عصام تليمة صور حركة المنقلبين بالقرب من مطار أتاتورك.. وسلمها إلى السلطات التركية مظاهرات إخوانية بالأعلام التركية خرجت من مركز الرواد بإسطنبول.. وضمت حسين وشرابى ودراج وظفوا قنواتهم فى دعم أردوغان.. واستخدموا القرضاوى لحشد الجماهير لم يكن مجرد محاولة انقلاب فاشلة، قادها مجموعة من العسكريين ضد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، فى واحدة من الليالى الدامية التى عاشتها تركيا، بقدر ما كانت قبلة الحياة لإخوان مصر المقيمين لدى النظام التركى، فالتنظيم الذى كان على وشك الخروج من جنة حزب العدالة والتنمية التركى، تحول بين ليلة وضحاها إلى درع لحماية أردوغان، حيث كانوا أولى الفصائل التى نزلت إلى الشوارع التركية تواجه الانقلاب العسكرى بأجساد عارية. و كان أفراد جماعة الإخوان أولى الفصائل المتحركة تجاه الشارع التركى، إلى جانب الشعب، وتم التحرك فى شكل مجموعات، خرج معظمها من مركز الرواد الإخوانى، وهو أكبر المراكز الثقافية الموجودة فى قلب إسطنبول، ورافقتهم سيارات محملة بكميات كبيرة من الأعلام التركية، التى تم توزيعها على المواطنين، ومصدرها حزب العدالة والتنمية الحاكم، وهو ما يعنى أن التنسيق تم بين الإخوان وبين الحزب الحاكم منذ اللحظة الأولى لتحرك قوات الجيش. الدكتور عصام تليمة مدير مكتب الشيخ يوسف القرضاوى سابقًا والقيادى بجماعة الاخوان يسكن بالقرب من مطار أتاتورك، وحينما سمع دوى انفجارات وصوت طلقات نارية، قام بتصوير ما يراه من منزله، وأرسلها إلى قيادات جماعة الإخوان التى تتمتع بعلاقات طيبة مع دوائر الأمن هناك، وتم إرسال تلك المقاطع المصورة إلى دوائر الأمن وإبلاغهم بتحركات قوات الجيش المتمردة، فتوجهت مجموعات من المواطنين إلى هناك لصد تحرك الدبابات ومنع السيطرة على المطار. ومثلت الأحداث فرصة لإثبات ولاء الاخوان للرئيس التركى ورد الجميل له، فخرجت 5 مظاهرات ضمت المئات من شباب الإخوان الهارب على الأراضى التركية، على رأس كل مظاهرة قيادة إخوانية فشارك كل من الدكتور محمود حسين الأمين العام للجماعة، والدكتور جمال حشمت القيادى بالتنظيم، وعمرو دراج، والمستشار وليد شرابى، والدكتور عصام تليمة، إضافة إلى تسخير القنوات الفضائية الإخوانية لخدمة النظام التركى، كذلك إصدار بيان مشترك من القوى السياسية المصرية الموجودة هناك، ووقع عليه كل من أيمن نور زعيم حزب غد الثورة، وإيهاب شيحة، رئيس حزب الأصالة، وثروت نافع رئيس لجنة الأمن القومى بالبرلمان المصرى المنحل، وعمرو دراج وزير التخطيط والتعاون الدولى السابق، وسيف عبدالفتاح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، وحاتم عزام، وعبد الرحمن يوسف، وطارق الزمر، ومحمد محسوب، ويحيى حامد، كما أصدرت جماعة الإخوان بيانًا منفصلًا، علاوة على بيان من الشيخ يوسف القرضاوى؛ الذى ندد بالانقلاب وطالب الشعب التركى بالوقوف إلى جانب رئيس البلاد، الذى تم استخدامه لحشد الجماهير التركية للنزول إلى الشارع. ولم تكتف الجماعة بدعم النظام التركى على أرض الواقع، بل ساندته عبر مواقع التواصل الاجتماعى، حيث تحولت الصفحات الصفراء التى تحمل شعار رابعة إلى معرض لصور أردوغان، وأصبحت مهمة اللجان الإلكترونية للجماعة هى الترويج لفشل التمرد العسكرى والتأكيد على شعبية الرئيس التركى. الدكتور محمود الوردانى القيادى الإخوانى المنشق توقع، فى كلامه ل«الصباح»، أن تستمر خطة التنظيم خلال الأيام القليلة المقبلة، بعدم الاكتفاء بمظاهرات ليلة الجمعة، وقال «ستشهد الميادين التركية مظاهرات تأييد ودعم بشكل يومى، ناهينا عن المؤتمرات التى سينظمها الإخوان بالتنسيق مع كيانات سياسية أخرى لدعم أردوغان والتأكيد على الوقوف بجانبه واستخدام مصطلح (نصرة الإسلام)، مما يعطى للأزمة طابعًا دينيًا لجذب مزيد من التأييد الدولى لأردوغان». على الجانب الآخر، أوضح الباحث بشئون الجماعات الاسلامية سامح عيد، أن «نجاح الانقلاب العسكرى كان سيؤثر بالدرجة الاولى على وجود الاخوان داخل تركيا فلم يعد أمامهم دول أخرى تستطيع استقبالهم، فالأزمة الأخيرة كانت طوق نجاة لهم، ورغم نجاح الحكومة التركية فى السيطرة على الأمور، إلا أن ذلك لا يمنع تكرار الأزمة الأخيرة، وبالتالى أصبح وجود التنظيم داخل تركيا أمرًا مقلقًا بالنسبة للجماعة، ويجعلها مسألة وقت، وربما تكون هذه الحادثة هى السبب فى إجماع الإخوان كجبهتين متناحرتين على كلمة واحدة». وعلى النقيض، رأى الدكتور كمال حبيب الباحث والجهادى السابق، فى تحليله ل«الصباح»، أن ما حدث خلال انقلاب تركيا سيؤثر بشكل سلبى على العلاقة بين حزب العدالة والتنمية التركى الحليف الأول للإخوان وبين التنظيم. وقال «رغم محاولة الإخوان استغلال الموقف لصالحهم، لكن هذا لا يمنع إدراك السلطة التركية أن تدهور علاقات تركيا الخارجية بدول كبيرة بمنطقة الشرق الأوسط، على رأسها مصر سببه الإخوان، كذلك استغلال المنقلبين ضد أردوغان لهذا الأمر للترويج بأن حزب العدالة والتنمية يسعى لتعديل السياسة العامة للبلاد وتحويلها من دولة علمانية إلى دولة دينية، وهو ما يرفضه الشعب التركى ونال من شعبية أردوغان والحزب خلال الفترة الماضية، وبالتالى ستتم مراجعة المواقف السياسية للحزب، عقب انتهاء الأزمة الحالية بتركيا».