توفى "عبد الباسط علي المقرحي" ، 20 مايو 2012 عن عمر 59 عام بعد صراع طويل مع المرض مسقط رأسه طرابلس ووسط عائلته وهو الشخص الوحيد الذي ادين بشأن تفجير لوكربي عام 1988 الذي أودى بحياة 270 شخصا، بعد سنوات من افراج الحكومة الاسكتلندية عنه من السجن لاسباب انسانية بعد تشخيص اصابته بمرض بسرطان البروستاتا احتجاجا على براءته حتى النهاية وقال أقاربه ان الجنازة ستجرى بعد ظهر يوم الاثنين.. كان المقرحي يطالب طوال السنوات الاخيرة من حياته باجراء تحقيق رسمى للوصول الى الحقيقة و تبرئة ساحته وقد نقلت عدد من الصحف البريطانية من بينها صحيفة التايمز البريطانية وصحيفة الديلى ميل في ما وصفته ب "المقابلة النهائية" مع المقرحى انه قال: "أنا رجل برئ....أنا على وشك الموت وأريد أن أترك فى سلام مع عائلتى". ودعت "صحيفة الاندبندنت البريطانية "فى افتتاحيتها الى اجراء تحقيق رسمي وأكدت أن وفاة المقرحي لا تدعو للتوقف عن محاولة الوصول الى الحقيقة". وقال محمد المقرحى لوكالة فرانس برس أن شقيقه برئ من التهمة التى وجهت اليه وشدد على انه لم يكن هناك تحقيقات دقيقة حول الحادث واضاف "انه مع الله وقد انتهى ألمه الآن"، ودافع عنه عبد الحكيم شقيقه الثانى، قائلا انه كان "كبش فداء" لنظام القذافي، واضاف "انه قد مات وترك لنا الشعور بالظلم والكل يعلم ان نظام القذافي كان يلقى بأخطاءه على الآخرين". وأعرب أقارب العديد من المواطنين الامريكيين الذين قتلوا في تفجير لوكربي عن شعورهم بالسعادة لوفاة المقرحي واضافت "سوزان كوهين" ابنة أحد الضحايا انه يستحق الموت، وانها لا تشعر بالشفقة عليه ونقل تليفزيون هيئة الاذاعة البريطانية أن والد أحد ضحايا تفجير لوكربي، "جيم سواير" قال انه كان يعتقد دائما أن المقرحي بريء، واضاف "أن هذا الرجل لا علاقة له بقتل ابنتي" فلورا" و"اعتقد ان اسكتلندا لديها الرد على تساؤلات الكثيرين حول الحادث". وقال "تومى فيتور" المتحدث باسم مجلس الامن القومى بالولاياتالمتحدة "سنواصل العمل مع شركائنا الجدد في ليبيا نحو محاسبة كاملة لأعمال القذافي المروعة". وقال رئيس الوزراء الاسكتلندي "اليكس سالموند" أن وفاة المقرحي بررت قرار الافراج عنه بعد أن قضى 8 سنوات من عقوبة السجن لمدة 27 عاما، وأن وفاته تضع حدا لنظريات المؤامرة التي حاولت الإيحاء بأنه تم الافراج عن طريق تزييف حالته المرضية لأن حقيقة أن المقرحي ظل على قيد الحياة لمدة أطول بكثير من المدة التى ذكرها الأطباء وهى ثلاثة أشهر قد أثار سخط كبير في بريطانيا والولاياتالمتحدة. يذكر أن "عبد الباسط علي محمد المقرحى" ولد في طرابلس، ليبيا، في 1 أبريل سنة 1952 و كان لديه معرفة جيدة باللغة الإنجليزية، ودرس في كارديف، ويلز، لمدة تسعة أشهر في عام 1971، ثم قاد أربع أو خمس رحلات إلى كل من الولاياتالمتحدة وبريطانيا في أواخر1970. وتزوج المقرحي من زوجته عائشة، في عام 1982، وكان له أربعة أبناء وابنة. وكان ابن عمه سعيد راشد ، وهو ضابط كبير في المخابرات الليبية، وجهاز الاستخبارات الليبية، وعضوا في دائرة العقيد القذافي الداخلية وكان المقرحي أيضا ضابط رفيع في المخابرات ومدير مركز الدراسات الاستراتيجية في طرابلس. وقال مسؤولو الاستخبارات الاميركية انه اصبح رئيس لأمن الخطوط الجوية العربية الليبية كغطاء لعمله السري لتمكينه من السفر على نطاق واسع، وغالبا ما استخدم أسماء مستعارة وجوازات سفر مزورة وذلك مع تفاقم التوتر بين الولاياتالمتحدة وليبيا التي شنت في 1990 وجاءت اللحظة الأسوأ في تاريخ بريطانيا، وتوجيه ضربة مدمرة ضد أمريكا في 21ديسمبر ، 1988، عندما أدين المقرحى بتفجير طائرة الرحلة "بان آم" 103، وطائرة "بوينج" 747 والتى كانت تحمل 243 راكبا وافراد الطاقم 16، وانطلقت من مطار هيثرو في بريطانيا، وكانت متجهة الى نيويورك وفى أقل من نصف ساعة وفوق 31000 قدم من اسكتلندا الجنوبية، انفجرت الطائرة. وقتل 259 شخصا كانوا على متنها و 11 على الارض. وقد استقبلت حشود كبيرة عودته إلى ليبيا، برفقة سيف الاسلام نجل العقيد القذافي وهذا أغضب الكثير من العائلات من ضحايا الحادث، وتسبب في اندلاع احتجاجات غاضبة في بريطانيا والولاياتالمتحدة ونددت بها حكومات الرئيس أوباما وزعماء غربيين آخرين.