مافيا أدوية الحيوانات المغشوشة تزور ماركات عالمية لتبيع بسعر المستورد.. بمكسب 300 فى المائة مصنع أدوية غير مرخص بالسادات يحتكر السوق.. وصاحبه تحول إلى مليونير أستاذ طب بيطرى بجامعة كفر الشيخ وشقيقه يحولون مزرعة مهجورة لمصنع أدوية مغشوشة بالغربية مزرعة مهجورة، كانت منذ سنوات مقرًا لعنابر تربية الدواجن، بقرية ميت البز التابعة لمركز السنطا بالغربية، يديرها أستاذ دكتور فى جامعة كفر الشيخ، وأخوه، بالتعاون مع آخرين، لتصبح أكبر مصنع للأدوية البيطرية المغشوشة، بدون ترخيص من وزارة الزراعة أو الجهات المعنية، ويوزع إنتاجها على عشرات القرى والمدن بالمحافظات المعروفة بتربية الدواجن، على رأسها محافظة الغربيةمسقط رأسه. مربو الدواجن بالغربية، يتهمون هذا المصنع «غير المرخص» بأنه السبب فى القضاء على 90 فى المائة من الدواجن الموجود بالعنابر فى الفترة الأخيرة، بجانب فساد الأمصال واللقاحات، مشيرين إلى أن هذا المصنع يسيطر على سوق الأدوية البيطرية بعدة محافظات، بعد تركيب الأدوية عن طريق مجموعة من الأشخاص بقيادة «أ. ز» أستاذ دكتور تشريح بجامعة كفر الشيخ وشقيقة «ع. ز»، و «ح. ر» شريكهما، حيث يتم إنتاج الأدوية فى مزرعة مهجورة بقرية ميت البز مسقط رأس الأخير، وتوزيعها على المحافظات، وأهمها مكتب أدوية تحت معمل التشريح الخاص بالدكتور الجامعى، فى قرية «سبرباى» بطنطا يدعى مكتب الأمل. هذه المزرعة ليست الحالة الوحيدة التى تحولت لمصنع بير سلم لإنتاج الدواء البيطرى المغشوش وبيعه لمربى الدواجن، لكن هناك عشرات مثله يتخذون المزارع المهجورة والأماكن المغلقة مقرًا لها لتصنيع وبيع الأدوية المغشوشة على أنها مستوردة، وكانت من ضمن أسباب ارتفاع معدل نفوق الدواجن خلال الأشهر الماضية، وخسارة المليارات فى قطاع الدواجن فى مصر. من أكثر هذه المصانع انتشارًا بالسوق، مصنع غير مرخص بمدينة السادات بالمنوفية، لشخص يدعى «م. س» وشريكه «م. ع»، وهو من أكبر المصانع التى تصنع أدوية بيطرية بمختلف أنواعها وتبيعها على أنها مستوردة من الخارج، منها 25 صنفًا جميعها مضادات حيوية، وتقع إدارة هذا المصنع فى مدينة شبين الكوم، بالبر الشرقى، بجوار المدينة الجامعية، ووفقًا لطبيب بيطرى بالمنوفية، فإن هذا المصنع يعمل على مرأى ومسمع من الجميع، وأن صاحبه أصبح مليونيرًا من هذه التجارة غير القانونية. ويقول الطبيب «هذا المصنع يوزع أدوية ومضادات مكتوب عليها اسم فيجورا، وهو غير مرخص من الأساس، بالإضافة إلى أنه ينتج أدوية ممنوعة عالميًا مثل الأنرو فلوكساسين». الحالة الثالثة، كان مصنع أدوية بيطرية مغشوشة، بشارع الشيخ عثمان بالمرج فى الشرقية، واتضح أنه يعيد تدوير الأدوية منتهية الصلاحية، كما انتشر صورة أصحابه على صفحة مركز الحق فى الدواء على فيس بوك، التى ترصد الانتهاكات الصحية. وقال مربو دواجن بالغربية: «90فى المائة من دواجن المربين نفقت هذا العام، ووصل الموت إلى 100 فى المائة فى بعض العنابر، بسبب فساد الأدوية الموجودة بالسوق وعدم الرقابة عليها من الطب البيطرى، وسيطرة مافيا الدواء الفاسد بقيادة دكتور فى جامعة كفر الشيخ، ومعروف فى سوق الدواء البيطرى بأكثر من محافظة»، مؤكدين أن هذا الرجل يحقق ربحًا قدره 300فى المائة فى علبة الدواء الواحدة، رغم أنها غير صالحة للاستخدام. وأضاف المربون فى حديثهم ل«الصباح»: فى أحيان كثيرة يكون الدواء الذى تبيعه الصيدليات البيطرية ويصل سعر إلى 250 جنيهًا و350 جنيهًا وأكثر، عبارة عن عبوات غير مسعرة ولا يوجد عليها أى معلومات بشأن مكان التصنيع وجهة الترخيص وغيرها، سوى الاسم فقط، وأحيانًا أخرى تكون مجرد عبوات مملوءة بالمياه وتباع على أنها دواء لأمراض الدواجن المنتشرة فى الفترة الحالية. ومؤخرًا، أعلنت وزارتا الزراعة والتموين عن ضبط عشرات من مصانع بير السلم وغير المرخصة لإنتاج أدوية الحيوانات، ففى العاشر من رمضان تم ضبط مصنع أدوية بيطرية مغشوشة، به 240 مادة مغشوشة لتصنيع الأدوية البيطرية، و8 كراتين فيتامينات مغشوشة، معدة للبيع، وبها مواد منتهية الصلاحية. كما تمكن ضباط مباحث القاهرة فى أكتوبر الماضى من ضبط صاحب مصنع لإدارة مصنع أدوية بيطرية بدون ترخيص يستخدم مواد مجهولة المصدر، وعثروا على عشرات الأدوية والمواد التى تستخدم فى تصنيع الأدوية، بالإضافة إلى ضبط آلاف العبوات من الأدوية المغشوشة بالمحافظات، خاصة محافظة الشرقية. ويقول عبد العزيز إمام، أحد المربين من الفيوم، ومهندس بقطاع الإنتاج الحيوانى بوزارة الزراعة، إنه خسر ما يقرب من ربع مليون جنيه خلال هذا العام، بسبب فساد الأدوية والأمصال، لافتًا إلى عدم وجود أى رقابة من قبل المسئولين بالدولة على الصيدليات البيطرية. بينما قال سعد محمد أحد المربين بالغربية، إن فاعلية الدواء صفر، وإن عشرات الأدوية المغشوشة تباع بأسعار مرتفعة جدًا، وتصل إلى 350 جنيهًا، بمكسب 300فى المائة، ومن هذه الأدوية (الجيس توب- سى آر 204- أوماجو- اسبومنت- برونجسول- ما يكروين جين- سترب لوب رول- جوجس فال- اريس روميس- جيك تامبول)، لافتًا إلى أن بعض هذه الأسماء تعد اقتباسًا من أسماء أدوية مستوردة، مثل دواء سى آر دى وهو دواء مستورد من فرنسا، وموضحًا أن هناك العشرات من الأدوية ذات الأسماء الجديدة. وقال الدكتور طارق صبح دكتور بيطرى وتاجر أدوية «أكثر من نصف الأدوية الموجودة بالسوق مغشوشة، وطرق الغش تتمثل فى تركيب المواد مع بعضها البعض وتعبئتها فى علب عليها (استيكارات) توحى بأنها مستوردة من الولاياتالمتحدةالأمريكية أو فرنسا أو غيرهما من الدول»، موضحًا أن شكل العلبة يؤكد بأنها مغشوشة وليست مستوردة. وقال الدكتور خالد العامرى نقيب الأطباء البيطريين «50فى المائة من الدواء البيطرى المتداول مغشوش، فمصر أصبحت موبوءة بالأمراض، وهناك أكثر من 5 آلاف دخيل على القطاع البيطرى، أدوا إلى تدهور الأوضاع فى القطاع البيطرى»، لافتًا إلى أن العديد من الوحدات البيطرية أغلقت أبوابها نتيجة لخروج الأطباء على المعاش ولا يوجد بديل. وأكد أن النقابة طالبت بإنشاء وزارة للطب البيطرى منفصلة عن وزارة الزراعة، لإحكام الرقابة على الغذاء ومزارع الحيوانات، خاصة أن الإنتاج الحيوانى لعام 2015 بلغ نحو 122 مليار جنيه، ولا يوجد قانون فى مصر ينظم عمل المعامل البيطرية، واستمرار العمل بقانون يرجع إلى عام 66، يقر غرامة 10 جنيهات فقط للذبح خارج السلخانة، بجانب السماح لوجود دخلاء بالمهنة من غير المختصين. دكتور إبراهيم محروس، رئيس هيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة أوضح أنه حتى الآن هناك 1888 رخصة لمراكز تداول الأدوية البيطرية و1909 رخص لتداول بيع للقاحات، وكلاهما تشمل رخصًا للعيادات البيطرية، وصدر قرابة 4312 قرار غلق على مستوى محافظات الجمهورية وتم إخطار شرطة المسطحات والبيئة من أجل تنفيد تلك القرارات.