المضبوطات تشمل «ريسيفرات» لاستقبال الإشارات اللاسلكية وأجهزة تتبع بالأقمار الصناعية وساعات بكاميرات فيديو بالرغم من الضربات الأمنية التى شلت جزءاً كبيراً من تحركات تنظيم الإخوان فى الفترة الماضية، وإلقاء القبض على الكثير منهم بتهمة إثارة العنف والتخطيط لعمليات عنف وشغب لتكدير الأمن العام، إلا أنه لا يزال يخطط من الخارج لإحراج النظام المصرى واختراق الأجهزة الأمنية خاصة وزارة الداخلية، عن طريق عناصر تابعة لهم من الخارج وبالتعاون مع بعض أعضائهم المتخفين فى الداخل المصرى، لا سيما وأن العقول المدبرة للتنظيم لا تزال هاربة ومشتتة خارج مصر. فى سيناء، ومنذ بدء العمليات الأمنية ضد الجماعات الإرهابية فى سبتمبر 2013 نجح التكفيريون فى الالتفاف على قطع شبكات الاتصال من خلال استخدامها أجهزة لاسلكية مُهرّبة يمكنها العمل على ترددات تتداخل مع ترددات أجهزة الأمن وتتنصت عليها، كما تقوم الجهات الأمنية والعسكرية بقطع شبكات الاتصالات الذى يمتد أحيانا إلى 12 ساعة، وقطع الاتصال هو إجراء تلجأ له الدولة لحظة المداهمات لهذه الجماعات للسيطرة عليها ومنعها استخدام شبكات المحمول فى التفجير عن بعد. علمت «الصباح» من مصادر مطلعة أن أجهزة الأمن فى مصر وبالتنسيق مع أجهزة استخباراتية أحبطت مخططاً إخوانياً للقيام بتهريب شحنة من أجهزة التجسس على ترددات أجهزة اللاسلكى المستخدمة من جانب رجال الشرطة المصرية والتقاط الإشارات والمكالمات الأمنية، بهدف إجهاض أى محاولة أمنية لضبط العناصر الإخوانية وخلايا الإخوان النوعية المكلفة بعمليات استهداف لرجال الشرطة. وقد تمكنت سلطات الأمن بمطار القاهرة الدولى - حسبما نشر مركز المزماة البحثى الإماراتى الوثيق الصلة بالأجهزة الأمنية فى مصر - من ضبط أكبر شحنة من أجهزة التجسس أخفاها أحد المهربين القادمين من الصين عن طريق دول خليجية وتم اكتشاف أحدث جهاز لتحديد الترددات وعدة أجهزة ريسيفر لاستقبال الإشارات اللاسلكية وأجهزة تتبع بالأقمار الصناعية وساعات بكاميرات فيديو للتجسس. وكشفت تحريات الأجهزة الأمنية أن عناصر من التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية قاموا أخيراً بوضع مخطط يشمل التصنت على رجال الشرطة والتقاط الإشارات والمكالمات بهدف استغلال ذلك فى أعمال إرهابية إلى جانب تسريب هذه المكالمات إلى القنوات الفضائية الإخوانية وعلى رأسها قناة مكملين ورابعة والشرق وقناة الجزيرة القطرية. وقررت أجهزة الأمن المصرية تشديد كافة الإجراءات الأمنية فى منافذ المطارات والموانئ والمنافذ البرية لإحباط هذا المخطط الإخوانى وضبط أى أجهزة تجسس يتم تهريبها إلى داخل البلاد مع إجراء عدة احتياطيات أمنية بشأن تردد أجهزة اللاسلكى المستخدمة من جانب رجال الشرطة وخاصة المجموعات المكلفة بضبط العناصر الإرهابية. وكان تنظيم «داعش» الإرهابى الذى يطلق على نفسه «ولاية سيناء» بث مقطع فيديو مدته 37 دقيقة تحت عنوان «حصاد الأجناد» ويظهر فيه استخدام أجهزة اتصالات لاسلكية فى التنصت والتجسس وأعمال التفجير عن بعد لقتل عناصر الجيش والشرطة. من جانبه، قال العميد خالد عكاشة، الخبير الأمنى، إن دخول أجهزة تنصت وتجسس لاسلكية على الأجهزة الخاصة بالجهات الأمنية فى مصر، صعب دخولها عن طريق المنافذ الرسمية كالمطارات والموانئ، وفى البداية يعتقد الكثيرون أن تلك الأجهزة للتجسس وما شابه ذلك، لكن بعد التحقيق الأمنى وراء تلك الشحنات تضح أنها للاستخدام الشخصى أو لأغراض تجارية، وتأتى مُهربة من الجمارك، وبدون موافقات، لأنها لو كانت لأغراض إرهابية واستخباراتية ستدخل بطرق غير قانونية والأغلب تكون عبر البحر والمنافذ الصحراوية. وأضاف العميد عكاشة، أن الأمر ليس سهلًا كما يعتقد البعض، لأن أجهزة التنصت تكون عبر أجهزة مرتبطة بالأقمار الصناعية، وكذلك تحتاج تقنية كبيرة جداً، وإذا حاولت عناصر إرهابية أو مخابراتية اختراق الشبكات الأمنية الحكومية فلا سبيل سوى الاستعانة بأجهزة استخبارات عالمية وعلى أعلى مستوى من التطور التكنولوجى، وتكون فى الأغلب عملية استخباراتية لاختراق الأمن، منوهاً أن وزارة الداخلية تستعين بعناصر من أجهزة سيادية فى مصر على اتصالات مع شركات متخصصة وتعد من الأفضل عالمياً فى هذه التقنية، وذلك لحماية المعلومات والاتصالات لأن هذا الأمر يعد صلب الأمن القومى، منوهاً أنه بعد 30 يونيو كانت أنباء قد ترددت حول وجود أجهزة تجسس زرعها الإخوان فى قصر الرئاسة ومكتب النائب العام، قبل خروجهم من مناصبهم، وذهبت لجنة من جهات سيادية مشطت وطهرت تلك الأماكن. وفى نهاية 2015، عثرت العناصر الأمنية فى سيناء على معدات اتصال لاسلكية حديثة بحوزة العناصر الإرهابية وتنظيم أنصار بيت المقدس فى سيناء، كما تم ضبط 5 محطات إرسال واستقبال فى إحدى مزارع الزيتون برفح بعد تهريبها من أحد الأنفاق، ويصل مداها إلى نحو 5 كيلومترات وأجهزة تقوية للشبكة اللاسلكية، وأن بعض الأجهزة يصل مداها إلى 20 كيلومترًا، مما يؤكد أن هناك اتصالات من داخل قطاع غزة مع العناصر الإرهابية فى سيناء. يقول الدكتور عمرو شرف، أستاذ الاتصالات بكلية الهندسة جامعة القاهرة، أن محطات الاتصال موجودة فى مصر بعد ثورة يناير تم ضبط بعضها، وأكبر دليل على ذلك عندما احترقت قاعة المؤتمرات بمدينة نصر فى الفترة الماضية وجدت الجهات الأمنية محطات وأجهزة إرسال متصلة بالأقمار الصناعية وتم تعطيلها. وأضاف شرف، فى تصريحات سابقة ل«الصباح» أن المحطات التى تم العثور عليها فى سيناء تعد هى الأخطر على الإطلاق حيث يتم من خلالها فك شفرات واتصالات الأمن، وتعد السبب الرئيسى فى استمرار الإرهاب فى سيناء حتى الآن، لأنها تستخدم أحدث التكنولوجيا فى عملياتهم وهروبهم من المداهمات، مطالبًا ألا تتعامل الأجهزة الأمنية بمفردها مع تلك الأنواع من التكنولوجيا فى الاتصال ومكافحتها وعليهم الاستعانة بهيئة الاتصالات لأن لديهم كفاءات تستطيع إفشال تلك المخططات. وكانت قوات حرس الحدود قد وجهت ضربة قاصمة للتنظيمات الإرهابية فى سيناء، حينما تمكنت من إحباط محاولة لإدخال شحنة من أنظمة الإرسال والاستقبال والأجهزة اللاسلكية المتطورة والتى يتراوح مداها ما بين 100 و200 كم، التى كان من المقرر وصولها لتنظيم الاتصالات ونقل المعلومات بين التنظيمات الإرهابية بسيناء والعناصر المتعاونة معها والجهات الممولة لها من داخل وخارج الجمهورية، وذلك عبر أحد الأنفاق على الشريط الحدودى برفح، حسبما نشر المتحدث العسكرى على صفحته الرسمية بموقع فيس بوك. وعثرت القوات المسلحة على 5 محطات إرسال واستقبال مكونة من 10 وحدات من طراز «اير فبر 5» والتى يصل مداها لقرابة 200 كم وتستخدم فى البث اللاسلكى لموجات الراديو بأنواعه الأرضية واللاسلكية والبث الحى والانترنت، و17 محطة إرسال واستقبال صغيرة تستخدم فى نقل الاتصالات الأرضية واللاسلكية والبث الحى بإجمالى 34 وحدة يصل مداها إلى 5 كم، وضبط 14 جهاز إرسال واستقبال خاص بمحطات الإرسال والاستقبال الصغيرة، و14 جهازًا مقويًا للشبكة و11 كرتونة تضم ملحقات وقواعد تثبيت المحطات والمنظومة الهوائية الصغيرة، حيث تقوم الدوريات المقاتلة والأجهزة الامنية حاليًا بتمشيط المنطقة لتعقب وضبط العناصر الإرهابية.