يحيط فيلته بالكلاب البوليسية لمنع تسلل أحد.. ومواطنون يطلبون لقاءه دون جواب ثورة غضب فى شوارع بلقاس ضد عجينة بعد تصريحاته الأخيرة.. والشيخ: «مختل عقليًا» بعد التصريحات الأخيرة التى أثارت الرأى العام، والتى أطلقها إلهامى عجينة، عضو مجلس النواب عن دائرة مركز ومدينة بلقاس التابعة لمحافظة الدقهلية، التى كانت إحداها أن 64فى المائة من رجال مصر يعانون من الضعف الجنسى، وأنه لا يتناول المنشطات الجنسية، وتصريحه الآخر الذى طالب فيه بكشوف للفتيات للتأكد من عذريتهن قبل دخولهن الجامعات للحد من ظاهرة الزواج العرفى، وبسببها أحيل للجنة القيم بمجلس النواب بعدما تقدم عدد من النواب بشكاوى ضده، ذهبت «الصباح» إلى مسقط رأسه فى بلقاس للتعرف عن ردود أفعال أبناء دائرته، والتى أجمع الكثير منهم أنه أساء لهم، مؤكدين أنهم لم يروه منذ أن نجح فى الانتخابات البرلمانية، مشيرين إلى أنه ترك أزمات ومشاكل مدينته تضرب المواطنين وتفرغ للتصريحات الجنسية فقط. الرواية الأكثر انتشارًا بين المواطنين فى بلقاس، هو الاستغراب حول نجاح النائب عجينة فى اللحظات الأخيرة، خاصة أن الكثيرين لا يعرفونه، ولم يكن على ارتباط ومعرفة بالمواطنين، وكانت البداية من خطيب جحوش، المرشح المنافس لإلهامى عجينة فى الانتخابات الماضية، مؤكدًا أن المنافسة كانت تنحصر بينه وبين مرشح آخر يدعى محمد المعداوى، متوقعين فوز أحد منهم بمقعد الدائرة، واستمر ذلك حتى الساعة الخامسة صباحًا يوم إعلان النتيجة، وعلم الجميع حينها أن الأمر قد حسم لأحد المرشحين، ثم فوجئ الجميع بفوز إلهامى عجينة بالمقعد، دون أن يعرف أحد كيف حدث ذلك - حسبما ادعى المرشح السابق خطيب جحوش. فيما قال يسرى المغازى، عضو مجلس النواب عن دائرة بلقاس ل«الصباح» إن هناك غضبًا شديدًا لدى الأهالى ضد النائب عجينة، بعد تصريحاته المتعددة التى أثارت الرأى العام كله ضده، مشيرًا إلى أنه كان هناك خلاف سابق بينه وبين عجينة خلال فترة انتخابات مجلس النواب، لأن عجينة كان ينتمى لتحالف انتخابى منافس للمغازى فى نفس الدائرة الانتخابية، لكن هذه الخلافات انتهت بانتهاء الانتخابات، مضيفًا أن أحد الأشخاص استغل التكنولوجيا وقام بالاتصال بإحدى الصحف عبر رقم تليفونه الشخصى (المغازى) لإقحامه فى الموضوع، وكأن هذا المطلب العجيب هو مطلب لنواب الدائرة بالكامل، ونوه المغازى إلى أنه وقف تحت قبة البرلمان وأجرى اتصالًا بالدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب وظهر رقم عبدالعال نفسه فى واقعة مشابهة لما حدث مع المغازى. يسرى المغازى بدوره أوضح أنه سيفصح خلال أيام عن اسم المتورط فى هذه الخدعة، منوهًا إلى أنه أحد النواب عن دائرة مدينة بلقاس بمحافظة الدقهلية، مستبعدًا أن يكون هو النائب وحيد قرقر، عضو مجلس النواب عن دائرة بلقاس، ومؤكدًا أنه تقدم ببلاغ للنائب العام الأسبوع الماضى يحمل تفاصيل الواقعة. رحلة المدينة منذ أن وطأت أقدامنا أرض بلقاس، الذى يطلق عليها سكانها «جمهورية التوك توك» حيث تزدحم الشوارع بها، ويضربها نوع من الفوضى، صادفتنا لافتة زرقاء تكسوها كميات من الأتربة، مكتوب «هنا بلقاس» مدينة نائب «كشف العذرية»، إلهامى عجينة. لقاؤنا الأول كان مع سيدة أربعينية تدعى انتصار، خرجت لتوها من مجلس المدينة، بعد أن فشلت فى لقاء رئيسه لعرض مشكلاتها عليه، خاصة أنها تحتاج لتركيب أعمدة إنارة أمام منزلها، وتوصيل صرف صحى له، مؤكدة أنها حاولت مقابلة النائب إلهامى عجينة من قبل لكنها فشلت، مشيرة إلى أنه لا يخدم أحدًا من أبناء دائرته. واعترضت انتصار بصوت غاضب على تصريحات عجينة، قائلة إنه أساء لنساء مصر جميعًا، ولنساء مدينة بلقاس بشكل خاص، وأنه لا يصلح نائبًا فى البرلمان ولابد من إسقاط عضويته. حسين الشيخ، رجل ستينى، يعمل سائقًا، سألناه عن رأيه فى نائب دائرته إلهامى عجينة، وقبل أن نكمل سؤالنا قاطعنا قائلًا «دا راجل مختل عقليًا»، وأنه لا يمثلهم على الإطلاق، وأنه قد أساء لأهالى الدائرة جميعهم وخاصة إلى نسائها وبناتها، وأنهم لا يشرفهم أن يكون هذا الرجل متحدثًا عنهم، وأنه لا أحد من أهالى الدائرة أعطاه صوته لأنه لم يكن معروفًا من قبل انتخابات مجلس النواب، مضيفًا «لا نعرف كيف نجح فى الانتخابات»، وأن المدينة تعانى من مشكلات كثيرة، وينتشر فيها البلطجية والمخالفون وتجار العملة ولا يتصدى لهم أحد. بجانب الحاج حسين، يجلس سمير عبدالحميد، رجل فى الأربعينيات من عمره وكان رأيه يتفق مع الرأى السابق، وأنه لا أحد من أهالى الدائرة كان يعرفه قبل دخوله المجلس، وأن نجاحه فى الانتخابات كان «لعبة»، لأنه لا أحد أعطاه صوته، وعن تصريحاته الأخيرة علق سمير قائلًا، إنه إنسان غير سوى أخلاقيًا، ولا بد من الكشف عن مدى سلامة قواه العقلية. واستطرد عبدالحميد، أن مشكلات أبناء الدائرة كثيرة، فلا توجد خدمات صحية ولا رقابة على الأسعار التى ارتفعت بشكل جنونى، ومستوى الطرق فى المدينة سيئ للغاية، وهناك مشكلات فى أسعار الكهرباء والعدادات الجديدة، ولا يوجد أى من نواب الدقهلية يقدم خدمات للأهالى ولا حتى نائب دائرة بلقاس إلهامى عجينة، الذى لم نره قط بعد نجاحه فى الانتخابات، فلم يفتح مكتبه لتلقى الشكاوى كما يفعل النواب، ولا يساعد أى مواطن من أبناء دائرته التى من المفترض أنه يمثلهم - على حد قوله. قاطعنا الحاج عبد الشفيع أبوالريش، والذى تصادف مروره فى الشارع، وهو يحمل ابنه المريض، قائلًا«إلهامى عجينة عايش فى فيلته ما يعرفش عننا حاجة»، وأضاف: أن ابنه المصاب بمرض السكر مصاب بجرح فى القدم منذ فترة طويلة وأنفق على علاجه ما يقرب من 40 ألف جنيه، وباع كل ما يملك لعلاج ابنه. وأشار أن نجله المصاب محمد الذى كان برفقته، 46 عامًا، أنهم قد ذهبوا إلى فيلا النائب إلهامى عجينة الكائنة فى طريق «بلقاس- جمصة» والتى تحاصرها الكلاب المفترسة من كل النواحى، لكى يساعدهم فى علاج ابنه، ولكن لم يستطع مقابلته، وتكرر ذلك 5 مرات، ولكن كل مرة تنتهى محاولاتهم لمقابلة النائب بالفشل، حتى أن بعض المرات جلسوا فى الشمس ل 8 ساعات متواصلة طالبين مقابلته مما أضر بالجرح الذى فى قدمه، وبعد هذه المدة من الانتظار لم يستطيعوا مقابلته. ما لمسته «الصباح» خلال التجوال ليوم كامل فى بلقاس، هى وجود ثورة غضب مكتومة بين الأهالى، وأنهم إذا رأوا النائب عجينة سيفتكون به على الفور، وبعدما وصفوا تصريحاته ب«المستفزة»، وانهم لم يروه فى بلقاس لا قبل الانتخابات ولا بعدها. رزق فرج، أمين عام نقابة الفلاحين ببلقاس، قال إن المدينة تعتبر بلا نواب وأن جميعهم لم يقدموا أى خدمات لأهالى الدائرة ولم يفتح أى منهم مكتبًا لحل مشكلات المواطنين، ولم يحقق أىُّ منهم وعودهم الانتخابية لأبناء دائرتهم. واتفق شريف توفيق، مهندس، 39 عامًا مع هذا الرأى قائلا إن مشكلات الأهالى كثيرة، وأن النائب إلهامى عجينة لم ينتخبه أحد سوى أفراد عائلته، وأن هناك ثورة فى المدينة من الأهالى ضده بسبب تصريحاته الأخيرة.