تأمين 200 كيلو متر من مياهنا الإقليمية بعد ترسيم الحدود البحرية مع اليونان ردع أى تدخلات بحرية إسرائيلية أو تركية تخص حقول الغاز المصرية الجديدة خبراء: الأوضاع فى ليبيا واليمن تستدعى المراقبة.. و«ميسترال» تمنع تهديد دول الخليج من نفس الميناء الذى خرجت منه الطائرات والسفن الحربية الفرنسية للاعتداء على مصر فى العدوان الثلاثى عام 1956، بمشاركة إنجلترا وإسرائيل، لإسقاط حكم الرئيس جمال عبدالناصر الذى كان يعد شوكة فى حلق الغرب، بسبب دعمه للثورة الجزائرية التى حينها كانت فرنسا لها مطامع استعمارية بها عام 1830. خرجت الخميس الماضى حاملة الطائرات «ميسترال - جمال عبدالناصر»، وعليها العلم المصرى وعليها وزير الدفاع صدقى صبحى وقائد القوات البحرية المصرية. بالرغم من أن الخبراء العسكريين يجمعون على أن حاملة الطائرات «ميسترال» قلبت موازين القوى العسكرية فى الشرق الأوسط خاصة أنها الأولى من نوعها فى العالمين العربى والإسلامى، وأدخلت مصر عصرًا جديدًا من حاملات الطائرات المقاتلة، إلا أنه زادت التساؤلات حول التعرف على وجهة تلك القطعة البحرية، وإلى أين ستتجه طائراتها المقاتلة، هل للردع وتأمين الحدود، أم لمحاربة الإرهاب القادم من حدود دول أخرى، أم أنها إعلان بالحرب لكل من تسول له نفسه المساس بدول الجوار؟ يقول اللواء محمد الغوبارى، مدير كلية الدفاع الوطنى سابقاً، ل«الصباح» أنه بالنظر لقدرات الميسترال، فإنها تعد أداة للقيام بمهام تأمين المصالح الاقتصادية كحقول الغاز فى البحر المتوسط، وذلك بالاشتراك مع السفن الحربية من مجموعة المهام والحماية المرافقة لها، فالهدف سيكون مُتمثلًا فى إطلاق المروحيات القتالية البحرية ومروحيات مكافحة الغواصات لضرب كافة التدخلات البحرية كسفن السطح «بواسطة مروحيات Ka-52 المسلحة بالصواريخ المضادة للسفن» والتى ستكون فى الأغلب من روسيا، أو الغواصات «بواسطة مروحيات NH-90 المضادة للغواصات» ومواجهة أى محاولات قرصنة أو اعتداء على حصة مصر من الغاز الطبيعى. وأضاف الغوبارى، بأن الهدف من (ميسترال) هو تحقيق الردع البحرى كاملًا ضد أى أطماع أو معاكسات بحرية إسرائيلية أو تركية، وخاصة مع تزايد الصراع على حقول الغاز فى هذه المنطقة، مؤكداً أن الهدف الأساسى من كافة التسليح ليس الحرب ضد أى دولة بل لتوجيه الإجراءات الاستباقية حيال التهديدات. وتساءل لمن يردد مقولة أن مصر ستعلن الحرب بعد شرائها الميتسرال: هل يجوز لنا محاربة دول أخرى فى حين أننا مازلنا نحارب الإرهاب فى سيناء وعلى الحدود؟!، منوهاً إلى أن كل تلك التكهنات عارية من الصحة، وأن الهدف المرجو منها هو موازنة التسليح بعد أن رفضت أمريكا إمدادنا بالطائرات إف 16، خاصة أن حدودنا البحرية بعد ترسيم الحدود مع اليونان زادت ما يقرب من 120 كيلو لتصبح مياهنا البحرية فى حدود 200 كيلو ولابد من وجود قوات بحرية لرقابة تلك المنطقة، لافتاً بأنها قلعة بحرية متحركة وعليها منظومة صواريخ وتقاتل فى البر والبحر وفى كل التحركات، وأهم ما تتميز به القدرة على الإبحار لمسافات طويلة. من جانبه قال اللواء طلعت موسى، الخبير الاستراتيجى، إن ما يتعلق باحتمالية نشوب أى حروب فى المنطقة، فإن مصر ستدعم أى دولة خليجية بحريًا وعسكريًا، توجد شواطئها على البحر المتوسط أو الأحمر، كما أنها ستعزز التعاون العسكرى بين مصر ودول الخليج بشكل كامل وستؤدى إلى نقلة كبيرة فى مواجهة كافة التهديدات التى تواجه مصر أو دول الخليج من أى دولة كانت. فى نفس الإطار، أشار اللواء رضا يعقوب الخبير العسكرى والاستراتيجى، إلى أن قيام مصر بشراء السلاح لا يعنى أنها ستخوض حربًا خلال الأيام المقبلة وإنما يعنى أنها ستستعد لأى تغيرات قد تطرأ على ساحة الحرب الدائرة فى ليبيا أو اليمن أو غيرهما من البلدان التى تهدد دول الخليج ومصر معًا، مشيرًا إلى أن هناك ثلاث نقاط يمكن توقع الحرب فيها خلال السنوات المقبلة وهى اليمن أو ليبيا أو إسرائيل، إلا أنها احتمالات مستبعدة فى ظل التفاهمات التى تقوم بها الدولة المصرية فى هذه الملفات، كما أن تطورات الأحداث على الأرض فى كافة المناطق بما فيها ملف سد النهضة والسودان باتت تستوجب الاستعداد الكامل لأى احتمال غير متوقع الفترة المقبلة. ومن أبرز المواصفات الفنية للميسترال - حسبما نشر المتحدث العسكرى للقوات المسلحة - أنها تستطيع الإبحار (30) يومًا بمدى (10000) ميل بحرى، وتنقسم السفينة إلى (12) سطحًا منها (5) لتحميل الطائرات ومركبات القتال، ويسمح بتخزين (12-16) طائرة طبقاً للحجم والحمولة أو (35) مدرعة، كما أن سطحها العلوى يتحمل (70) عربة مدرعة، والسفلى يستخدم لتحميل المركبات والمجنزرات من (9:6) دبابات طبقاً للحمولة، كما أنها قادرة على تحميل من 450 إلى 700 فرد بمعداتهم طبقاً لمدة الإبحار، كما أنها مجهزة للعمل كمستشفى بحرى حيث إن أقسام المستشفى منتشرة على مساحة (750) مترًا مربعًا وتستوعب غرفتى عمليات، وغرفة أشعة إكس، وقسمًا خاصًا بالأسنان وأحدث جيل من الماسحات الإشعاعية، وبها (69) سريرًا طبيًا، كما أن لديها القدرة على إخلاء (2000) فرد طبقاً للمساحة المتيسرة بإجمالى مساحة (2650) مترًا مربعًا.