحى ومعه مجموعة من قيادات الصف الثانى للجماعة استغلوا حماس قيادات شابة فى تشكيل مجموعات إرهابية فجرت أزمة داخل الجامعات المصرية وعرفت ب«أحفاد تنظيم 65». واختفى السبحى تمامًا عن الإعلام عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسى، وعلى الرغم من محاولات قناة الجزيرة إجراء حوار معه أكثر من مرة؛ إلا أنه كان دائمًا ما يرفض الظهور فى الإعلام ويفضل البقاء فى الظل. وكشفت مصادر مقربة من الجماعة، أن هناك عددًا من اللجان النوعية التى كان يترأسها كمال تسير نحو الانعزال نهائيًا، وتسعى لترتيب أوراقها وخلق نظام هيكلى ثالث فى إطار مجموعة ثالثة داخل الجماعة، وأن طريقها الوحيد الذى ستشرع فيه هو العنف بطريقة الثأر. ولايزال مصير المجموعات التى عملت تحت قيادة كمال غير معلوم فى الوقت الراهن، نظرًا لأن غالبيتهم من الشباب صغار السن، وقد يكونون أقرب للمتحدث الرسمى للجماعة محمد منتصر الذى أعلن ضرورة الرد بالعمل المسلح. وتتوقع المصادر، اتجاه مجموعات اللجان النوعية إلى خلق هيكل تنظيمى شبابى مستقل لعدم ارتباطهم بأى من قرارات الجبهات العليا سواء كانت جبهة عزت أو الجبهة التى سيتولاها السبحى خلال الأيام المقبلة، خاصة أنهم يرون أن السبحى قد يقود الجبهة للصلح وهو الأمر الذى يرفضونه.