يتم تجنيد الأطفال إجباريًا فى الجيش والجماعات الإرهابية ويقتلونهم أحياءً اليونسيف: الاستغلال الجنسى يردى بحياة 8 ملايين طفل إفريقى على الرغم من انتشار مئات المنظمات العالمية المعنية بصحة الطفل وتعليمه وتطويره بالبلدان الإفريقية، ورغم ذلك لا يزال الطفل الإفريقى يتألم ويعانى من سوء التغذية الذى يودى بحياته فى نهاية المطاف ليظل مسلسل الجوع مستمرًا خاصة عند النساء والأطفال. ووفق تقارير منظمة الأممالمتحدة فإن حوالى 14 مليون شخص يعانى من سوء التغذية فى إفريقيا، ومن انعدام الرعاية الصعبة، وكذلك من بعض الممارسات الوحشية كالاستغلال الجنسى الذى يرفع معدلات انتشار مرض نقص المناعة «الإيدز» بالقارة السمراء، كذلك العنصرية التى لا تزال قائمة فى بعض المناطق واسترقاق الأطفال وتجنيدهم فى صفوف الجيش الإفريقى، دون مراعاة لحقوق الطفل ورفاهيته وفقًا لما تنص عليه المواثيق والاتفاقيات الدولية. وتشير تقارير اليونيسف إلى أن حوالى 8 ملايين طفل فى إفريقيا يتم استغلالهم سواء بالزراعة أو الأعمال المنزلية أو بيع الممنوعات، وأحيانًا الاستغلال الجنسى الذى يودى بحياة البعض فى نهاية المطاف. ومن أهم القضايا التى تشغل المنظمات الدولية الداعمة لحقوق الطفل استغلال الأطفال وتجنيدهم واستخدامهم فى حالات الحرب، وهو ما يعصف بطفولتهم عندما ينفصلون عن أسرهم أو يجندون فى الجيش والجماعات المسلحة، حيث تعمل على البحث عن هؤلاء الأطفال وجمع شملهم وعائلاتهم مرة أخرى وحمايتهم من التشرد والاستغلال بكل أنواعه. ورغم هذا التطور الذى يشهده العالم، إلا أنه لا يزال الكثير من الأطفال عرضة للأمراض ونقص الخدمات الصحية التى تعد أبسط حقوقهم فى المعيشة، وذلك بسبب نقص التمويل اللازم لسد الكثير من الاحتياجات بالقارة السمراء، ومن أكثر الدول معاناة لانعدام الخدمات أنجولا وليبيريا وبوروندى وغينيا وإريتريا وسبب ذلك دخول هذه الدول فى دائرة صراعات طويلة لعقود رغم مواردها الهائلة غير المستغلة حتى الآن، وتأتى أنجولا على رأس الدول فى معاناة الأطفال والثانية عالميًا من حيث معدل وفيات الأطفال وسوء التغذية، كذلك باقى الدول تعانى من تسريب التعليم وعدم وجود إمكانات كافية لرعاية الأطفال الذى تنتج عنه أضرار نفسية واجتماعية وصحية بالغة. وتشير إحصاءات الأممالمتحدة إلى أن عدد الجياع خاصة الأطفال انخفض فعليًا إلى 759 مليون نسمة أى أقل مما كان عليه عام 1992 بحوالى 216 مليون شخص، فيما يقول تقرير آخر صدر حديثًا عن منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة «الفاو» والصندوق الدولى للتنمية الزراعية «إيجاد» أن 72 دولة من أصل 129 دولة نجحت فى خفض انتشار نقص التغذية، وذلك سعيًا للسيناريو المتفائل للقضاء على لعنة الجوع فى غضون السنوات المقبلة، عبر الانتشار فى المناطق الريفية لدى البلدان حيث يعيش معظم الفقراء والجياع من سكان افريقيا بتوفير فرص عمل لائقة وظروفًا مواتية حتى يتمكن ثلاثة مليارات من البشر ممن يعيشون بالمناطق النائية من النجاة من الجوع خاصة السيدات والأطفال حيث إن التغذية السليمة للجسم والعقل أساس لنمو الأفراد والاقتصاديات على حد سواء حتى تستطيع أن تتحدى الأحوال العالمية السائدة الظروف الاقتصادية والسياسية الدولية. ويحاول عدد من المنظمات الدولية المعنية بصحة الطفل والغذاء محاربة الظواهر الجوية المتطرفة كالكوارث الطبيعية التى من شأنها زيادة عدد جياع العالم فضلًا عن عدم الاستقرار السياسى والنزاعات والحروب الأهلية فى بعض الدول الإفريقية حيث إن واحدًا من كل خمسة أفراد فى العالم ممن يعانون سوء التغذية يقطنون مناطق منكوبة يغلب عليها الحوكمة والتعرض الشديد لتهديدات الهلاك والمرض، وتطور حال الجوع فى العالم بسبب الأزمات والكوارث كبيرة المدى منذ ثلاثين عامًا إلى كوارث ممتدة حيث جاءت ظاهرة تغير المناخ والأزمات المالية وارتفاع الأسعار ضمن أسباب تفاقم الأوضاع حول الجوع ومعاناة الأطفال فى إفريقيا. وعلى الرغم من أن إفريقيا جنوب الصحراء تظل أعلى أقاليم العالم من حيث معدلات انتشار نقص التغذية بمقدار 23٫2فى المائة إلا أن البلدان الإفريقية التى رصدت استثمارات أكبر حجمًا من أجل تحسين إنتاجيتها الزراعية وبنيتها التحتية الأساسية تمكنت فى الوقت ذاته من بلوغ هدف القضاء على الجوع ضمن الأهداف الإنمائية للألفية وخصوصًا غرب القارة، وتعمل المنظمات الدولية المعنية بشئون الطفل على حمايته بكل ما أوتيت من جهد ولتوفر عدة عوامل من شأنها الحد من الأزمة.