واحة جغبوب الموازية ل«سيوة» نقطة ضعف يلجأ لها التنظيم بعد هزيمته فى «سرت» ناجح إبراهيم: عينهم على سيناء.. وضابط مخابرات سابق: بدأوا تكوين «داعش الصحراء الكبرى» تحذيرات غامضة أطلقها وزير الدفاع الفرنسى جان إيف لودريان، الإثنين الماضى، أشار فيها إلى خطر انتقال عناصر من تنظيم «داعش» إلى تونس أو مصر، عندما يتم طردهم من المناطق التى يحتلونها فى ليبيا. جان قال، فى تصريحاته المقلقة، إلى أنه «يتعين علينا أن نضع فى الحسبان بشكل جدى انتشار الإرهابيين بعد استعادة سرت وربما بنغازى من أيديهم، فهذا سيتسبب بشكل غير مباشر فى مخاطر جديدة لتونس ومصر». تصريحات لودريان، تزامنت مع تقدم قوات عملية البنيان المرصوص فى سرت وقوات الفريق خليفة حفتر فى بنى غازى وفى المناطق المجاورة، وهو الأمر الذى دفع بعض المقاتلين فى سرت إلى الهروب إلى المدن المجاورة للمدينة لشن هجمات على قوات الإمداد التى تمر إلى سرت، إلا إنه وبحسب مصادر مطلعة من سير العمليات فى ليبيا، فإن بعض عناصر التنظيم فروا خوفًا من قتلهم، وبعضهم لجأ إلى مدينة الجفرة خلال الأيام الماضية. وأعلنت القوات القضاء على رءوس التنظيم فى محاور سرت، فى أعقاب تحقيق تقدم ميدانى ملحوظ، فيما أكد مصدر عسكرى مقتل عدد من قيادات التنظيم فى سرت، منهم أبوبكر التباوى ويونس الترهونى وحسونة الفرجانى وأمير شرطة التنظيم بسرت حسن الصفرانى، وهم ليبيون الجنسية، وكذلك أحمد بسام زيدان المكنى ب«أبو الخطاب السورى»، عقب هروبه من سرت ولجوئه إلى إحدى العائلات فى بن جواد، التى فر إليها عدد من عناصر التنظيم بعد اشتداد القتال فى سرت. فى ذات الإطار قال ناصر الهوارى، رئيس منظمة ضحايا لحقوق الإنسان الليبية والمتخصص بشئون الحركات المتطرفة «خطورة هروب عناصر التنظيم من سرت ستكون باتجاه تونس ثم مصر، خاصة أن أكبر عدد من المقاتلين المتواجدين فى التنظيم هم من تونس، وبعدهم المقاتلون المصريون، من حيث العدد والمهام». وأوضح الهوارى أن بعض عناصر التنظيم تشكل خطورة على الحدود المصرية، نظرًا لطولها وصعوبة السيطرة عليها بشكل كامل، خاصة فى منطقة واحة جغبوب الموازية لواحة سيوة، التى يصعب فيها إحكام السيطرة الأمنية. وكشف الهوارى عن عدد من المناطق التى يمكن أن يلجأ إليها داعش حال هروبه من سرت، وأولها الجفرة التى تبعد عن سرت نحو 120 كيلو مترًا، وأنه يمكن أن ينطلق من المدينة إلى أى مكان، نظرًا لسهولة التحرك منها حال مهاجمته هناك. وفيما يتعلق بسيناريوهات الهروب إلى مصر والمناطق التى تمثل ضعفًا بالنسبة للحدود المصرية الليبية، أوضح الهوارى أن عمليات التهريب يمكن أن تتم من خلال القوارب الصغيرة، التى تستخدم فى الهجرة غير الشرعية، عبر طبرق مرورًا بسيدى برانى ومدينة النجيلة، ومن ثم إلى السلوم ومطروح، وقال «هذه المناطق تشهد عمليات تهريب بشكل كبير، واختباء عناصر التنظيم فى جرافات الصيد أو القوارب أو سفن التهريب يمكن أن تتم بسهولة». وأشار هوارى إلى أن واحة جغبوب تعد نقطة الضعف الأكبر، نظرًا لصعوبتها وخطورة دروبها، وأنها تستعمل فى تهريب السلاح والمخدرات وغيرها. فيما كشف العميد حسام العواك ضابط المخابرات الجوية السورية المنشق أن «التنظيم سينتقل من خارج سرت إلى عدة أماكن، وسيؤسس خلايا صغيرة فى عدد من المدن الليبية، وبالطبع سيحاول الدخول إلى مصر، إلا أن التشديدات الأمنية المصرية قد تحول دون ذلك، لكن التنظيم سيلجأ إلى غرب إفريقيا بعدما ضعفت نفوذه فى ليبيا، وبالفعل بدأ العمل منذ فترة تحت اسم (داعش فى الصحراء الكبرى)، بدلًا من ولاية سرت، وهى مرحلة جديدة ستكون أكثر خطورة على عدد من الدول، حيث ستصبح تجمعًا لفصائل متطرفة من دول عدة ويمكن من خلالها احتلال مدن من أية دولة من خلال تلك العناصر». وأضاف العواك «بعض الدول المجاورة لليبيا تعد ملاذًا آمنًا لداعش، خاصة دول النيجروتشاد وبوركينا فاسو ومالى، فهى الوجهة المفضلة للتنظيم الإرهابى فى المرحلة المقبلة، بعد مبايعة جماعة (بوكو حرام) النيجيرية للتنظيم العام الماضى، تحت اسم (ولاية غرب إفريقيا)، التى أرسلت مقاتليها عبر تشاد إلى ليبيا للتدريب وللحصول على العتاد العسكرى، مشيرًا إلى أن سيناء هى الأخرى ستظل وجهة يرغب التنظيم فى دخولها، لأن عددًا من العناصر من أنصار بيت المقدس، فروا الشهور الماضية إلى ليبيا بعد تشديد الضربات الأمنية فى سيناء. من جانبه قال الدكتور ناجح إبراهيم المفكر الإسلامى «التنظيم إذا خرج من سرت سيتجه إلى أى منطقة مجاورة سواء كانت الصحراء الغربية، أو غيرها»، مؤكدًا أن التنظيم يضع سيناء نصب عينه منذ دخوله إلى ليبيا، إلا أن التشديدات الأمنية تحول دون دخول التنظيم إلى الأراضى المصرية، فبعض العناصر الفردية تدخل عن طريق طرق التهريب، ولا يمكن أن تدخل فى مجموعات، كما حدث فى ليبيا، لسهولة استهدافها فى ظل التشديد على الحدود المصرية الليبية. فيما أوضح مصدر ليبى أن عملية تأمين الحدود المصرية تتم بتنسيق كامل بين مصر والسلطات الليبية، والجيش الليبى يؤمن المساحات التى يسيطر عليها على الحدود المصرية بالتنسيق مع الجانب المصرى، وهناك تشديدات من الجانبين، خاصة مع بدء العملية فى مطلع أغسطس الماضى، والتشديدات لم تقتصر على الحدود البرية بل وصلت الحدود البحرية، فى ظل تحذيرات استخباراتية الفترة الماضية».